5 تشرين الثاني 2019 | 08:09

صحافة بيروت

إقرأ كل الصحف.. عبر "مستقبل ويب"

المصدر: خاص مستقبل ويب

النهار

تداعيات تصاعدية لقطع الطرق وتأخير الاستشارات

الجمهورية

لقاء الحريري - باسيل: لا تفاهُم.. والحراك يلوّح بتصعيد أكبر

اللواء

الشارع يُطالِب بحكومة.. والدولار يرفع الأسعار

لقاء الحريري باسيل ينهي القطيعة

والمركزي للمصارف: زيادة الرساميل 20%

نداء الوطن

الحريري-باسيل: تبايُن قبل استشارات مفخّخة

الاخبار

رئيس الحكومة لوزير الخارجية: لا مشكلة شخصية معك!

لقاء الحريري ــ باسيل: مكانك راوح

الشرق الاوسط

لقاء مطول بين الحريري وباسيل يمهد لحوار

الحراك اللبناني يشتد ... وتزايد الانتقادات لتأخير الاستشارات النيابية

الشرق

الشارع يرفض تطعيم حكومة التكنوقراط بسياسيين ويستعجل الاستشارات

الحريري-باسيل: تبايُن قبل استشارات مفخّخة

توقفت الصحف عند "اللقاء الطويل" الذي عقد بين رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وبين الوزير جبران باسيل في "بيت الوسط"، حيث لم تتسرب عنه اي تفاصيل.

وإذ نفت مصادر تيار المستقبل لـ"الشرق الأوسط" أن يكون اللقاء بحث في تقاسم الوزارات الأساسية، لاحظت "النهار" أن أوساط الحريري لم تفصح عن شيء في شأن اللقاء، إلا أن مصادر قريبة من باسيل قالت إن اللقاء كان ايجابياً جداً وانه استمر نحو أربع ساعات واتفق خلاله على الكثير من الامور على غرار ما كان يحصل سابقاً بين الرجلين، بحسب "النهار"، التي بدا لها ان أي نتائج محتملة للقاء لن تظهر قبل ان يكون وزير الخارجية اطلع عليها الرئيس عون وان يتشاور في شأنها مع "حزب الله" وبعدها يبنى على الشيء مقتضاه من حيث التكليف المرجح مبدئياً للحريري، علما أن اجواء "بيت الوسط" تتسم بتحفظ شديد عن أمر يتعلق لهذا التكليف.

وقالت مصادر وزارية على صِلة بالحريري وباسيل لـ"الجمهورية": إنّ مجرد اللقاء بينهما يشكّل إشارة الى فتح ثغرة في الإتصالات المجمّدة، بهدف تنشيطها لتسهيل العبور الى مرحلة الإستشارت النيابية الملزمة من أجل تسمية من يكلّف بتشكيل الحكومة".

وقالت مصادر مطلعة لـ"الأخبار" إن اللقاء كسر الجليد بين الرجلين. وقد بادر باسيل الحريري معاتباً ومستفسراً عن أسباب استقالته المفاجئة، فكان ردّ الأخير بأنه لم يعد قادراً على تحمّل "ضغط الشارع". كما نفى أن يكون وراء الحملة التي شيطنت وزير الخارجية، مؤكداً له أن لا خلاف شخصياً بينهما. وزعمت "الأخبار" أنه أثناء البحث السياسي لم يُبد الحريري أيّ مشكلة تتعلق بوجود باسيل في أي حكومة، فيما تمَّ التطرق مبدئياً الى ضرورة أن تحكم تأليف الحكومة الجديدة معايير موحّدة على كل المكوّنات، سواء تم الاتفاق على أن تكون تكنوقراط أو سياسية أو تكنو سياسية. وفي هذا السياق قال الحريري إنه ليس متمسّكاً بالبقاء على رأس الحكومة، فيما ذكّر باسيل بأنه لم يكن يرغب في أن يُوزّر في الحكومة السابقة!

وقالت أوساط بيت الوسط لـ"الجمهورية": "إنّ اللقاء بداية حوار، ولا يمكن التَكهّن بما يمكن أن يؤول إليه هذا الحوار في ظل الطروحات المُتباعدة". وأشارت الى انّ عنوان البحث لا يحتاج الى أي تفصيل، فكلّ ما جرى على الساحة اللبنانية منذ ما قبل الانتفاضة وفيها وبعدها، ومن ضمنها استقالة الحكومة والمراحل الدستورية اللاحقة التي يستعدّ لبنان لولوجها كلها، كانت مَدار بحث، من دون أي إشارة الى ما انتهى إليه إيجاباً أو سلباً، بانتظار أن يكشف الحريري شخصياً عن هذا البحث، وهو ما زال يلتزم الكثير من الصمت خارج الدائرة الضيّقة المحيطة به. وأكدت المصادر أنّ لقاءات الرئيس المستقيل مستمرة، وهي تجري بعيداً من الاعلام.

وأكدت مصادر بيت الوسط لـ"نداء الوطن" أن لقاء الحريري مع باسيل لم يتوصل إلى نتائج عملية بل أظهر تبايناً واضحاً ليس حول مقاربة الوضع الحكومي برمته فحسب، بل حول النظرة إلى التطورات التي تعيشها البلاد. وذكرت أن الدليل إلى التباين هو عدم دعوة رئيس الجمهورية إلى الاستشارات.

وأشارت المصادر ردا على سؤال "نداء الوطن" حول ما إذا كان الخلاف ما زال قائماً على صيغة الحكومة "تكنو - سياسية" أو "تكنوقراط"، إلى أن ما جرى توزيعه من صيغ أمس لم يتم التطرق اليه خلال لقاء باسيل مع الحريري وهو ما نفاه "تيار المستقبل" أيضاً، مؤكدة أن البحث بالصيغة الحكومية مع أي جهة يفترض أن تسبقه مقاربة للتطورات في البلد في ضوء الحراك الشعبي وما نجم عنه منذ 17 تشرين الأول الماضي. وأضافت ان "هذا يحتاج لأن يعترف المعنيون بأن هناك وضعاً جديداً في الحياة السياسية اللبنانية نجم عن الحراك، وإحداث تغيير في الذهنية بالتعاطي معه، في وقت ما زال الفريق المعني يتعاطى مع الحراك على أنه سينتهي، وهذا غير واقعي".

وقالت مصادر بيت الوسط إن "التفاهم على مقاربة الحراك له أولوية على بحث مسألة تكليف رئيس الحكومة التي تصبح شكلية في ظل التباين الحاصل، لذلك فإن الحريري لا يبحث عن أصوات للتكليف، بل عن صيغة حل سياسي تستند إلى مقاربته للمعطيات الجديدة التي أملت استقالته، بينما نشهد محاولة الهروب إلى أمور أخرى والسعي إلى منافسة الحراك الشعبي على شعاراته ومطالبه".

وأكّدت مصادر لـ"الأخبار" أن اللقاء الذي دام أكثر من ساعتين، وتخلّله عشاء، عُرِضت فيه شروط متبادلة، ولم يتمّ التوصّل الى اتفاق لعدم وجود أرضية مشتركة يمكن البناء عليها، إذ أصرّ الحريري على حكومة تكنوقراط من دون أقطاب سياسيين بذريعة تخفيف الضغط الشعبي. ما يعني، بكلام آخر، إبقاء باسيل خارج الحكومة وإخراج حزب الله منها. وقد انتهى اللقاء بترك الباب مفتوحاً لمزيد من المشاورات. وذكرت المصادر أنّ خلاصة اللقاء هي أن "الرئيس عون يفضّل بقاء ورقة التكليف في جيبه على أن يبقي الحريري ورقة التأليف في بيته، فيما فهِم باسيل أنّ الحريري يريد أن يكون في حِلٍّ من ورقة الإصلاحات الاقتصادية".

وعلمت "الأخبار" أن الوزيرين علي حسن خليل ووائل أبو فاعور زارا الحريري بعد انتهاء لقائه مع باسيل.

في المقابل، أفادت مصادر حليفة للعهد لـ"نداء الوطن" بأن لقاء الساعات الأربع بين الحريري وباسيل كان حامياً ولم يصل الى نتائج ملموسة لكنه كسر الجليد الذي اعترى مسيرة ودّهما في الفترة الأخيرة. وناقشا خلاله الاحتمالات التي كانت مدار نقاش ورسائل علنية او ضمنية في الأيام التي تلت الاستقالة. واضافت المصادر نفسها ان باسيل كان حاسماً مع الحريري لجهة رفض تكليفه قبل ان يوافق على التشكيلة والأسماء فيها. وجرى التطرق الى عدة صيغ حكومية ابرزها صيغة الحكومة التكنوسياسية مع احتمال عدم توزير باسيل فيها لكنه يتمثل بأشخاص يسميهم هو ويكونون من "التيار" وليسوا مقربين منه. كذلك أبلغ باسيل الى الحريري رفضه ان يشكل حكومة تكنوقراط كاملة، مكرراً ان حكومة كهذه يمكن ان يرأسها شخص آخر.

وعلمت "نداء الوطن" ان فريق 8 آذار وبالتفاهم مع فريق رئيس الجمهورية يخطط لكسب وقت اضافي مراهنا على تعب الحراك الشعبي ومشاكل يتسبب بها قطع الطرقات. وتقضي الخطة بالدعوة الى استشارات نيابية يمتنع فيها الفريق الممانع والتيار عن تسمية الرئيس الحريري فيحصل على 50 صوتا تقريبا من اصل 128 فتعاد الاستشارات ومعها تعاد المشاورات.

ورأت "الجمهورية" أنّ اللقاء بين الحريري وباسيل لم ينجُ من محاولات تشويش عليه، ولاسيما عبر ترويج مُتزامن مع هذا اللقاء، لمسودة حكومية جديدة من 24 وزيراً، لا تختلف في جوهرها عن الحكومات السابقة، وتضمّ الى جانب شخصيات "تكنوقراط" مجموعة الاسماء التي أدرجها الحراك الشعبي في خانة المُستفزة، وطالبَ بإسقاطها وإبعادها عن الحكومة. وعلى الرغم من مُسارعة أوساط الرئيس الحريري الى نَفي وجود مثل هذه المسودة، إلّا انّ هذا الترويج فَعلَ فِعله في أوساط المحتجّين الذين لَوّحوا برفع وتيرة التصعيد الى مستويات غير مسبوقة، فيما لو نَحت الأمور في هذا الاتجاه.

واللافت في سياق التشويش أيضاً، بحسب "الجمهورية"، هو تَعمُّد بعض القنوات الاخبارية غير اللبنانية نَفي حصول اللقاء بين الحريري وباسيل، وذلك في الوقت الذي كان اللقاء يُعقد في بيت الوسط. وهو ما أدرجَه مرجع سياسي كبير في سياق "إشارات من بعض الجهات، إعتراضية على حصول اللقاء أولاً، وعلى احتمال إعادة جسر العلاقة من جديد بين الحريري ومن يُمثّل ومن يحالِف، وبين باسيل ومن يُمثّل ومن يحالِف".

الفرزلي لـ"النهار": أنا وبرّي نؤيد خيار الحريري لرئاسة الحكومة

استغرب نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي في حديث لـ"النهار"، الضجة المثارة في الشارع في شأن المماطلة في إطلاق عملية الاستشارات لتكليف رئيس الحكومة المقبل لتشكيل مجلس الوزراء الجديد. وقال: "ما يجري اليوم هو العمل على التوصل الى اتفاق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء المستقيل سعد الحريري على المرحلة المقبلة تشكيلاً وتكليفاً، وهناك سوابق في موضوع التكليف والتشكيل أخذت وقتاً كبيراً، ونحن اليوم أمام منعطف خطير، ويجب تحكيم العقل للوصول إلى النتائج المرجوة كي لا ينعكس ذلك سلباً على البلد". وأوضح: "نحن نعلم وفق الدستور أن رئيس مجلس الوزراء يقوم بتشكيل الحكومة بالتنسيق بينه وبين رئيس الجمهورية، وأظن أنه لا يجب استخدام هذا الموضوع للمناورة حول مبدأ التكليف". وبالرغم من معارضة بعض نواب "التيار الوطني الحر" وعدم حسمهم فكرة إعادة تكليف الحريري، لا يرى الفرزلي أفضل من الحريري لتولي مسؤولية رئاسة الحكومة المقبلة لأنه الممثل الشرعي للمكوّن السنّي. وقال: "تأكيد تكليف الرئيس الحريري لا يتم بطريقة عشوائية، الأمر لا يحتاج إلى تأكيد، أنا نائب ونائب رئيس مجلس النواب، ودولة الرئيس نبيه بري رئيس المجلس وأعطى رأيه في هذا الاتجاه، أعود وأكرر أنه يجب أن نأخذ الموضوع بالهدوء وليس بالصراخ لأننا مسؤولون عن مصير البلد، وأنا أكيد أن الرئيس الحريري حريص أيضاً على هذا الاستقرار، وأجزم مع الرئيس بري أن الحريري هو المؤهل الأقوى وهو الممثل الشرعي للمكوّن السنّي والأفضل لرئاسة الحكومة، وحراكنا يسير في هذا الاتجاه، إذ لا يجوز أن يحصل غير ذلك".

"النهار": التسوية - 2 الحريري - باسيل على أنقاض تسوية عون - الحريري؟

كتبت سابين عويس في "النهار": التسوية - 2 الحريري - باسيل على أنقاض تسوية عون - الحريري؟

لا تأخذ أوساط العونيين في الاعتبار أن الحريري ما بعد الاستقالة ليس هو ذاته قبلها. فهو استعاد شارعه وجمهوره، ويدرك جيدا انه حاجة داخلية لا يمكن الاستعاضة عنها بأي من الوجوه السنية الاخرى. في انتظار بلورة نتائج اللقاء الاول بين الحريري وباسيل أمس، بدأت ترتسم ملامح التسوية الجديدة المرتقبة، بعد السقوط المدوي للتسوية الماضية بفعل استقالة الحريري. وإذا كانت المعادلة الجديدة يقوم شرطها الأساسي على مشاركة باسيل في أي حكومة يرأسها الحريري، فهذا يعني انتفاء المعادلة السابقة التي كان قوامها عون في بعبدا والحريري في السرايا. وهذه هي عمليا المعادلة الجديدة التي وضعها رئيس الجمهورية شرطا أساسيا أمام الحريري للعودة الى رئاسة الحكومة: "اما أن تدخل مع جبران الى الحكومة وإما أن تخرجا معا"، بعدما أصبح وجود عون في بعبدا أمرا واقعا، ودخل وجود باسيل في الحكومة عنصرا أساسيا، يحكم أي تشكيلة حكومية سيقدمها الحريري، وإلا لن يحظى بترف تسميته رئيسا مكلفا. لا يمكن إسقاط ظاهرة أن الثنائي الشيعي وضع في نبيذه ماء، عندما أبدى "حزب الله" عدم ممانعة في عودة الحريري الى رئاسة الحكومة، لكن العقدة لا تزال عالقة في بعبدا، مع استمرار رئيس الجمهورية على تمسكه بباسيل. ولا يظهر من هذا الموقف ان العهد يأخذ في الاعتبار الارتدادات المالية والاقتصادية لاستمرار تعثر الاستشارات النيابية. السؤال يذهب في اتجاه "حزب الله" والى اي مدى يمكنه الاستمرار في رهانه على باسيل، خصوصا ان عدم توزير باسيل في الحكومة العتيدة يقلص فرص طريقه نحو بعبدا، لا سيما بعد التهشيم الذي تعرض له في الشارع، بداية، وبعد تراجع قدرة تياره على التجييش، بحيث لم يرق المؤيدون له وللعهد في تظاهرة بعبدا الى ربع مستوى المعارضين له في ساحات بيروت وطرابلس والمناطق. وهذه صورة لا يعتقد مراقبون أن الحزب قادر على غض الطرف عنها، عندما تحين ساعة الحساب والقرار. وبحسب العارفين، فإن الحزب ليس في وارد الاعتراض على عودة الحريري الى رئاسة الحكومة لرمي كرة النار المالية والاقتصادية في ملعبه، بعدما كان أمينه العام اتهم الرئيس المستقيل جهارا بهدر الوقت أمام تنفيذ الورقة الإصلاحية ودفع البلاد نحو الفراغ والانهيار.

"الجمهورية": لماذا يرفض الحريري توزير باسيل؟

كتب اسعد بشاره في "الجمهورية": لماذا يرفض الحريري توزير باسيل؟

في المعلومات أنّ الرئيس الحريري ينطلق في مقاربته تشكيل الحكومة من مسلمات عدّة أبرزها: أولاً: أبلغ الحريري الى من يعنيهم الأمر، وأوّلهم الرئيس ميشال عون والثنائي الشيعي، بأنّه لا يستطيع تشكيل حكومة يكون باسيل وزيراً فيها، لأنّ هكذا حكومة ستسقط منذ ولادتها تحت ضغط الشارع، وبالتالي لا فائدة من تشكيلها طالما أنّ عوامل استقالتها موجودة في تركيبتها، وقرار الحريري هذا لا عودة عنه، على ما يبدو، وعلى عون والثنائي أن يفتّشا عن البديل الانتحاري الذي سيتسلم المهمة الصعبة، ويمكن توقع مشاعر التردّد التي سيشعر بها من يتجرأ على القبول بحمل كرة النار، في مواجهة شارع غاضب، ومن دون أن يحمل معه أيّ حصانة من الطائفة السنية، التي بالكاد تقبل بأن يعود الحريري الى ترؤّس حكومة الأزمة، فكيف بالمرشحين الآخرين الذين لا يمتلكون من أدوات الصمود إلّا القليل. ثانًيا: يرفض الحريري رفضاً باتاً أن يسمي أيّاً كان بالنيابة عنه لتشكيل الحكومة، وهو يخشى من تسمية البديل، ويطرح نفسه مرشحاً أوحد بشروطه، تحت طائلة الاعتذار عن المهمة، وهذا يشمل جميع من طرحت أسماؤهم، وأبرزهم الرئيس تمام سلام والوزيرة ريّا الحسن، وهذان الاسمان ليسا أصلاً في وارد قبول رئاسة الحكومة، من دون موافقة الحريري، أمّا بالنسبة للأسماء الأخرى وأبرزها النائب نهاد المشنوق، فتتكفل ماكينة المستقبل الشعبية والإعلامية بإحراق حظوظهم، وتصنيفهم ضمن خانة الخوارج السياسيين، وهذا ما يصعّب مهمّتهم، بل يجهضها قبل الولادة، وما لم يساعد المشنوق أنّ تسريب خبر زيارته بعبدا أتى من التيّار الوطنيّ الحرّ، ليس بقصد إحراقه، بل بقصد مساومة الحريري واللعب على وتر أنّ هناك بدائل أخرى اذا استمرّ بوضع شروطه. ينطلق الرئيس الحريري في مفاوضاته مع شركائه في الحكومة السابقة، من حتمية تعديل شروط التسوية، وتبدو خطوطه مفتوحة مع الرئيس نبيه برّي، الذي لا يريد أن يرى غيره في السراي، وكذلك مع حزب الله، فبالنسبة الى الحزب ضعفت أوراق العهد، وصار لزاماً التمسّك بالحريري أكثر، والاستعداد لدفع ثمن بقائه في السراي، تجاوزاً لـصبيانيات سياسية تتوهم أنّه يمكن الإقلاع بحكومة يترأسها حليف سنّي للحزب.

"النهار": مجرد التفكير في عودة باسيل إهانة للشعب

كتب علي حماده في "النهار": مجرد التفكير في عودة باسيل إهانة للشعب

الثابت حتى اليوم ان عودة صهر رئيس الجمهورية، وهو الشخص الممقوت شعبيا في أي حكومة، ستكون بمثابة الإهانة لمئات الآلاف من اللبنانيين الذي صوّتوا بأقدامهم وحناجرهم ضد الرجل الذي استغل موقعه العائلي ليمسك بمقاليد القرار في رئاسة الجمهورية. لنتفق ان عودة باسيل سيئة، إنما ثمة أمر آخر ينبغي إثارته، هو مقدار سيطرة الوزير باسيل المخيفة على موقع رئاسة الجمهورية وقدرته على التحكم فيها، وتغليب وجهة نظره بوجه المحيط الذي يرى أن باسيل فعل برئيس الجمهورية ما لم يفعله عدو، وانه صار أكثر من عبء ثقيل، بل ان مجرد وجوده بهذه السطوة على موقع الرئاسة لا يهدد رصيد الرئيس نفسه ويستنفده، إنما يهدد مستقبل الموقع الدستوري الأول ضمن التركيبة اللبنانية. من هنا أهمية الدور الذي يفترض ان تضطلع به البطريركية المارونية لحماية الموقع الذي أصيب بعطب كبير، هذا ان لم نحتسب انهيار هيبة الرئيس نفسه، ولا سيما أنه مع إتمامه نصف ولايته الرئاسية فقد اندفاعة "التسوية الرئاسية" التي تترنح وتكاد تلفظ أنفاسها. فالرئيس ميشال عون ما عاد في وسعه الاعتماد على "ثلاثية" التسوية، وبات وجوده السياسي مرتبطا بشكل حصري بقوة "حزب الله" وقدرته على اللجوء الى وسائل العنف لحمايته، وان يكن استخدام العنف مجازفة كبرى حتى بالنسبة الى الطرف الأقوى في "التسوية الرئاسية". أما بالنسبة الى الشريك في رئاسة الحكومة، أي الرئيس سعد الحريري، فـ"شارعه" تظاهر لإسقاط الحكومة، وسوف يتظاهر ضد أي حكومة لا تلاقي المزاج العام. واستطرادا، فإن الحريري الذي يتميز عن الآخرين بأن الشارع المنتفض لا يناصبه العداء الحاسم حتى الان، يدرك انه لا يمتلك "شيكا" على بياض للقبول بترؤس حكومة يحدد ملامحها كل من السيد حسن نصرالله وفقا لرؤيته ان الانتفاضة مؤامرة، والرئيس ميشال عون الواقع تحت سيطرة جبران باسيل. نحن امام مأزق كبير مرده الى رفض البعض قراءة الشارع بعناية، ومرده أيضا الى توهم البعض ان بالإمكان العودة الى ما قبل السابع عشر من تشرين الأول، والمضي قدما بالطريقة نفسها التي انطلق بها هذا العهد الذي سقط معنويا في الشارع.

"النهار": الحريري يهادن "الثوار" أم ينتفض معهم؟

كتب مجد بو مجاهد في "النهار": الحريري يهادن "الثوار" أم ينتفض معهم؟

بحسب مقرّبين من "بيت الوسط"، أن الحريري كان صادقاً في استقالته التي نجمت عن عدم قدرته على تحمّل الضغوط، وهو ليس موهوباً بفنّ التلاعب السياسي، بل انقطع عن التواصل مع أهل بيته السياسي في الأيام الأخيرة التي سبقت قراره. ويشرح المقرّبون أن الانهاك الذي أصاب الحريري هو نتيجة طريقة التعامل معه، وبالأخصّ من شريكه الرئيسي في الحكومة الوزير جبران باسيل، الذي "تخّنها" في الأشهر الأخيرة، بحسب تعبير المصادر نفسها، فوجد الحريري الفرصة سانحة للتخلّص من الضغوط المتراكمة. ويتراءى من المشهدية التي يقدّمها هؤلاء المقرّبون أن المشكلة لم تكن "بنت ساعتها"، بل إن إبعاد نادر الحريري المتناغم مع باسيل في الطبائع والتفكير والتنفيذ، كان بمثابة محاولة أولى من الرئيس الحريري لتخفيف تأثير وزير الخارجية، الذي أحرج رئيس الحكومة في صلاحياته وعلاقاته العربية والملف السوري، وصولاً الى الخطاب التصعيدي الطائفي الذي شكّل عبئاً على الرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط أيضا. وتلفت المصادر نفسها الى أنه لا بد من مراقبة تكتيكات باسيل السياسية في المرحلة الأخيرة ودرسها من الناحية النفسية، إذ كان لها دور كبير في اشتعال الجبهات. هل تعني هذه المعطيات أن باسيل سيغيَّب حكومياً؟ يُختصر فكّ الشيفرة هنا بعبارة: إما جبران وإما سعد، فالأخير لم يعد قادراً على التحمّل وإلا سيخسر كلّ ما ربحه في هذه المرحلة، وفق المصادر، وهو لن يقبل باستنساخ الحكومة المستقيلة. وترسم أوساط سياسية مراقبة مفترقات ثلاثة ستسلك البلاد أحدها: فإذا عاد الحريري رئيساً للحكومة المرتقبة، عليه الاتفاق مع الأطراف السياسيين على حكومة يهندسها هؤلاء، واذا لم تكلّفه نتائج الاستشارات فسيشتد العصب الطائفي. ويبقى المفترق الأخير هو الدرب السالك نحو محطّة وصول تلبي النداءات الشعبية: حكومة تكنوقراط كاملة، وهو طرح "صعب جداً"، في قراءة الاوساط نفسها، ولا يتوقّع أن يقبله "حزب الله". تشير المعلومات التي استقتها "النهار" الى ترجيح الخيار التكنو- سياسي، مع بروز اسم سعد الحريري رئيساً، وهذا ما يرشح من تصريحات زوّار "حزب الله" وملتقطي الذبذبات من خطه السياسي، ومنهم من خرج في الساعات الأخيرة ليبشّر بأن الحريري هو الاسم الأكثر قابلية لتولّي المرحلة المقبلة.

"اللواء": اهداف ملتبسة وراء التأخير بالدعوة للإستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة الجديد

كتب معروف الداعوق في "اللواء": اهداف ملتبسة وراء التأخير بالدعوة للإستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة الجديد

لم يقتصر التأخير الملحوظ في الدعوة للاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة العتيدة عند حدود التعامل الفوقي مع الانتفاضة والسعي الحثيث لتجاوز وجودها من الأساس، بل شمل هذا التأخير المبرمج بشكل أساسي، اللعب على المكشوف لتأخير أو تحديد الانتقال إلى المرحلة السياسية المقبلة التي بدأت ترتسم معالمها منذ استقالة حكومة الرئيس الحريري واستمرار الانتفاضة الشعبية دون توقف وفي مقدمة هذه الامور: فرملة تبوؤ الرئيس الحريري للصدارة السياسية، بعدما تفاعل إيجاباً مع مطالب المتظاهرين وأبدى في أكثر من مناسبة تحسسه واهتمامه بصرخاتهم واوجاعهم وقدم استقالة الحكومة تجاوباً مع رغباتهم ولتفادي قيام بعض الأطراف بمحاولات يائسة لاستهداف هؤلاء المتظاهرين وقمع تحركهم باعمال عنيفة كما حدث في أكثر من مرّة، واستطاع جرّاء هذه الخطوة المتقدمة من الاستحواذ على ثقة أكثرية اللبنانيين خلافاً لباقي الزعامات الأخرى. محاولة ابتزاز الرئيس الحريري من خلال التلويح بتأييد شخصيات سياسية سنية لا تستحوذ على الحد المقبول للمواصفات المطلوبة لتولي هذا المنصب، إن كان على الصعيد الشعبي العام أو في مجال الثقل الخارجي وممارسة السلطة بشكل عام، لمنعه من تنفيذ شروطه لتولي رئاسة الحكومة المقبلة. وفي الخلاصة، فإن التأخير بالدعوة للاستشارات النيابية المرتقبة، استقطع الوقت دون جدوى، ولكن لا يمكن ان يقفز فوق الخريطة الجديدة للواقع السياسي الذي ارتسم بعد الانتفاضة الشعبية.

"نداء الوطن": النقليات مؤمّنة

كتبت سناء الجاك في "نداء الوطن": النقليات مؤمّنة

"النقليات مؤمنة" لمن يرضى برئاسة حكومة وفقاً لتشكيلة، شرط الانتساب إليها عدم التشويش على المعادلات القائمة التي تتيح مصادرة السيادة مقابل الاستمرار في حفلات المحاصصة والاستفادة من المال العام والنفوذ. لكن الشارع الذي لا يحتاج "النقليات المؤمنة" لا يزال في المرصاد، يقرأ بوعي ما يحصل حوله، ويطوّر أداءه ليواجه الإلتفافات الغبية للسلطة، إن لجهة الخطاب منتهي الصلاحية والادعاء أن الثورة مؤامرة على العهد، أو لجهة تركيب الصورة لاستنهاض المريدين المحصورة وظيفتهم برفع المعنويات وتأمين المصفقين. ويعلم أكثر فأكثر هذا الشارع أن "كلن يعني كلن" متواطئون على تنفيذ مشروع بقائهم على قيد السلطة. وكل منهم يقود معركته في اتجاه يعتقد أنه يؤمن له استنهاض شارعه ليمهد له طريق العودة، على أن يلتقوا جميعاً في نهاية الأمر عند نقطة محددة بعد تدوير زواياهم وحشر بعضهم البعض بما تتيح لهم مواصلة نهب الدولة وخيراتها مقابل بيع قرارها وسيادتها. ليس صحيحاً أن هناك من يستغل الحراك و"سذاجة" المتظاهرين، كما يطيب للغيارى على السلطة أن يرددوا بعطف الذئب على الغنم. فما يحصل يدل على أن لا أحد فوق الغربال. وتحديداً بعد فشلهم في شيطنة هذا الحراك والعمل لسرقته وتبني مطالبه. المتظاهرون السذج يعرفون أن على النائب أن يشرّع، وعلى الوزير أن يعمل موظفاً ليستحق راتبه، حينها يستقيم الوضع، ويحصل كل مواطن على فرصته من دون وساطات تكرس الزعامات. فالشغل موجود وهم يخفونه لتعزيز زعاماتهم. لم يعد ينفع الخطاب الأبوي. الطبقة السياسية قتلت آباء اللبنانيين منذ أن حرمتهم تأمين مستقبل مستقر وآمن لأولادهم. منذ أن بات التمييز فاقعاً بين أبناء هذه السلطة وأبناء عامة الشعب من غير المحسوبين عليها.

"الديار": طرحان قيد التداول في صفوف الأكثرية ولا حماسة لعودة الحريري

كتب علي ضاحي في "الديار": طرحان قيد التداول في صفوف الأكثرية ولا حماسة لعودة الحريري

وفق اوساط في تحالف حزب الله و8 آذار متابعة للمشاورات فإن هناك برودة لافتة في التعاطي مع عودة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري الى رئاسة الحكومة وكأن شيئاً لم يكن وكأنه الحارس الملاك والمُخلّص على الحصان الابيض ومع وضعه سلة شروط ليست مستساغة عند جزء وازن من الاكثرية النيابية. وتؤكد الاوساط ان هناك اكثر من طرح لتخريجة الحكومة الجديدة، الاول يقضي بتكليف الحريري لشخصية تمثله وتترأس الحكومة العتيدة ويكون مهمتها انقاذ الوضع الاقتصادي والمالي وتكون مصغرة وعبارة عن 16 وزيراً وهي حكومة سياسية ومطعمة ببعض الاختصاصيين وممثل عن الحراك الشعبي. وهنا يُطرح اسم الرئيس تمام سلام، ولكن في المقابل تسمية شخصية من قبل الحريري تصطدم برفض الحريري ذلك ويصر على ان يتولى هو شخصياً رئاسة الحكومة وإلا فإنه والمستقبل والحريري سيقاطعان الحكومة. وهنا تلفت الاوساط الى قضية اخرى وهي كناية عن سؤال مهم: هل تشارك القوات اللبنانية في حكومة بلا الحريري ام تتضامن معه؟ وما هو موقف النائب السابق وليد جنبلاط من ذلك؟ وهل يثبت فعلاً نيته المضمرة بالتضامن مع الحريري وهو كان يحثه على الاستقالة وهذه الاستقالة يرى فيها جنبلاط فركة اذن للوزير جبران باسيل وللعهد؟ في المقابل، تقول الاوساط ان هناك جزءاً هـامـاً من فريـقـنا يرى ايضاً ان تكليف الحريري لوكيل له يعني ان هذا الوكيل سيعود في كل شاردة وواردة الى الاصيل اي الحريري. فلماذا وجعة الراس بتكليف سلام او غيره من فريق الحريري؟ وهذا الجزء يؤيد الذهاب الى شخصية غير الحريري. في الموازاة يطرح فريق آخر في الاكثرية النيابية وفق الاوساط الذهاب الى خيار آخر غير الحريري ولكن بشخصية سنية وسطية وغير استفزازية وطُرح هنا اسم الوزير السابق محمد الصفدي وخصوصاً ان هناك اشارة سعودية بعدم الممانعة للصفدي وغياب الحماسة لعودة الحريري. وتقول الاوساط ان خيار الصفدي جيد ويمكن ان يلقى قبولاً عند معظم الاطراف ولا فيتو حتى الساعة عليه من اي طرف داخلي وحتى خارجي. وتلمح الاوساط الى لقاءات عقدها الصفدي في لبنان تطرقت الى ملف الحكومة.

عون يؤيد أي صيغة سياسية لحكومة تؤمن توافقاً وطنياً

لاحظت "النهار" أن سياسياً ووسط تمادي الجمود المتحكم بالواقع المتأزم منذ استقالة الحكومة، لم يطرأ أي جديد علني على الاقل في حركة قصر بعبدا ينبئ بالخروج من الازمة، على رغم تعاظم الاخطار المتصلة بالواقع المالي والاقتصادي في البلاد وحتمية وقف استنزاف الوقت في ظل معطيات تفرض استنفاراً استثنائياً لانجاز مراحل الاستحقاق الحكومي باقصى سرعة.

وفي اطار تبرير هذا الواقع المتمادي، قالت أمس مصادر سياسية متابعة لـ"النهار" و"اللواء" إن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يؤيد أي صيغة سياسية لحكومة تؤمن توافقاً وطنياً، موضحة ان المشاورات التي تجرى في شأن تشكيل الحكومة هدفها في الدرجة الاولى تهيئة المناخات السياسية لشكل الحكومة المقبلة.

واضافت ان ما من نص دستوري يلزم رئيس الجمهورية تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة، كما ان ما من نص دستوري يلزم رئيس الحكومة المكلف مهلة لتاليف الحكومة وذكرت بالسابقة التي حصلت في عهد الرئيس ميشال سليمان عندما استقال الرئيس الحريري ولم يحدد في حينه موعد للاستشارات الا بعد مرور ثلاثة اسابيع. وقالت المصادر إن الشخصية التي ستكلف ستمثل مؤشراً لشكل الحكومة العتيدة وان المشاورات جارية كي لا يستغرق تشكيل الحكومة وقتاً اضافياً.

"النهار": تقرير غربي: فريق عون في "فقاعة" وحسابات "الحزب" خارج لبنان!

كتب احمد عياش في "النهار": تقرير غربي: فريق عون في "فقاعة" وحسابات "الحزب" خارج لبنان!

علمت لـ"النهار" من هذه اوساط دبلوماسية ان تحركا غربيا منسقا قام به مباشرة الطرفان الفرنسي والالماني في بيروت يوم استقالة الرئيس سعد الحريري في 29 تشرين الاول الماضي، وذلك لعرض تصور مشترك في شأن ما يمكن تقديمه من أجل مساعدة الحكومة الجديدة على الشروع في تنفيذ برنامج يعيد الحيوية الى الاقتصاد اللبناني وينتشله من أزمته المالية التي تهدد استقراره النقدي. ويقوم هذا التصور الفرنسي - الالماني على الآتي: تأليف حكومة مصغّرة تحاكي مطالب اللبنانيين الذين تظاهروا منذ 17 تشرين الاول الماضي ولا يزالون، ويكون في رأس اولوياتها الشروع في تقليص عبء القطاع العام والذهاب الى برنامج خصخصة مدعوم باكتتاب فرنسي - الماني في سندات الخزينة بمبلغ 10 مليارات دولار أميركي لمدة طويلة بفائدة متدنية جدا. الجهة الرسمية في قصر بعبدا التي تلقّت العرض الفرنسي – الالماني هي وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، وتحديدا في اليوم الذي استقال فيه الحريري، أي الثلثاء الماضي. الاوساط الديبلوماسية اشارت الى ان السفير الالماني لدى لبنان جورج برغيلين تلقّى جوابا سلبيا نقله اليه جريصاتي الذي كان بدوره حوّل المبادرة التي جاء بها السفير الالماني الى المرجعية في الرئاسة الاولى التي قررت عدم التجاوب مع ما حمله السفير. ردة الفعل التي سجلتها اوساط سياسية مواكبة لهذا الاقتراح تفيد ان الاستياء الغربي كان عارما، ونقلت عن احد السفراء قوله انه بصدد رفع تقرير الى بلده سيقول فيه: "ان فريق الرئاسة الاولى يعيش في فقاعة BUBBLE"، في إشارة الى ان هذا الفريق يعيش معزولاً عما يجري في لبنان. الحجة التي ما زالت تُنسب الى دوائر الرئاسة الاولى، والتي تنتشر في الاروقة السياسية، هي ان رئيس الجمهورية ميشال عون يريد استباق الاستشارات النيابية الملزمة بتفاهم يشمل التكليف والتأليف معاً. وفي معلومات من اوساط الرئيس سعد الحريري ان الاخير لا يضع نفسه عقبة امام الوصول الى تشكيل حكومة جديدة، أي انه لا يتمسك بترؤس الحكومة المقبلة إذا لم يلقَ تجاوبا مع طرحه الإتيان بحكومة مصغّرة تضم فريقا مؤاتيا لتنفيذ برنامج الاصلاحات. وحتما في مثل هذه الحكومة، سيكون رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل خارجها. وعلمت "النهار" ان الاجتماع الموسع الذي عقده رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط السبت الماضي وضم أعضاء "اللقاء الديموقراطي" النيابي وقيادة الحزب، إنتهى الى قرار جرى إبلاغه الى الحريري ويقضي بتنحّي الحزب عن المشاركة في الحكومة الجديدة التي يتصوّرها الحريري. وبما يشبه قرار الاشتراكي، علمت "النهار" أيضا من اوساط قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري انه مستعد لملاقاة مسعى تشكيل حكومة جديدة بمواصفات من خلال تنحّي وزيره السوبر علي حسن خليل. في المقابل، ما زال موقف "حزب الله" ملتبسا بسبب رفضه الذهاب الى تشكيل حكومة غير سياسية بالكامل بذريعة ظروف إقليمية. وفي هذا السياق، تقول اوساط حكومية لـ"النهار" ان الحزب في تفكيره هو "خارج الحسابات اللبنانية البحتة"، في إشارة الى انه يربط سلوكه في لبنان بما يجري في المنطقة، وتحديدا في العراق الذي يشهد للمرة الاولى منذ سقوط حكم الرئيس صدام حسين هذه الموجة العارمة من الكراهية للنفوذ الايراني في ذلك البلد. وتفيد هذه الاوساط ان "حزب الله" لم يعد لديه سوى خيار التمسك بورقة حليفه المسيحي الرئيس عون.

"النهار": كيف ينظر العهد إلى الانتفاضة؟

كتب غسان حجار في "النهار": كيف ينظر العهد إلى الانتفاضة؟

يقرأ الفريق الرئاسي الحراك الشعبي "حالة شعبية حقيقية أفاد منها سياسيون فركبوا الموجة، وأرادوا سرقة الحركة العفوية التي انطلقت في ساعتها". وفي القراءة السياسية الآتي: 1- أفاد أكثر من فريق سياسي من الحالة القائمة ودفعوها قدماً للانتقام من العهد الذي بدل موازين اللعبة التي كانت قائمة على عدم التوازن بحيث كانت المواقع المسيحية مصادرة من قيادات اسلامية، وهم ارادوا الانتقام من التغيير الذي اثار غضبهم منذ بدء ولاية الرئيس ميشال عون. ويعمل المتضررون على "تحجيم" عون واعادة عقارب الساعة الى الوراء للامساك بالقرار كما في العهود السابقة. 2- على رغم اصابة الرئيس نبيه بري بشظايا الحراك، الا انه وجدها فرصة للانتقام من العهد، وخصوصا من الوزير جبران باسيل الذي "ازعج" كل التركيبة السياسية القائمة، وخصوصا الرئيس بري الذي تعرض للمرة الاولى لحملات حركتها قيادات في "التيار الوطني الحر". 3- اما رئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي تسود علاقته مع عون حال متوترة منذ ما قبل الرئاسة، وما قبل تسلم باسيل رئاسة التيار، واستمرت على هذا المنوال رغم محاولات من الطرفين لترميمها، فانه ايضا شجع الانتفاضة في بيروت والمناطق شرط الا تلامس مناطق الشوف وعاليه خوفا من صدامات في الشارع الدرزي. 4- يبقى المحرك الاكبر في المناطق المسيحية حزب "القوات اللبنانية" الذي ينتقم رئيسه سمير جعجع لكل المرحلة السابقة بعدما تم ايقاظ كل مشاعر الحقد الدفينة القائمة بين عون وجعجع منذ العام 1988. ويرى فريق العهد ان "القوات" حضر لهذا التحرك، وان استقالة وزرائه كانت المقدمة.

"النهار": هل يعود عون "الرئيس" جنرال 1990!

كتب سركيس نعوم في "النهار": هل يعود عون "الرئيس" جنرال 1990!

لم يكن "حزب الله" في وارد دفع الحريري إلى الاستقالة، بل على العكس من ذلك كان مُتمسِّكاً برئاسته لها لأسباب متنوّعة، منها تمثيله السُنّي الواسع وتقيّده بالتسويّتين الرئاسيّة والحكوميّة رغم الاعتراض الذي أثاره ذلك عند شعبيّته وحلفائه. فضلاً عن أنّه فوجئ بها. بعد الاستقالة بمدّة قصيرة اقتُرحت على عون حكومة تكنوقراط على الأرجح لا يُشارك فيها باسيل وكاد أن يقتنع بها لكن الأخير أقنعه بسلبيّتها على الاثنين معاً. فرفضها ثمّ تفاقمت الأمور سياسيّاً وشعبيّاً فغضب الرئيس وقال: "أنا الآن "الجنرال" عون في قصر بعبدا لا الرئيس عون. وإذا أرادوا تكرار 1990 فأنا جاهز. إذا كانوا يريدون ليّ ذراعي فأنا لن أسمح لأحد بفعل ذلك". ثمّ عاد البحث سياسيّاً فأكّد عون أنّه مع حكومة تكنوقراط لا يترأّسها الحريري ولا يُشارك فيها باسيل، مشيراً إلى أن على الأخير أي وريثه وعلى حياته في "التيّار" الذي أسّسه أن يهتمّ بأمور كثيرة داخله ولا سيّما بعد التطوّرات الكثيرة التي حصلت، "وفي النهاية فهو الذي سيُدير الأمور كلّها". في الفترة المُشار إليها أعلاه زار رئيس الجامعة الأميركيّة والجامعة اليسوعيّة في بيروت (ولبنان) الدكتور فضلو خوري والأب سليم دكّاش الرئيس عون في قصر بعبدا. وتحدّثا معه في الوضع الشعبي المُحتقن وفي الأزمة الحكوميّة التي قد تنشب بعد استقالة الحريري، فاقترحا عليه تأليف حكومة تكنوقراط مُصغّرة أي من إثني عشر عضواً. وكان في ذهنهما أن يكون رئيسها الوزير السابق رجل القانون بهيج طبّارة. في فترة لاحقة بدأ داخل القصر الرئاسي وخارجه تداول فكرة "حكومة اللون الواحد". وأبرز دوافع ذلك هو إبعاد الحريري عن الحكومة طالما أنّه مصرٌّ على إبعاد باسيل عنها. إذ أن قبوله ترؤّس حكومة من هذا النوع يُخسِّره كثيراً وأي حكومة أخرى يرى الناس وخصوصاً شعبيّته وحلفاؤه فيها قبولاً بشروط عون و"حزب الله". حتّى الآن لم يُجرِ رئيس الجمهوريّة الاستشارات النيابيّة المُلزمة بنتائجها تكليف شخصيّة سُنيّة تأليف الحكومة. ولا أحد يستطيع الجزم أنّها ستُجرى هذا الأسبوع علماً أن حصول ذلك يعني أنّ لبنان على أبواب أزمة خطيرة. والاستمرار على هذه الحال يُدخل البلاد حالاً من الفوضى. وذلك أكيد إذا أصرّ الخارج وأفرقاء الداخل ومنهم الحريري على إبعاد "حزب الله" عن الحكومة. علماً أنّ الحريري لم يقل أمام أحد من اللبنانيّين وحتّى من غيرهم وفي مقدّمهم فرنسا أنّه لن يوزِّر "حزب الله" في الحكومة الجديدة إذا كُلّف تأليفها.

"نداء الوطن": الـجمهور الـ 1989 الوفيّ

كتب عماد موسى في "نداء الوطن": الـجمهور الـ 1989 الوفيّ

في خريف 1989 أقرّ اتفاق الطائف الذي رفضه العماد عون وشن العونيون حملة على النواب الموقعين عليه... ووصلت شرارة الغضب إلى بكركي فتولت مجموعة من العونيين تأديب بطريرك إنطاكية وسائر المشرق مار نصرالله بطرس صفير وقد لاحقته لعنات الجمهور الوفي حتى في يوم وفاته. وفي مثل هذا اليوم، قبل ثلاثين عاماً انتُخب النائب رينيه معوض رئيساً للجمهورية اللبنانية، لكن العماد عون، استبق الانتخاب بحل مجلس النواب في 4 تشرين الثاني ولاقى الأمر ترحيباً حاراً من جمهوره الوفي، وفي 22 تشرين الثاني اغتيل معوض وانتخب الياس الهراوي خلفاً له، وأول المراسيم كان تعيين العميد الركن إميل لحود قائداً للجيش بعد ترقيته إلى رتبة عماد ووضع الرئيس الهراوي في أولوياته "إزالة التمرّد". لم يعترف العماد عون بعملية الإنتخاب فمجلس النواب غير شرعي وكل سلطة منبثقة منه غير شرعية، وبطبيعة الحال لاقى موقف "الجنرال" صداه لدى الجمهور الوفي. كان العام 1989، بحسب كل المؤرخين، من أسوأ الأعوام التي مرت على لبنان الحبيب، وعلى الرغم من كل الوقائع المؤلمة، فالجمهور العوني الوفي الجامع بين من عاش تلك الحقبة ومن لم يكن قد وُلد بعد، يحنّ إلى ذاك العام الذي غيّر مسار التاريخ، وبعضه يعتقد أن التاريخ ولد قبل هذا العام بأشهر قليلة.

مجموعة "مستحيلات" لشكل الحكومات

رأت "الجمهورية" أنّ الطاقم السياسي مأزوم، ولا أحد منهم يملك خريطة طريق للخروج من هذه الأزمة. وانّ المعطيات التي تجمّعت من مواقف أطراف الازمة الراهنة، تؤشّر الى أنّ المشهد الداخلي يتقلّب بين مجموعة "مستحيلات"، ما يعني أنّ ولادة الحكومة هي أمام مأزق عميق. أمّا هذه "المستحيلات"، فهي:

ـ إنّ الطروحات التي يقدمها أطراف الأزمة، ومنها ما يتصل بالـ"فيتوات"، وإبعاد قوى سياسية عن الحكومة أو عن رئاستها، هي من النوع الذي يستحيل القبول به وترجمته أو تمريره.

ـ حكومة تكنوقراط، فهي تشكّل مطلباً للحراك إلّا أنها تصطدم بحائط سميك من الرفض الذي يعبّر عنه علناً "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل" و"حزب الله" مع الحلفاء.

ـ الحكومة الحيادية، وهي تشكّل بدورها مطلباً للحراك، وينادي بها أيضاً البطريرك، الّا انّ ثمة مَن يفسّر هذه الحكومة بأنها إخراج لكل القوى السياسية منها، بدءاً من تيار "المستقبل" وصولاً الى سائر الاحزاب والمكوّنات السياسية. فكيف والحال هذه ستقلّع مثل هذه الحكومة؟

ـ حكومة اللون الواحد، أي حكومة من دون الحريري وحلفائه في 14 آذار، وكذلك من دون وليد جنبلاط. فحكومة كهذه هي حكومة مواجهة

ـ حكومة سياسية مختلطة مع اختصاصيين، إنما من دون جبران باسيل. هذا الأمر، بمعزل عن المطالبات الصادرة من أكثر من اتجاه في الحراك، كما مِن بعض القوى السيالسية ليس مقبولاً على الاطلاق من قبل فريق رئيس الجمهورية.

ـ حكومة مختلطة برئاسة شخصية غير الحريري. إنّ حكومة من هذا النوع هي الأصعب، ذلك ان ليس في "النادي السنّي" أي شخصية تقدّم نفسها بديلاً للحريري في هذه المرحلة.

"النهار": هذا ما يجري من اتصالات وسط تهيّب عربي ودولي

كتب وجدي العريضي في "النهار": هذا ما يجري من اتصالات وسط تهيّب عربي ودولي

ينقل أحد النواب البارزين أنّ "حزب الله" هو من يفرض معادلة الحريري وجبران والهدف النوايا المبيتة والتي تقضي "بتهشيل" الحريري عن السرايا الحكومية، بينما كان لافتًا موقف رئيس الحكومة بأنّه لن يركض وراء التكليف، ما يعني أنّه تلقف رسائل "حزب الله" والتي طُبعت ووُزّعت نسخة أساسية عنها إلى قصر بعبدا المغتبط بهذه المعادلة لأنّ أولوية سيد القصر هي باسيل على رغم كل ما يجري على الأرض من تحولات بعدما استقالت الحكومة وباتت كل المراجع "ما بتساوي شي" لدى المنتفضين الذين برهنوا أنّهم يمثلون الغالبية الشعبية، وهذا ما أظهرته الساحات والشوارع وعلى امتداد كل المناطق اللبنانية وتحديدًا تلك التي كانت خطًا أحمر لدى "الثنائي الشيعي". وتوازيًا، تقول مصادر مواكبة لمسار الأوضاع الراهنة لـ "النهار" أنّ العواصم الغربية ومن خلال ما أكده أكثر من سفير أوروبي وعربي، لن تتدخل لفرض مخارج أو تسوية على غرار ما كان يحصل في مراحل سابقة مثل "سان كلو" أو "تسوية الدوحة"، على اعتبار أنّ حراك الشارع تخطى كل التسويات والمخارج ومطالبه واضحة ومعروفة، مشيرةً إلى أنّ "حزب الله" ما زال يحاور من منطق فائض القوة وليس بالسياسة أو بالديبلوماسية ظنًا منه أنّه بمقدور هذا الفائض أن يفرض مخرجًا أو "7 أيار جديدا". وعليه يُنقل عن ديبلوماسيين أوروبيين أنّ الإجماع من قبلهم يفضي إلى ضرورة عدم التعرض للمنتفضين في الشارع ولأي تظاهرة لا بل احترامهم لأنّهم يمثلون المنطق الوطني اللبناني، جازمين أنّه ليس هناك من سفارة أو دولة تقف خلفهم وهذا أمر محسوم وأكدته الوقائع على الأرض، في حين أنّ أوساط السفارة السعودية في بيروت تؤكد لـ "النهار" وبشكل حازم وقاطع أنّها تتابع وتراقب الوضع اللبناني من باب حرصها على أمن هذا البلد واستقراره وما يربطها به من علاقات وثيقة وتاريخية، ولكن ليس في الأفق أي لقاءات أو اتصالات مع المنتفضين أو مع سواهم، فكل ما في الأمر أنّ السفير السعودي في بيروت وليد البخاري أشرف شخصيًا على إجلاء الرعايا السعوديين مع التمنيات بأن ينعم لبنان بالأمان والرخاء، ولهذه الغاية المسألة شأن لبناني داخلي بعيدًا عن جميع التدخلات القريبة منها والبعيدة. وأخيرًا ثمة معلومات من بعض الذين يواكبون التطورات الراهنة تشي بأنّ ثمة مفاجآت كبيرة ستحصل في الأيام القليلة المقبلة من خلال تطورات سياسية وفي الشارع، وأنّ التشكيلات الوزارية التي عُرضت في صورة أولية وُلدت ميتة لأنّ أي حكومة تكنوسياسية سيرفضها الشارع بقوة والحريري في هذه الأجواء ويعلم أنّ هناك من يسعى لحرقه.

"الاخبار": حالة قوى السلطة: صراع النفوذ وتحدّي الحراك

كتب ابراهيم الامين في "الاخبار": حالة قوى السلطة: صراع النفوذ وتحدّي الحراك

يبدو الحريري الأكثر ارتباكاً. يعرف أنه المرشح شبه الوحيد لشركائه من أهل الحكم لتأليف الحكومة الجديدة، لكنه يعرف، أيضاً، أنه ضحية ضغوط خارجية تمنعه من القبول بأي حكومة، وسط إصرار أميركي ـــ سعودي ـــ إماراتي على حكومة لا تضمّ سياسيين. والهدف منها صار واضحاً في المداولات الجارية مع رئيس الحكومة، وهو ليس الاكتفاء بمنع التمثيل السياسي لحزب الله أو للتيار الوطني الحر مباشرة في الحكومة، بل الذهاب نحو مزحة إضافية تتعلق ببرنامج عمل الحكومة، واعتباره برنامجاً تقنياً خالياً من أي عنوان سياسي. وفي التدقيق، يبدو أن الحريري يقول ما يردّده الطرف الخارجي بأن البيان الوزاري للحكومةغير السياسية يجب أن لا يتطلب أي موقف من مسألة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، أو ملف النازحين السوريين. وهذا سبب كاف لعدم تشكّل حكومة جديدة في لبنان.لدى جنبلاط ارتياباً وخشية من التفرّد به. وهو، لذلك، يسعى الى خطوات عملانية تجنّبه الصدام مع أحد. فقرّر، مثلاً، أن لا يكون هناك أيّ تحرك شعبي داخل المناطق التي يملك فيها نفوذاً كبيراً، كالشوف وعالية وحاصبيا، وأن يقتصر العمل الشعبيّ على مشاركة في قطع طريقي الساحل والبقاع، مع إرسال مندوبين عنه الى الساحات العامة، والسؤال عن المساعدة التي يمكن أن يقدمها إلى المتظاهرين. القوات التي تحرص على التزام خطة منع عودة الحياة الطبيعية الى البلاد ولو خلال ساعات النهار، بدأت تصطدم بخطر المواجهة الأهلية في عدة مناطق، لا سيما تلك التي توجد فيها مع العونيين. أما تيار المستقبل، فقد جاءته مهمة الانضمام الى الحراك في أصعب لحظاته التنظيمية والسياسية. ذلك أنه يعرف أن الناس في الشوارع لن تقبل به شريكاً واضحاً في حراك يستهدف السلطة، وفي مقدّمها حكومة سعد الحريري. لكنه يتصرف بسذاجة غير مسبوقة، عندما يفترض أن استقالة الحريري يمكن استثمارها كبطاقة دخول الى ساحات المعترضين. يبدو التيار اليوم مجموعة من الجمعيات المناطقية التي لا تخضع لإدارة مركزية، وتنقصها الإمكانات الكفيلة بجعل تحركاتها مفيدة بشكل كبير، ما فتح الباب أمام صراعات على من يقود مجموعات المستقبل، وهذا ما يقلق الحريري نفسه الذي يعرف أنه غير قادر اليوم على ادّعاء الإمساك بكامل مفاصل حركة التيار الأزرق.

"الاخبار": "المردة": ضدّ إسقاط عهد 8 آذار

كتبت ليا القزي في "الاخبار": "المردة": ضدّ إسقاط عهد 8 آذار

المعيار الذي فرض على المردة خياره هو العهد، ورفض مطلب إسقاطه. يعتبر مسؤولون في تيار المردة أنّ الهجوم على العهد هو أيضاً هجوم على التسوية الرئاسية التي بدأت بين فرنجية وسعد الحريري، قبل أن يحلّ ميشال عون مكان النائب الزغرتاوي السابق فيها، ويُنتخب هو رئيساً للجمهورية. الخلاف على الانتخابات الرئاسية بين تيارَي المردة والوطني الحرّ لم يُبدّل يوماً موقف المردة من أنّ فريقنا ربح، والعهد هو لـ8 آذار، لذلك لا يُمكن أن نضع أنفسنا في موقع المعارض له. القصة لا تتوقف عند رئاسة ميشال عون، فـالعهد يعني أيضاً حزب الله وبقية قوى الثامن من آذار، سنبقى في الخط نفسه مع حزب الله وحركة أمل، وحماية المقاومة والتحالف معها يعلوان، بالنسبة إلينا، فوق أيّ خلاف سياسي داخلي مع التيار الوطني الحر.

يعي سليمان فرنجية أنّ البلد يتمزق والأزمة الحالية جدية، وهو اختار الوقوف إلى جانب العهد الرئاسي منعاً لانهياره، وبالتالي تعطيل أي إمكانية لتأثير ذلك على المقاومة. ألا تستدعي الأزمة الخطرة إذاً تواصلاً مباشراً لتوحيد الجهود، خاصة أنّ الأحداث الماضية أظهرت تمزقات داخل فريق 8 آذار، وضياعاً في كيفية التعامل مع التحركات الشعبية؟ يردّ المسؤولون بأنّ التواصل بين تيار المردة والوطني الحرّ غير مباشر، ويتمّ من خلال قنوات قوى 8 آذار. لا يجد المردة نفسه معنياً بأيّ مبادرة إيجابية تجاه التيار الوطني الحر، إذا أراد جبران باسيل التوجه إلى بنشعي، فأبوابها مفتوحة له، إلا أنه في الوقت الراهن يكفي أنّنا جمّدنا الشارع الذي نمون عليه. ولكن، لن نكون خطّ الدفاع عن جبران باسيل ونضع أنفسنا في مواجهة قسم كبير من الناس.

"النهار": بين الماء والنار

كتب راشد فايد في "النهار": بين الماء والنار

ينطبق على المشهد اللبناني الراهن المثل العامي القائل: "ناس إيدها بالمي وناس إيدها بالنار". كيف لا ورئيس الجمهورية يعاقب الانتفاضة الشعبية باستهلاك الوقت، وبتجاهل مطالبها، لا سيما قيام حكومة تبرمج بنود الإصلاحات التي تعهد بها الرئيس سعد الحريري. فالمحتشدون في ساحات لبنان سمعوا من ساكن بعبدا خطابين طوباويين، في توصيفه ما يجري، كأن اللبنانيين غافلون عما يفعلون، وهو، بدل أن يحاورهم، أُعدت له دوائر القصر، وربما الأجهزة، وعلى عجل، مجموعة تدعي هذا الدور. فما إن أعلن رئيس الجمهورية العزم على عقد حوار مع المنتفضين حتى حضرت هذه المجموعة إلى بعبدا وانتهى دورها مع مغادرته، لأنها لم تمثل سوى أشخاصها. أعلن الرئيس الحريري استقالته، قبل 8 أيام من اليوم، وبعد 13 يومًا من الاحتجاجات على الفساد السياسي والاضطرابات الاقتصادية، وجاء خطابه المتلفز بعد فترة وجيزة من اندلاع العنف في الشوارع، ليشكل صدمة ايجابية، لا سيما عندما هاجم أنصار "حزب الله" و"حركة أمل" المعتصمين في الساحات العامة والطرق الرئيسية. وخلافا لما يقتضيه الحس الوطني من تسريع بت الأمور، وإطلاق مبادرة تتجاوب مع انتظارات الناس وتستعجل إعادة عجلة الحياة إلى العامة إلى الدوران، شهد البلد إضاعة وقت، وكأن لبنان في زمن مَلكية لم يعرفها منذ كان، يواكبها تسريبات إعلامية عن محاصصة سلبية يتبناها الصهر. فبدل "لي ولك"، سمعنا "أنا وأنت"، أو لا أنا ولا أنت". وفي الموازاة، سعي دؤوب للعودة إلى نظام 1943، حيث لا رئيس للحكومة بل وزير أول، "يهندس" رئيس الجمهورية شكل حكومته، ويسلمه قيادها "جاهزة ومفروشة"، ليصبح سائق حافلة لم يختر ركابها، ولا معاونيه. هذا، على الأقل، ما يتسرب، عمدا أو عفوا، من كواليس بعبدا، وما لا يُلمح معبر له إلى التحقق.

"النهار": أين حدود الإرباك والضغط لدى الحزب؟

كتبت روزانا بو منصف في "النهار": أين حدود الإرباك والضغط لدى الحزب؟

هل تكمن مصلحة حزب الله في تفضيل عودة الحريري أم في عودة باسيل، وخصوصا أن تبليع باسيل للناس في الشارع سيكون صعبا وسيكون ضربة موجعة لهم على خلفية الاستياء الذي يثيره لديهم من جهة، واستمرارا لفقدان الثقة لدى اللبنانيين بالحكومة العتيدة حتى لو كانت برئاسة الحريري. ومعلوم أن مخاوف الحزب كبيرة من أي تغيير، على خلفية الربط الذي أحدثه بين ما يحصل في لبنان وما يحصل في العراق من تظاهرات تطالب بطرد إيران من العراق. وهذا ما يجعله يتمسك على الارجح برئيس الجمهورية كما بمطالبه ومن بينها استمرار دعم صهره وتاليا عدم اضعافه لئلا ينعكس ذلك اعتقادا بضعف الحزب الذي كانت له اليد الطولى في انتخاب الرئيس عون ما يؤدي ربما الى استضعافه داخليا وخارجيا على رغم تأكيد امينه العام بالعكس. يضاف الى ذلك ان الحزب ووفقا لما يعتقده من استهداف يطاوله وايران لن يغامر باضعاف حليفه الذي يشكل سندا له في المحورية التي يدفع اليها اقليميا ونسف مبدأ النأي بالنفس وفي اجهاض اي مقاربة يمكن ان تطاوله اكانت تسمى ترسيما للحدود بين لبنان واسرائيل او تسمى اجهاضا لاي حوار مفترض حصوله حول الاستراتيجية الدفاعية على سبيل المثال. فهنا الحسابات التي يقيمها على وقع التشدد الاميركي في العقوبات لا تسمح له بالمخاطرة بل هو يضغط على الحريري من اجل العودة مجددا الى رئاسة الحكومة انما بشروط ضاغطة وصعبة على الحريري لرغبة الاخير في حكومة فاعلة ومنتجة وليس لحكومة معرقلة اضافة الى وجوب تلبيتها مطالب الناس. وذلك علما انه يجب الاقرار بان عدم مشاركة الاحزاب السياسية بشخصيات مستفزة في الحكومة العتيدة لا يعني اطلاقا ان التكنوقراط التي يمكن ان تتولى الاحزاب تسميتهم سيتصرفون بحرية كبيرة كما لو انهم يملكون حرية القرار. فهذه اوهام لدى المنتفضين في الشارع والالية التي تعمل من خلالها الاحزاب والطوائف يمكن ان تجهض اي تطور او تغيير يطالب به اللبنانيون.

"النهار": ثغر في الدستور تُستغَل سياسيّاً وطائفيّاً وتُحدث أزمات...

كتب اميل خوري في "النهار": ثغر في الدستور تُستغَل سياسيّاً وطائفيّاً وتُحدث أزمات...

عند تطبيق مواد في الدستور، ظهرت ثغر فيه بات مطلوباً سدّها سريعاً لأنّها تُستغل غالباً سياسيّاً وطائفيّاً وتتسبّب بأزمات ينتهي حلّها أحياناً في الشارع، وهو المكان الخطر على الوحدة الوطنيّة والسلم الأهلي. ففي الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة عطَّل نوّاب نصاب جلسات الانتخاب بتغيّبهم عنها من دون عذر مشروع خلافاً لأحكام الدستور، وبهدف فرض مَنْ يريدون رئيساً للجمهورية، وإلّا استمرّ تعطيل النصاب إلى أجل غير معلوم ودخلت البلاد في المجهول، فكان للمعطّلين ما أرادوا للخروج من خطر الشغور الرئاسي القاتل. ولكي لا يتكرّر في كل انتخابات رئاسيّة مقبلة ما حصل في الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة، ينبغي إعطاء تفسير واضح للمادة 74 ونصّها: "إذا خلت سدة الرئاسة بسبب وفاة الرئيس أو استقالته أو بسبب آخر، فلأجل انتخاب الخلف يجتمع مجلس النوّاب فوراً بحكم القانون"، وإعطاء تفسير أيضاً للمادة 75 ونصّها: "إن المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهوريّة يُعتبر هيئة انتخابيّة لا هيئة اشتراعيّة، ويترتّب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة بدون مناقشة أو أي عمل آخر". والتفسير المطلوب هو أن يكون حضور النوّاب جلسات انتخاب رئيس الجمهوريّة إلزاميّاً، ولا يحق التغيّب عنها إلّا بعذر مشروع، ويُحدّد نوع العقوبة للمتغيّب بدون عذر منعاً لتكرار بدعة تعطيل نصاب جلسات انتخاب رئيس الجمهوريّة لأهداف سياسيّة داخليّة أو خارجيّة، فتصبح الانتخابات الرئاسيّة ورقة ضغط ومساومة خوفاً من التعطيل. والجديد الذي ظهر للمرّة الأولى هو أن يعمد رئيس الجمهوريّة إلى تأخير إجراء استشارات نيابيّة لتسمية رئيس يُكلَّف تشكيل حكومة جديدة عند استقالة الحكومة القائمة، بذريعة أنّ الدستور لم يُحدّد موعداً لإجرائها، كما لم يحدّد مهلة للرئيس المُكلّف تأليفها، فيستمر في محاولاته أشهراً عدّة إذا شاء، فتطول الأزمة ويلحق الضرر بمصالح الوطن والمواطن، فلا الرئيس المكلَّف يعتذر عن عدم تمكّنه من التأليف، ولا رئيس الجمهوريّة ولا مجلس النوّاب لهما الحقّ في مطالبته بالاعتذار. لذلك فإن هاتين الثغرتين في الدستور ينبغي سدّهما تجنّباً لحصول أزمة كما هو حاصل حاليّاً، بحيث يتم تحديد موعد إجراء استشارات نيابيّة لتسمية الرئيس المكلَّف تشكيل حكومة جديدة في اليوم التالي من استقالة الحكومة، أو خلال يوماً حدّاً أقصى إذا قضت ظروف قاهرة، وأن يتمّ أيضاً تحديد مهلة للرئيس المكلّف، حتّى إذا ما انقضت تُجرى استشارات نيابيّة جديدة تُعيد تكليفه أو تكليف سواه تشكيل حكومة.

"الشرق": الطريق مسدود

كتب عوني الكعكي في "الشرق": الطريق مسدود

بعد الخطاب الهجومي الذي تحدّى به الوزير جبران باسيل في وقت كنا ننتظر أن تكون المناسبة إحتفالاً ببداية السنة الرابعة، وكلاماً يهدّئ الحراك. لم يتعلم جبران باسيل ولا يريد أن يتعلّم أنّ اللغة الإستفزازية التي تصبغ خطاباته تنعكس عليه سلبياً، فمجرد النظر الى التظاهرات التي تجاوزت المليونين واعترف بأنه تسبّب للسيدة والدته بالكلام السيّىء… ومع ذلك يواصل أسلوبه الإستفزازي. فهل يعقل أنّ رجلاً استمع الى الكلام الذي وجه ضده أن يكابر ويتحدّى ويهدّد بدلاً من اللجوء الى التسامح والمحبة والدعوة الى التفاهم… أو أنه مطلوب منه أن يلعب هذا الدور، فلا أظن أنّ هناك إنساناً عاقلاً يقول ما ردده جبران في خطابه. إلى ذلك، فخامة الرئيس العماد ميشال عون اكتفى بكلمات قال فيها: أنا أحبكم، فإذا أخذنا كلام فخامته فأين يمكن صرفه؟ عند أي مصرف؟ مليونان من الناس في حراك مستمر منذ 19 يوماً من دون انقطاع، ألا يستمع من في قصره والآخر في مكتبه الى ما يُقال، ثم ينظران الى الأمور وكأنّ شيئاً لا يحدث، الغريب العجيب بعد مرور التسعة عشر يوماً اننا لا نزال في المربّع الأول، أي في استقالة الحكومة، وكان مفترضاً برئيس الجمهورية أن يباشر بإجراء الإستشارات النيابية، والحراك لا يزال ينتظر إجراءها، وقد يكون مفيداً، في هذا السياق، الاستشهاد بقول النائب نهاد المشنوق بأنّ تأجيل الإستشارات مخالف للدستور والأعراف، وأيضاً بكلام النائب السابق مصطفى علوش ان من واجبه دعوة النواب الى الإستشارات ومن ثم يكلف مَن يحظى بالأكثرية النيابية… فهل نسي رئيس الجمهورية هذه الإجرائية التنفيذية، خصوصاً في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ الوطن التي لا تحتمل أي مماطلة لتحقيق أهداف سياسية؟ وكنا نتمنى على فخامته أن يستعجل في المسار الحكومي، بدءًا بالإستشارات، لتكليف الرئيس الذي سيشكل الحكومة عملاً بأحكام الدستور، أما التأخير فهو ليس في مصلحة البلد ولا في مصلحة المواطن ولا في مصلحة العهد ذاته.

تداعيات تصاعدية لقطع الطرق

لاحظت "النهار" أن اليوم التاسع عشر من انتفاضة 17 تشرين الاول الشعبية سجل عودة قوية لتشدد المتظاهرين والمعتصمين في مختلف المناطق اللبنانية في قطع الطرق وتصعيد تحركاتهم على سبيل زيادة الضغط على السلطة استعجالا للاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديدة وتأليفها.

ورأت "النهار" أن السمة اللافتة الموازية لهذه العودة تمثلت في عنوانين اساسيين: الاول ان أي جديد بارز لم يسجل بعد في اذابة الجليد الذي لا تفسير منطقيا له في التأخير المتمادي في تحديد موعد الاستشارات في قصر بعبدا والذي لم تعد تستره التبريرات التي تطلق على نحو شبه يومي. والثاني ان التداعيات المتصاعدة لقطع الطرق والاضراب باتت تسابق تداعيات الازمة السياسية من حيث اثارتها القلق والمخاوف من الاضطرابات الاهلية التي تتكاثر على الاوتوسترادات والطرق المقطوعة، على غرار عشرات المواجهات التي توزعت أمس بين بيروت والمناطق.

ولفتت مصادر رسمية لـ"نداء الوطن" إلى "وجود مناخ ترهيبي تجري إشاعته منذ قبل ظهر أمس عن أن الوضع الأمني معرض لاهتزازات بسبب حديث وتسريبات على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر رسائل صوتية عن أن "حزب الله" وحركة "أمل" يتجهان إلى فتح بعض الطرقات التي يقفلها المتظاهرون، لاسيما على جسر "الرينغ" في بيروت، وعلى الطريق الساحلي إلى الجنوب. وأشارت المصادر الرسمية إلى أن هذه الرسائل تشير إلى أنه إذا لم تفتح القوى الأمنية والجيش الطرقات فإن هناك من سيتولى فتحها. وتتعاطى هذه المصادر مع هذا المناخ على أنه جدي وتخشى أن يأخذ بعداً طائفياً في بعض المناطق.

"الجمهورية": هل من مبرِّر لـ"خوف البعض" مما هو آتٍ؟

كتب جورج شاهين في "الجمهورية": هل من مبرِّر لـ"خوف البعض" مما هو آتٍ؟

فبدل اللجوء الى القانون والدستور لمعالجة الوضع - يقول الخبراء الدستوريون - لجأ المسؤولون الى الشوارع والساحات لنَصبها في مواجهة بعضها بعضاً، علماً أنّ مجرد المقارنة لا تجوز، لا في الشكل ولا في المضمون ولا في الأهداف. فبعيداً من منطق الساحات والشوارع، في الدستور مواد قالت ما يؤدي الى معالجة هذا الوضع أيّاً تكن الحقائق التي أفرزتها. فهو الذي ضَمِنَ حرية التظاهر والمطالبة لإسقاط الحكومة مثلاً، وهو ما حصل أخيراً، ولكنه في الوقت عينه شرحَ بالتفصيل كيف يمكن معالجة الوضع والخروج من أزمة التكليف تمهيداً لولوج مرحلة التأليف. وأمام هذه المعادلة، يبقى على المسؤول المعنيّ أن يستخدم الدستور بالطريقة التي تضمن احترامه من دون التوسّع في البحث عن آليّات تُبعِد ما هو واجب القيام به واللجوء الى ما يشكّل خروجاً على منطقه، وأخطرها ما يمكن الإشارة إليه بتظهير شارع في مقابل شارع أو استنساخ تجربة غَزوة ساحتَي رياض الصلح وساحة الشهداء، حيث يمكن أن يقوم به هؤلاء الغُزاة الذين عبّروا عن الخشية مما يُدبِّر لهم الشارع مستقبلاً، بعدما شهدوا على خروق كبيرة في البيئة الحامية لهم. ولذلك، فإنّ ما حصل من خروج عن الآليّات الدستورية الذي يَستفزّ الشارع المُنتفِض، والترَيّث في الإقدام على ما يجب القيام به، لا يبرّره سوى الخوف مما هو آتٍ. فما يُطالب به الشارع لا يريده بعض الأطراف الذين عبّروا صراحة عن تمسّكهم بالحكومة من دون أن يعبأوا بما عَبّر عنه المنتفضون، يقيناً منهم أنّ بإمكان الجيش اللبناني ضرب قسم من اللبنانيين في ما هم يتولّون - كقوى أمر واقع - معالجة باقي الساحات المُنتفضة. فالتجارب التي شهدتها القرى الجنوبية وبعض مناطق البقاع الشمالي، خَير دليل على التناغم بين بعض الحكم وهذه القوى. وعليه، يؤكد الخبراء الدستوريون أنّ كل ما يجري لا يحتمل سوى تفسير واحد، فحتى هذه اللحظة ما زال الدستور من ضحايا الساحات والشوارع طالما أنه لم يتم اللجوء الى ما يقول به. فالسعي الى تشكيل الحكومة قبل تكليف من يؤلّفها، يكفي ليبقى الدستور معلّقاً على الرف.

"نداء الوطن": الجيش في مرمى السهام العونية: الحلّ سياسي أوّلاً

كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن": الجيش في مرمى السهام العونية: الحلّ سياسي أوّلاً

كل من يراجع قيادة الجيش عن تخلف عناصره عن منع المتظاهرين من إقفال الطرق يكون الجواب واحداً، وشبيهاً لإجابة اليوم الأول: الحل في السياسة وليس في الأمن لأن المواجهة قد تزيد من توتر المحتجين. واللافت أن السياسيين يتوجهون إلى الجيش دون غيره من القوى الأمنية، علماً أن مسؤولية حماية المتظاهرين أو مواجهة الشغب تقع على عاتق قوى الأمن الداخلي بمؤازرة الجيش، وليس الجيش وحده. وعلى امتداد اسبوعين وأكثر، لم يعقد المجلس الأعلى للدفاع الذي عادة ما يلتئم عند أي خطر أو وضع استثنائي يواجه البلاد. أخيراً تمنى قائد الجيش لو يجتمع المجلس الاعلى ليصدر تعليماته إلى الأجهزة الأمنية كافة حول آلية التعاطي مع الحراك. لكن الأمر قوبل برفض من الرئيس سعد الحريري الذي اعتبر ان الموضوع يجب أن يعرض على مجلس الوزراء مسبقاً. استقالت الحكومة وبقيت الأمور على حالها وبقي الجيش موضع تشكيك. وعندما تدخل الجيش وحصلت المواجهات في البداوي بينه وبين المحتجين، صار عرضة للاتهام وخرجت السلطة السياسية لتطالبه بإجراء تحقيق في ما حصل بدل أن تؤمن له غطاء سياسياً. وبعد استقالة الحريري ازدادت الاوضاع تأزماً نتيجة ما نقل عن رئيس الجمهورية عن نية لديه لمحاسبة الأجهزة الأمنية على تقصيرها، وجاء من يفسّر الكلام بأنه موجّه إلى قيادة الجيش تحديداً، وأن الرئيس ينوي طرح تغيير قائد الجيش في أول جلسة للحكومة المقبلة. رغم ذلك لم يصدر أي توضيح، كما لم يلحظ أي ذكر للمؤسسة العسكرية من قبل "التيار" ورئيسه، أو في خطابَي رئيس الجمهورية، ليوضح العلاقة "الملتبسة" بين الطرفين.

"الانوار": انتفاضةُ الشعبِ المليونيةِ الحضارية ولا عصيانَ مدنياً لأنه يقتلُها فلا تضيّعوا البوصلة

كتبت الهام فريحة في "الانوار": انتفاضةُ الشعبِ المليونيةِ الحضارية ولا عصيانَ مدنياً لأنه يقتلُها فلا تضيّعوا البوصلة

الفرق شاسع بين "قادة الإنتفاضة" و"الطبقة السياسية" الحاكمة، وما يجب ان يحدث هو ان تكون الفترة المقبلة "فترة إنتقالية" بين طبقة حاكمة ثبت فشل الكثير من وجوهها، وفساد الكثير من وجوهها أيضًا، وبين "قادة الإنتفاضة" الذين لديهم أفكار ومشاريع وخطط لكنهم يخافون عليها إذا ما تم طرحها ليطبقها أشخاص يتسلمون السلطة حاليًا، وسبق ان نفذوا مشاريع وخططًا لكن تنفيذهم جاء منقوصًا ومشوبًا بالكثير من العيوب .الأمثلة على ذلك كثيرة، ومنها : تسلَّموا أموال "باريس 1" و"باريس 2" و"باريس 3" فماذا فعلوا بها؟ وأين ذهبت هذه الأموال؟ تسلموا الـ 11 مليار دولار مساعدات إثر عدوان تموز، فماذا فعلوا بها؟

تسلموا السلطة التنفيذية لأكثر من عقد من الزمن فاحجموا عن وضع الموازنات العامة، واستمروا يُنفقون على القاعدة الإثنتي عشرية، وما أدراك ما الصرف وما الهدر على القاعدة الاثنتي عشرية .تسلموا السلطة فأدخلوا المحاسيب والأزلام في الإدارات العامة والمؤسسات وأرهقوا الخزينة في رواتب لا لزوم لها .

تسلموا السلطة فاوصلوا الدين العام إلى مئة مليار دولار دينًا .ماذا ينتظرون ليتنحوا؟ ماذا ينتظرون ليُخلوا الساحة لمرحلة انتقالية تُفضي في نهاية المطاف إلى ان يتسلَّم قادة الإنتفاضة زمام المبادرة؟ فلتكن استشارات التكليف بأسرع وقت ممكن، وليسمِّ النواب مَن يريدون لتشكيل الحكومة، وليبدأ الرئيس المكلَّف استشارات التأليف، وليكن ذلك بأسرع وقت ممكن، فالأمور لم يعد بمقدورها ان تنتظر، والأهم من كل ذلك ان كلمة الإنتفاضة يجب ان تكون مسموعة سواء في استشارات التكليف أو في استشارات التأليف . السؤال الكبير: ما هي مشكلة تأخير استشارات التكليف؟ من شأن هذا التأخير أن يؤجج الصراع أكثر فأكثر . ولكن أين مصالح الناس؟ إن الطرق مقطعة الاوصال، فما هي الإنعكاسات على ذلك؟ تفضَّلوا استعجلوا، فهذه المرة الإستعجال بات ضرورة ملحة .

"الشرق الاوسط": رسالة الساحات

كتب سمير عطا الله في "الشرق الاوسط": رسالة الساحات

الأزمة في مكان والدولة في مكان آخر. بالقليل من التواضع، كان يمكن أن تنتهي في الأيام الأولى. لكن بدل معالجتها، تحوّلت إلى صراع بين السياسيين، وخصوصاً بين رئيس الدولة ورئيس الوزراء. وكان النزاع قوياً هذه المرة إلى درجة حُيّد معها دور رئيس البرلمان، الذي يقوم في الأيام الصعبة بدور الوسيط والمصلح وصانع التسويات. ربما صحيح أنها ليست ساحة في مواجهة ساحة. لكنها أصبحت الآن عقلية في وجه عقلية أخرى. شبيبة في وجه حرفة قديمة ومطرّزات بهتت ألوانها. كالعادة، رفضت الدولة أن تتعرف إلى خصمها واعتقدت أنه مجرّد صوَر تراها على شاشة التلفزيون، أو تقارير زاهية ومخادعة يرسلها المخبرون. ولم يدرك أحد طبيعة الاعتراض والمعترضين. وظنّوا أنها مجرد إعادة توزيع للحقائب وأصحاب المعالي وأصحاب الحقائب. كان يُفترض أن تستخدم الدولة لمرة واحدة المكبّر في النظر إلى ما تراه بحيث تقرأ الوجوه والعقول، وخصوصاً القلوب المهانة. لو فعلت لصدّقت أعينها بدل أن تصدّق آذانها التي اعتادت نفاق الوعّاظ.

"الشرق الاوسط": الطائفية... الوجه الحقيقي لأزمة لبنان

كتب جبريل العبيدي في "الشرق الاوسط": الطائفية... الوجه الحقيقي لأزمة لبنان

استقالة سعد الحريري ليست هي الحل للأزمة اللبنانية المتفاقمة والموروثة لسنوات، فالاستقالة ليست هي التي ستنهي اعتصامات الشارع اللبناني، الذي يبدو أنه قرر أنه سيعيد ثورة الأرز إذا لزم الأمر، فاستقالة الحريري ليست مطلب الحشود الغاضبة ولا هدفها، وإن كان الحريري فضّل الاصطفاف الشعبي على الاصطفاف الطائفي؛ الأمر الذي خرجت بسببه المظاهرات الشعبية، التي قابلها حسن نصر الله زعيم ميليشيا حزب الله بالتهديد والوعيد والتلويح بإصبع اليد، وأنه وميليشياته لم ينزل إلى الشارع بعد، مهدداً بصناعة فوضى لا تنتهي. الحشود الغاضبة التي تعرضت لبلطجة ميليشيا حزب الله في أكثر من ساحة، لم تخضع لابتزاز ولا إرهاب ميليشيات حسن نصر الله، الذي كان قد وضع لاءات أمام استقالة الحكومة وإسقاط العهد الطائفي، ولكن لاءاته ذهب بها سعد الحريري إلى قصر بعبدا معلناً استقالته، ليعلن أنه لا يخضع لحسن نصر الله ولا لميليشياته، فالشيخ سعد الحريري، أعاد هيبة والده الراحل رفيق الحريري، الذي كان زعيماً لبنانياً بامتياز، قبل أن يتم الغدر به. الجنرال عون بمغازلته حزب الله وضع رئاسة الجمهورية اللبنانية في خندق واحد مع ميليشيا مسلحة لا تأتمر بأمر الدولة، والدليل تدخلها العسكري والعلني خارج حدود لبنان في سوريا والعراق واليمن وحتى في غزة وليبيا؛ الأمر الذي يضع الدولة اللبنانية أمام مسؤولية قانونية حيال ما يرتكبه حزب الله بوصفه شريكاً سياسياً في السلطة في لبنان وما يصدر عنه يعدّ صادراً عن سلطة حاكمة، وكان على الجنرال ميشال عون التحرر من عباءة حزب الله الذي يسعى لحكم لبنان بروح إيرانية. لبنان اليوم في ظل جيل جديد لم يكن شريكاً في صنع الطائفية، ولا كان مولوداً زمن الاقتتال الطائفي، وسيكون من السهل عليه نبذ الطائفية، خصوصاً وهو لا يريد العيش في جلبابها، ولهذا فهو لن يترك الساحات حتى يسقط عهد الطائفية، ليبني لبنان جديداً لجميع اللبنانيين.

"الديار": لبنان عالق في بحر أزماته وخلافاته: خيط رفيع يفصل بين الفوضى والاستقرار

كتب حسن سلامه في "الديار": لبنان عالق في بحر أزماته وخلافاته: خيط رفيع يفصل بين الفوضى والاستقرار

يلاحظ مصدر مصدر سياسي قريب من فريق 8 آذار ان المخاطر باتت تحاصر لبنان واللبنانيين من كل الجهات وعلى كل المستويات، انطلاقاً من كل الواقع المنهار اقتصادياً ومالياً، يضاف اليها عاملين اخرين: العامل الاول: الخلافات التي تعصف بين كل القوى السياسية الاساسية في البلاد، من حيث التقييم للحراك الشعبي، ومن حيث ما هو مطلوب من خطوات كبيرة للانقاذ بدءا من طبيعة الحكومة الجديدة ودورها، وبالاخص وجود اطراف في السلطة وخارجها ترفع شعارات وحتى اشتراكات هي في مضمونها ليس منفصلة عن التوجهات الاميركية، ولو ان بعضها كلام حق يراد به باطل، وهو ما يفترض من هؤلاء العودة الى مصلحة بلدهم قبل اي اجندات اخرى.العامل الثاني: لا احد ينكر على المواطن اللبناني الذي فجر الانتفاضة الشعبية ان اداء السلطة اضطرهم للخروج الى الشارع لتحقيق مطالبهم المحقة، لكن الحراك الشعبي خلال الاسبوعين الماضيين كشف بوضوح ان هناك فئات من خارج الحراك الشعبي لديها اجندات مشبوهة البعض مرتبط بالخارج والبعض الاخر يحرك شخصيات حاقدة على المقاومة، وثالثة يهمها اجهاض الانتفاضة لابقاء الهدر والفساد، وعلى الاقل للتغطية على ما قاموا به من موبقات، ومن هؤلاء مقربون من شخصيات سياسية تولوا مسؤوليات عالية في الدولة ومتهمون بالفساد وهدر عشرات مليارات الدولارات، ومافيات اخرى حاقدة على المقاومة كانت تدفع لتحريض مجموعات من المحجتين على اطلاق الكلام النابي بحق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. ؤيوكد المصدر ان لا امكانية لتشكيل حكومة جديدة ولا امكانية لنجاحها اذا لم تكن على الاقل حكومة تكنو سياسية بحيث تأخذ بالاعتبار كل الواقع الداخلي وموجبات التحديات الخارجية عبر العناوين الاتية: 1- ان يكون هناك تمثيل سياسي للقوى الاساسية على الاقل وقد يكون التمثيل من داخل هذه القوى او من اشخاص موثقين منهم ومن اصحاب الكفاءة ونظافة الكف خاصة في الوزارات المسمات سيادية. 2- تمثيل الحراك الشعبي باسماء بنفس المواصفات حتى يتمكن ليس فقط الدفع لتحقيق المطالب المحقة للانتفاضة الشعبية بل منع اي عودة للمحاصصة والزبائنية. 3- اسناد وزارات الخدمات والتي فاحت منها في المراحل السابقة روائح الفساد والصفقات الى اشخاص لا يتحركون وفق اجواء ومصالح سياسية، ووالىكل جانب عدم ابقاء هذه الحقائب لنفس الجهات السياسية التي احتكرتها منذ سنوات طويلة.

"الجمهورية": هواجس المواجهة الأهلــية

كتب طوني عيسى في "الجمهورية": هواجس المواجهة الأهلــية

البلد وصل إلى المواجهة المحتومة لأنّ أوراق الجميع مكشوفة، وهي تختصر بالآتي: 1- أركان صفقة 2016 يتجنَّبون السقوط لأنّه سيكون مكلفاً جداً عليهم. فهذه الصفقة صنعها طرفان أساسيان: الأول هو حزب الله الذي له السلطة في السياسة والأمن، والثاني هو الشركاء المحليون الذين لهم هامش الأرباح في التفاصيل الداخلية. واليوم، لا الحزب مستعدّ لخسارة نفوذه في السياسة والأمن، لأنّ ذلك يُبعد لبنان عن المحور الإيراني. ولا الشركاء يجرؤون على خسارة «التفاصيل» على أنواعها، وتعريض أنفسهم للمحاسبة والمراقبة. 2- المنتفضون لن يتراجعوا إطلاقاً. وعلى العكس، هناك دلائل إلى أنّهم سيمضون في التصعيد. وعمليات الضغط التي يتعرّضون لها أدّت حتى الآن إلى تقوية الانتفاضة لا إضعافها. ويتعامل حزب الله مع المسألة باعتبارها معركة حاسمة، لا يمكن أن يستكين إزاءها. وكذلك شركاؤه في السلطة، الخائفون من أن يكون سقوطهم عظيماً. وكذلك المنتفضون الذين ما عادوا قادرين على التراجع. إذاً، إلى أين سيصل الجميع، ومعهم البلد، ما داموا جميعاً يعتبرون المعركة حاسمة؟ البعض يقول إنّ الانهيار الاقتصادي سيكون هو الاستحقاق الأسرع، لأنه حقيقي وداهم وكل عناصره حاضرة. وعندما يفرض نفسه، سيصرخ الجميع من الوجع. لكن البعض الآخر يقول: الخطر الأمني قد يكون داهماً أيضاً. ولا يجوز الرهان على المناعة الأمنية إلى ما لا نهاية. فبعض المظاهر مثير للقلق. وتكْبُر هواجس المواجهة الأهلية عندما يتذكّر المراقبون أنّ بعض الممسكين بالسلطة قد يدافعون عنها مهما كلّف الأمر. ويتذكرون أيضاً أنّ الانهيار الاقتصادي- الاجتماعي هو أيضاً مفتاح للمواجهة الأهلية. أليس هذا ما حصل في لبنان من فتنة 1860 إلى فتنة 1975 وبينهما وبعدهما؟ وهل ما زال المجال متاحاً لتجنّب الانتحار؟

"الجمهورية": كلودين عون: لهذا السبب تغيّبت عن تظاهرة بعبدا

كتب عماد مرمل في "الجمهورية": كلودين عون: لهذا السبب تغيّبت عن تظاهرة بعبدا

تقول كلودين عون لـ"الجمهورية"، إنّها كانت تستقل الطائرة عائدة الى لبنان، في الوقت الذي كانت تُقام فيه تظاهرة التيار الوطني تأييداً لرئيس الجمهورية، لكن حتى لو كنت موجودة في لبنان آنذاك، فإنني لم أكن شخصياً لأشارك في هذه التظاهرة، متسائلة: هل يصح ان يدعم المرء نفسه؟ أنا في السلطة، فكيف يجوز أن أتظاهر دعماً لنفسي؟ طبعاً، أقدّر كل العونيين أو المنتمين الى التيار ممن شاركوا في تظاهرة بعبدا لتأكيد وقوفهم الى جانب الرئيس عون، بعد مرور نحو اسبوعين على تحمّلهم للاستفزازات والمضايقات، على انواعها، من اتهامات سياسية وقطع للطرق، إنما في ما يتعلق بي شخصياً، كان من غير المنطقي ان اشارك في مثل هذا التحرّك.وتلفت الى انّ تغلغل بعض الاشخاص الذين يفتقرون الى التهذيب والأخلاق في الساحات، لا يلغي حقيقة أنّ هناك اكثرية ساحقة أطلقت صرخة ألم صادقة ومدوية، على كل الصعد، ما يستدعي من السلطة ان تستمع اليها وتعالج أسبابها. وانطلاقاً من تجربة شخصية، تضيف: هل تعلم انّ ابني، على سبيل المثال، اضطر الى الهجرة لأنّه وجد فرصة عمل في الخارج، بينما ينتظر كثر غيره فرصة مماثلة ليهاجروا ايضاً؟.وما رأيكِ في خطاب الوزير جبران باسيل امام المتظاهرين في محيط قصر بعبدا؟ تكتفي كلودين عون بالقول: لم اسمعه. وتعليقاً على تأكيد باسيل انّه لا مكان في التيار للخائف او الخائن؟ تقول: بعض الاصدقاء ارسلوا إليّ هذا المقطع لأنّهم اعتبروا ربما انه موجّه الى زوجي العميد شامل روكز، وأياً يكن الامر، فانّ أحداً لا يعطي العميد روكز دروساً في الوطنية والوفاء، ولا أحد مؤهّلاً لذلك أصلاً. انّ رصيد العميد نابع بالدرجة الاولى من محبة الناس واحترامهم له، وهو لم يجمع هذا الرصيد الشعبي ولم يُنتخب نائباً بفضل اي شخص، وانما بفضل مسيرته الوطنية، ولذلك لا نعتبر اننا معنيون بتهمة الخيانة، لأنو ما حدا إلو علينا شي حتى نُتهم بأننا خذلناه. وتتابع: بالنسبة إليّ، الخائن الحقيقي هو من لا يكون سلوكه على قدر تطلعات شعبه.وتدعو عون الى اجراء الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلّف، وفق قواعد اللعبة الديموقراطية، بحيث تسمّي كل كتلة نيابية المرشح الذي تراه مناسباً، فإذا نال احدهم الاكثرية يُكلّف بتشكيل الحكومة الجديدة، وإذا تعذّر ذلك، تتمّ الدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة.

"المستقبل" ينفي مزاعم إقفال الطرق

أضاءت الصحف على إعلان "تيار المستقبل" أمس "ان كل ما يُنشر ويُعمّم لتحميل التيار مسؤولية اقفال الطرق في عدد من المناطق واعتباره أمر عمليات لمناصري التيار بالنزول الى الشارع للمشاركة في معركة شدّ الحبال حول الاستشارات النيابية ودعم تكليف الرئيس سعد الحريري، هو من صنع الأدوات والأقلام التي تعمل على خط الفتنة وتأليب النفوس ويضيق صدرها بمشاعر التضامن مع الرئيس الحريري الذي لن يضع نفسه تحت أي ظرف في حلبة السباق الاعلامي على رئاسة الحكومة، ويعتبر التكليف مسألة دستورية تخضع للاستشارات النيابية المُلزمة وليس لتمنيات الباحثين عن الشحن الطائفي على مواقع التواصل".

كذلك أفاد الحزب التقدمي الإشتراكي أن "لا علاقة له لا من قريب أو بعيد بقطع الطرق على الخط الساحلي أو في أي من المناطق، لا مباشرة ولا بالتنسيق مع قوى أخرى". وذكر بـ"أنه من الأساس أعلن موقفاً رافضاً لقطع الطرق لما لذلك من تداعيات سلبية على مختلف المستويات". وإذ أكد مجدداً أنه "يحترم التحركات الشعبية وصرخة الناس عن آلامها ورغبتها الحقيقية بالتغيير وهو ما اكدته مواقفه السياسية المتتالية"، حذر "من إستمرار الحملة المبرمجة في هذا الإطار والمعروفة الأهداف والمرامي".

ارتفاع السندات.. وتعميم لسلامة يقضي برفع رساميل المصارف

أفادت وكالة "رويترز" أمس بأن سندات لبنان السيادية الدولارية ارتفعت بعد أسبوعين تقريبا من الخسائر الفادحة في ظل مواجهة البلاد كبرى أزماتها الاقتصادية في عقود، وذلك على رغم أنه لا مؤشرات تذكر خفت الاحتجاجات.

وأشارت الصحف إلى أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أصدر تعميماً جديداً طلب فيه من المصارف رفع رساميلها من خلال السماح للمساهمين بضخ مزيد من السيولة بنسبة تصل الى ٢٠٪ من رأسمالها الحالي بدءا من نهاية ٢٠١٩ الى نهاية ٢٠٢٠، بما يعزز رسلمة المصارف بقيمة تقارب أربعة مليارات دولار، تضاف الى رسملة تصل الى أكثر من ٢٠ مليار دولار، وهو ما يعزز قدرتها المالية لمواجهة الأوضاع الراهنة وأي تطورات مستقبلية، خصوصاً على صعيد أي خفض محتمل للتصنيف الائتماني والبقاء عند مستويات كافية لرأسمال فوق المستوى المطلوب بحسب معايير بازل 3 التي تلتزمها المصارف اللبنانية.

"الاخبار": سلامة للمصارف: صَمِّدوا أرباحكم منعاً للانهيار

كتب محمد وهبه في "الاخبار": سلامة للمصارف: صَمِّدوا أرباحكم منعاً للانهيار

في خطوة هي الاولى من نوعها في تاريخ عمل رياض سلامة كحاكم لمصرف لبنان، ومن وحي أجواء الـ«كابيتال كونترول» الرائجة بين المصارف وزبائنها بتوجيهات مباشرة من الحاكم، صدر أمس تعميم يمنع المصارف من توزيع أرباحها للعام 2019، ويفرض عليها زيادة أموالها الخاصة الأساسية بنسبة 20% من حقوق حملة الأسهم العادية، أي بقيمة تقدّر بنحو 4 مليارات دولار موزّعة مناصفة على عامي 2019 و2020. يكشف هذا التعميم عن عمق الأزمة المالية والنقدية التي لم يعد ينفع معها وضع قيود على ودائع الزبائن وسحوباتهم، بل بات يجب توسيع مروحة القيود لتشمل أرباح المصارف وأموال مساهميها. بمعنى آخر، يرسم التعميم بداية مرحلة هاتوا الدولارات ويعلن نهاية مرحلة «خذوا ما تشاؤون من الأرباح»، مبرّراً خطوته بارتفاع احتمالات التدهور في موجودات المصارف وتزايد خسائرها. يسعى سلامة لإرغام بعض مساهمي المصارف الذين هرّبوا أموالهم إلى الخارج (يتردّد أن هناك ثلاثة مصارف قامت بالأمر) إلى إعادتها إلى لبنان حيث الحاجة ملحّة لها، كما يفرض على مساهمي المصارف الأجانب المساعدة على استقطاب الودائع بالدولار التي يحتاج إليها لبنان للضرورة. وهذا لا يعني أن ورقة الهندسات احترقت فحسب، بل يعني أيضاً أن مالكي المصارف اللبنانيين باتوا في وضع محرج جداً مع شركائهم في الخارج. فضخّ المساهمات في المصارف يعني أن تسعير المصارف سيكون مشكلة المشاكل بين المساهمين أنفسهم في ظل الأزمة القائمة، فضلاً عن إمكان امتناع بعضهم عن المشاركة في هذه العملية، وبالتالي تقلّص حصصهم في ملكية المصرف، أو سعي بعضهم الآخر إلى بيع هذه الحصص بأسعار بخسة.

"نداء الوطن": هل أنت سارق يا أبي؟

كتب بشارة شربل في "نداء الوطن": هل أنت سارق يا أبي؟

يفتحون ملفات الفساد وكأنهم سمعوا بها أو وقعت تحت أيديهم للمرة الأولى، فدهشوا وأرادوا منحنا مفاجأة سارة أو جائزة ترضية، علّها تروي عطش الناس الى محاكمة مَن تسبب بتجويعهم. على أي حال، ممتاز. لا نريد أكثر من ذلك الآن. ولن نقول إتهموا جميع المرتكبين سواسيةً كما يقتضي العدل. بل إبدأوا من مكان ما، ولتسقط الحمايات، إذ لا فساد لوزير أو نائب أو مدير أو رجل أعمال أو مصرف إلا ووراءه شبكة كاملة شعارها "كول وطعمي" أو مافيا من كبار الزعران. أما الصغار، فهؤلاء مرتشون ليس في ذمتهم إلا الفتات.

لولا الشابات والشبان الذين نزلوا الى الشوارع لبقيتم سادرين في غيّكم، تحكمون باطمئنان وتثرون على حساب الناس وتعقدون الصفقات بلا مناقصات، ولفكَّرتم ألف مرة قبل أن تنتهكوا "مقدس" الملفات. ففيها أهلكم وأقاربكم ومن لفّ لفكم وحلفاؤكم وحلفاؤهم وكل من يمت بصلة الى السلطة التي استأثرت بمقدرات البلاد منذ ثلاثين عاماً، فشفطت المليارات في الكهرباء والاتصالات والمرفأ والمطار والفوائد المصرفية الفلكية ونهبت قوت الفقراء ثم تربعت كامرأة القيصر. يكفي هذا الجيل أنه أقضَّ مضاجعكم وجعل صغاركم يسألون آباءهم: من أين لنا هذا؟ أأنت سارق يا أبي؟ أم أن جدي هو الحرامي؟ جدي الذي سردت لنا مآثره كسيَر الأبطال ووجدنا في حساباته بنايات وأراضي وملايين الدولارات. تفتحون اليوم استنسابياً بعض الملفات وكنتم قد جمعتموها لابتزاز بعضكم وليس لإحقاق الحق والاصلاح. ولأنّ القضاة المعنيين معينون من أطرافٍ أطرافها مبلّلة بالارتكابات، فلنكن واقعيين وعمليين كي نمشي الى الأمام. وليتقدم مطلب إقرار السلطة القضائية المستقلة تحت ضغط الشارع ورغم إرادة هذا البرلمان أو أي وزارة "مسخ" هي قيد المشاورات. ولتكن من الأولويات محكمة خاصة بقضايا الفساد تحتمي بالدستور وتطبق القانون فلا تقبل ضغوط رئيس أو وزير أو رجل دين. وليكن لدينا قضاة شجعان، بنصف شجاعة فتيات وفتيان هذه الانتفاضة فقط، وعندها فليبدأ فعلاً الحساب.

"النهار": اقتلاع غابة الفساد!

كتب راجح الخوري في "النهار": اقتلاع غابة الفساد!

إستقال رئيس الحكومة سعد الحريري قبل ثمانية أيام وبعد ١٣ يوماً، وكان من المتوقع التعامل مع صراخ الناس بما تقتضيه المسؤولية في هذه المرحلة الحاسمة، كان يمكن الدعوة فوراً إلى استشارات سريعة وتكليف رئيس يشكل حكومة جديدة، توحي بان هناك فعلاً من يسمع أصواتهم، ومن يحاول البدء ولو بخطوة صغيرة حيال إستجابة آلامهم ومطالبهم. لكن الأمور ذهبت في إتجاه آخر لكأن إستقالة الحكومة تأتي في وضع طبيعي مستريح، وكأن لا معنى لمطالب الغاضبين ومطالبتهم برحيل هذا الطقم السياسي الغارق معظمه في الفساد والنهب، وكان يمكن تقديم نموذج من بداية جادة لمحاسبة ولو إسماً واحد من الذين نهبوا الدولة وأسماؤهم تذاع على الشاشات! المثير أكثر ان الطقم السياسي لم يفهم ولم يصدق، أنه فقد أحد أهم أسلحته التي طالما استعملها لإسكات الناس، بوضعهم في مواقف العداء الطائفي والمذهبي وفي متاريس الحروب الأهلية. لم يصدقوا او يفهموا معنى ان تقف طرابلس، التي إختطفوها زمناً وقالوا إنها قندهار، صوتاً واحداً وقلباً واحداً تحت العلم اللبناني وان صرخة الجوع ليس إلى الخبز وحده بل إلى الكرامة والهوية الوطنية والكرامة الإنسانية. لم يستوعبوا ان النبطية وصور وصيدا وبعلبك وكفررمان والضنية وزحلة هي نسخة مكررة من صرخة طرابلس، حاولوا شراء الوقت واستقطاع الوقت وإستمهال الغضب، وإعتبار أنه عابر ويتعب. لم يستوعبوا كلهم فعلاً انه طفح الكيل وفاض نهر الشعب المنتفض غضباً، وتدفقت روافد الوجع والقهر من الدساكر والقرى، وحتى من الذين حملهم الوجع والبطالة الى التيه والإغتراب. كل هذا في مكان والخلاف على الحكومة وشخصيات الحكومة وأبطال الحكومة في مكان آخر، لكن ما بين الشعب والدولة ركام كبير من الزجاج المكسور والثقة المحطمة واليأس الطافح، ويحدثونك عن توحيد الشوارع وتوحيد المطالب، لكأن الأمر مجرد تظاهرة سمعناكم إذهبوا الى بيوتكم… لكن يبدو ان لا حدود لهذا الغضب غير إقتلاع غابة الفساد!

"الجمهورية": كيف نكافح فساد السلطة من دون معارضة فاعلة؟

كتب مصطفى علوش في "الجمهورية": كيف نكافح فساد السلطة من دون معارضة فاعلة؟

علينا أن نعترف اليوم، أنّ منظومة الحكم في لبنان منذ الإستقلال لم تأخذ من الديموقراطية إلّا صناديق الإقتراع، وأبقت على نظام الحصص بناءً على مبدأ الميثاقية الطائفية، حيث لكل طائفة حصتها من خلال نسبة لها في السلطتين التنفيذية والتشريعية. وكان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى وجود معارضة قوية لو أنّ السلطة التنفيذية خاضعة لمحاسبة معارضة برلمانية. يعني أنّه كان من الممكن إنشاء حكومات متوازنة طائفياً حسب الدستور، ولكن من خلال تحالفات سياسية يمكن أن تقصي، ولو موقتاً، قوى تمثل طوائفها سياسياً. لكن طرح مبدأ الميثاقية بشكله المعوّج، أدّى حسب التجربة المرّة الطويلة، إلى إلغاء دور السلطة التشريعية كمحاسب ومراقب معارض، وبقي نوع من الفولكلور المسرحي لمعارضة كلامية بصولات وجولات النواب في جلسات مجلسهم. ما أريد قوله الآن، هو أنّ القاعدة الأهم لمحاربة الفساد تكون بتحرير المجلس التشريعي من الميثاقية الهزلية وصولاً إلى تحرّر كامل من طائفية المجلس النيابي حسب اتفاق الطائف، وبالتالي يمكن أن نشاهد قوى وأحزاباً سياسية متحرّرة من القيد الطائفي يمكنها إنشاء حكم يحكم بالفعل، ومعارضة تحاسب بالفعل. أما ما نراه اليوم فهو حكومات تسوّغ عجزها بمعارضة ويعطل بعضها بعضاً تحت لواء الميثاقية، فتسمع مسؤولاً يقول بكل ثقة، وهو يملك ما يملك من وزارات لم نحقق برنامجنا لأنّهم ما سمحولنا!. ما نحتاج اليه اليوم هو ليس قراءة المادة 95 في الدستور، بل قراءة دستورية في معنى الميثاقية، وكيف المحافظة عليها من خلال الحفاظ على حقوق الأقلية وحقّها في المعارضة بدل الإصرار على المشاركة في الحكومات وتعطيلها تحت شعار الميثاقية. كيف؟ لنطبّق دستور الطائف بأكمله.

"الاخبار": ميشال إده: تعذّر الرئاسة المسبقة الدفع!

كتب نقولا ناصيف في "الاخبار": ميشال إده: تعذّر الرئاسة المسبقة الدفع!

الوزير السابق ميشال إده الذي رحل الاحد، مثّل نموذجاً لانتخابات رئاسة الجمهورية لا تقتصر على مواصفات، بل ترتبط بخيارات تكون أحياناً مكلفة. لا يدفعها المرشح فلا يصل، او يدفعها الرئيس بعد ان يصل مرات وفيرة جيء على تداول اسم ميشال إده مرشحاً جدياً للرئاسة. فاتحتها عام 1982. خامس المرات عام 1998، قبل حسم دمشق في تشرين الاول خيارها تسمية قائد الجيش العماد اميل لحود رئيساً. قبل موعد قمة لبنانية - سورية في دمشق في ذلك الشهر، فاتحه الرئيس الياس هراوي - العارف بحماسة السوريين لانتخاب لحود - بسعيه في القمة تلك الى تعطيل رسو الخيار على قائد الجيش: عندما اتلقى خبراً بموعد لقائي به سأسارع الى طرح اسمك. بعد الظهر، في طريق عودته من دمشق، خابر هراوي إده: أصر على ان يكون هو رئيساً ولم يقبل بأي اسم آخر، حتى انت. بعد سنة زاره اللواء غازي كنعان الذي كان يفضّل زيارته في اليرزة لا استقباله في عنجر: كادت الرئاسة تصل اليك. كانت في جيبك. اجابه: اربع خمس مرات في الجيبة. هذه جيبة مفخوتة. قال كنعان: كنا نريدك انت، لكن حصل صراع تركي - سوري حول عبدالله اوجلان. لم نكن نود مشكلة مع الاتراك ولا ان تصل تداعيات نزاعنا معهم الى لبنان، فقرر الرئيس الابقاء على لحود. في المرة السادسة، عشية انقضاء ولاية رئيس الجمهورية عام 2007، تدخّل وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير في وساطة تجنب البلاد شغوراً رئاسياً جراء تعذّر الاتفاق على رئيس يخلف لحود. عُهد الى البطريرك الماروني مارنصرالله بطرس صفير وضع لائحة بأسماء مرشحين محتملين يحملها جان كلود كوسران باسم كوشنير الى الرئيس السوري لاختيار اسم من بينها، كان إده احدها. حينذاك اجتمع إده بسعد الحريري، رئيس الغالبية النيابية، في حضور فريد مكاري، مرتين على التوالي. السؤال المحوري الذي ألح على حصول جواب عنه كي يؤيد ترشيحه: هل تعطيني ضماناً بعدم اطلاق الضباط الاربعة (المشتبه في اغتيالهم الرئيس رفيق الحريري)؟. جواب إده: ألتزم ما يقرره القضاء اللبناني. ألتزم عدم التدخّل لديه، لكن ما يقرره احترمه واطبقه. كرر الحريري تأكيد عدم اطلاقهم اياً تكن الاعتبارات، فأكد إده الجواب نفسه: المسألة ليست عند رئيس الجمهورية ولا صلاحية له في ذلك. انها مهمة القضاء المستقل عنه. اخفق اتفاقهما رغم معرفة الحريري بأن الرجل هو المرشح الاول للبطريرك الماروني في مرحلة كان رئيس تيار المستقبل يجامل سيد بكركي، ويحرص على التواصل معه ونيل دعمه.

"الجمهورية": أزمة عُرِفَت بدايتها... فمتى النهاية؟

كتب طارق ترشيشي في "الجمهورية": أزمة عُرِفَت بدايتها... فمتى النهاية؟

يكرّر الخبراء في السياسة الاميركية التأكيد أنهم لم يلاحظوا وجود أيّ رابط بين ما يجري في لبنان وما يجري في العراق، ويقولون: إنّ الولايات المتحدة الاميركية تشجّع أيّ عمل يضرّ بـحزب الله في لبنان، ولكنها على رغم ذلك لم تدخل بقوّة على خط الحراك بهدف تغيير موازين القوى فيه. في حين أنها في العراق تستخدم القوة لوجود فريق من الشيعة يُعارض الدور الايراني في بلاد الرافدين، ولأنه تاريخيّاً لم تكن هناك اختلافات كبيرة بين الشيعة والسنّة العراقيين، فيما يوجد الآن اتفاق بين فريق من هؤلاء الشيعة وبين السنّة العراقيين على معارضة الدور الايراني، الأمر الذي تشجعه الولايات المتحدة الاميركية، بحسب الخبراء. لا أحد يعرف ما سيؤول إليه مصير الحراك الشعبي في ضوء المواجهة الدائرة بينه وبين السلطة. فهذا الحراك، يقول الخبراء في السياسة الاميركية، يرفع مطالب كثيرة ويُنادي بأشياء مختلفة تماماً عمّا تطرحه السلطة، ومنها مطالبته بإجراء انتخابات نيابية خارج القيد الطائفي وعلى أساس اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة، ولكن عندما يُطلب منه تكوين لجنة أو هيئة لكي تحاور السلطة باسمه، يَردّ متّهماً إيّاها بالعمل لإحداث خلافات تُفرّق بين صفوفه. ولكن الواقع يشير الى أنّ هناك خلافات داخل الحراك، يُقابلها خلافات داخل السلطة، وخلافات بين السلطة والحراك، وخلافات بين الحراك والناس، وخلافات بينه وبين القوى السياسية التي لا تؤيّد التظاهر وإقفال الطرق، الأمر الذي يدلّ الى أنّ الدولة منقسمة على نفسها، والحراك منقسم على نفسه، والشعب منقسم على نفسه. ولذلك، لا أحد يعرف كيف ستنتهي الأزمة، بينما كثيرون يقولون إنّ الدولة إذا أظهَرت حكمة تستطيع أن تُنهيها. إلّا أنّ الانطباع السائد لدى كثيرين هو أنّ هذه الأزمة عرف الجميع بدايتها ولكن لا أحد يعرف بعد كيف ستكون نهايتها.

"النهار": الولايات المتحدة تعاود قريباً المساعدات للجيش اللبناني

كتب هشام ملحم في "النهار": الولايات المتحدة تعاود قريباً المساعدات للجيش اللبناني

أكد مصدر أميركي بارز لـ"النهار" أمس، انه يتوقع الغاء قرار تجميد المساعدات العسكرية الاميركية للبنان، بما في ذلك مساعدات بقيمة 105 ملايين دولار لتمويل شراء معدات للجيش، خلال الايام المقبلة. وشدد على ان قرار التجميد المفاجئ الذي أمر به مجلس الامن القومي قبل أسابيع قد صدر قبل بدء تظاهرات الاحتجاج في لبنان، وان تجميد المساعدات الذي أثار جدلاً حاداً بين الاجهزة الاميركية المعنية، لا علاقة له على الاطلاق بسلوك الجيش اللبناني واجراءاته منذ بدء الانتفاضة الشعبية. ولاحظ بارتياح أن الجيش اللبناني عموماً لم يتدخل بقوة لفتح الطرق او للتصدي للمتظاهرين سلمياً، مشيراً الى ان واشنطن أوصلت الى المسؤولين اللبنانيين من مدنيين وعسكريين موقفها الرافض لاستخدام القوة ضد المتظاهرين، أكان من طريق بيان وزير الخارجية مايكل بومبيو أم عبر اتصالات مباشرة. وأضاف ان قرار التجميد لم يؤخر أي مساعدات كانت مجدولة أو مقررة للجيش اللبناني. وكانت مصادر في الكونغرس قد سربت خبر تجميد المساعدات للجيش اللبناني الى وكالة "رويترز" الخميس الماضي، في مؤشر لاستياء بعض المشرعين من القرار. ولاحظ المصدر المسؤول ان توقيت تجميد المساعدات كان سيئا لأنه سيساء تفسيره على انه اجراء عقابي للجيش بسبب التظاهرات، وهذا غير صحيح، كما ان القرار يبدو ظاهراً وكأن الولايات المتحدة قد تخلت عن شريك قديم لها. وامتنع المصدر عن التكهن في شأن الازمة السياسية والحكومية الراهنة في لبنان، أو الحديث عن أي شخصيات سياسية بالاسم بالنسبة الى تأليف حكومة جديدة، او ما اذا كانت واشنطن تفضل تأليف حكومة تنكنوقراط ، باستثناء القول إن الحكومة المستقيلة أخفقت في تحقيق الاصلاح الاقتصادي الذي تطلبه الدول المانحة.

"الاخبار": ميني اعتصام لموظفي المُستقبل: التصعيد خلال أيام

كتبت ميسم رزق في "الاخبار": ميني اعتصام لموظفي المُستقبل: التصعيد خلال أيام

الرئيس سعد الحريري الذي استقال تجاوباً مع مطالب الناس، كما قال، يتجاهل حتى الآن حقوق الموظفين في تلفزيون المُستقبل حتى بعدَ إقفاله. هؤلاء نفذوا أمس ميني اعتصام اعتراضاَ على عدم دفع الإدارة للرواتب والمستحقات، بعد اجتماع لهم بمدير القناة الذي طالب للمرة المئة إمهاله 48 ساعة. في مقابل ذلك، اتفقوا في ما بينهم على التصعيد في الأيام المقبلة. ما حصَل أن يوم الجمعة الماضي عُقد اجتماع بين مجموعة من الموظفين في القناة مع مديرها العام رمزي الجبيلي. يتصّرف الموظفون حتى الآن بكثير من الإيجابية. حتى أنهم خلال اللقاء لم يطالبوا بتسديد ما يتوجّب على المؤسسة من رواتب وتعويضات. كل ما قاله هؤلاء في اجتماعهم انهم«يريدون خريطة طريق للحلّ، وكانَ الجواب الإنتظار حتى يوم الإثنين، الى حين التحدث مع الحريري والحصول على قرار بشأنهم، على أن يعقد اجتماع آخر (أمس) ، مع المطالبة بعدم القيام بأي تحرّك ميداني. حضر الموظفون بحسب الإتفاق عند الحادية عشرة، لكن اللقاء تأخر بعض الوقت بسبب قطع الطرقات. بعدها دخلوا لمقابلة الجبيلي مرة جديدة. ظنّوا أن في جعبة الأخير ما يريحهم، لكن مندوب الحريري طلب مرة جديدة، إمهاله 48 ساعة للتشاور مع الحريري والعودة إليهم، الأمر الذي استفزهم ودفعهم الى الاعتصام قرب مبنى القناة لبضع ساعات. تذّمر الموظفون ممّا وصفوه بـ «إبرة بنج، ووعود لم تعد تنطلي على أحد». فهم منذ سنة تقريباً يجاهدون في سبيل استحصال حقوقهم المتراكمة كاملة، والتصدي لكل محاولات الإدارة تخديرهم، فيما تقابلهم الإدارة بالكذب. الحريري نفسه لم يُفكّر بالإستماع الى مطالب الموظفين في مؤسساته، ولم يهتم للمئات ممن صاروا رهينة لديون المصارف أو ديون الأقارب والأصحاب للتعويض عن عدم تقاضي الرواتِب. لم ينتبه رئيس تيار المُستقبل الى صرخات الذين طُردوا خارج منازلهم بسبب التخلف عن دفع الإيجار، أو الى الذين اضطروا للاستغناء عن سيارات قيد التقسيط بعدَ مصادرتها من قبل البنوك والشركات، ولا الى الذين باعوا أثاث بيوتهم لدفع أقساط مدارس أولادهم. كل هذه المصائِب كان الموظفون يبتلعونها بصمت، وهم يسمعون خبريات بتشيّب من بيت الوسط وعنه

أسرار وكواليس

النهار

ـ يؤكد متابعون أنّ أكثر من وزير ونائب حالي وسابق غابوا عن لقاء قواعدهم السياسية والحزبية والشعبية، وبعضهم لم ‏يغادر منزله منذ فترة وألغى سفره المعتاد كي لا يقال إنّه هرب‎.

ـ ربط مصدر مالي بين الانتفاضة وارتفاع اسعار سندات لبنان في الخارج بان المستثمرين وجدوا في الحراك الشعبي ‏فرصة جيدة للمحاسبة ومراقبة وتصويب الامور‎.

ـ يُنقل عن مشاركين في المعرض السياحي الدولي الذي يقام في لندن وهو الأبرز عالميا، أنّ لبنان غاب عنه للمرة ‏الأولى ما ولّد حزنًا لدى المشاركين، إضافة الى تداعياته السلبية على صعيد حضور لبنان في العالم‎.‎

الجمهورية

ـ رفض مرجع كبير أي كلام يتحدث عن شخصية غير مدنية إذا كانت لم تزل معه أو أصبحت في مكان آخر‎.

ـ قال نائب في تيار بارز إن التأخير الذي تمارسه السلطة في تشكيل حكومة جديدة سيزيد من إصرار الشارع على تعديل ‏جذري في السلطة‎.

ـ يُخطط محركو الإنتفاضة الشعبية لتنفيذ خطوات نوعية مفاجئة في أماكن حساسة‎.‎

اللواء

ـ يكتفي مسؤول كبير بالاستماع إلى هذا وذاك من دون الإدلاء بأية مواقف، تحسب عليه‎!

ـ نصحت أكثرية داخل لقاء وسطي بعدم المشاركة في أية حكومة مقبلة، أياً تكن‎.

ـ يعاد تسعير كل شيء مستورد في البلد، بالسعر الموازي للدولار، فالسلع كلها باتت تستنزف ما يبقى من دخل قليل ‏لديهم؟‎!‎

نداء الوطن

ـ يُتوقع أن يشهد لبنان خطوة مهمة جداً على صعيد الاستدعاءات القضائية‎.‎

ـ عُلم أن قصر بعبدا اعتمد عملياً فريق تلفزيون‎ "OTV" ‎بدلاً من تلفزيون لبنان، وذلك إثر الأخطاء التقنية في التصوير ‏والمونتاج في الرسالة الأولى لرئيس الجمهورية بعد اندلاع الثورة‎.‎

ـ قالت مصادر قوى "الثامن من آذار" إن تأخير لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري مع الوزير جبران باسيل، كان ‏مقصوداً، ليفاوض الأخير من منطلق قوة بعد تظاهرة بعبدا.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 تشرين الثاني 2019 08:09