22 تشرين الثاني 2019 | 19:49

أخبار لبنان

الراعي: "الحراك" يعيد كشف ركائز لبنان

الراعي:
المصدر: المركزية

رفع البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الصلاة على نية ‏لبنان، في كنيسة الصرح في بكركي، وقال في تأمل ليلة الجمعة: "نحيي المشاركين ‏ومعهم جماعة الرحمة الإلهية الذين أرادوا من خلال مشاركتهم التماس الرحمة ‏للقلوب ولا سيما عند المسؤولين، والرحمة لشعبنا الجائع والمقهور والمظلوم ‏والعاطل عن العمل والذي اضطر للهجرة. نحن بحاجة الى الرحمة وهذه نيتنا الليلة ‏بنوع خاص بعد ان فقدت الرحمة في العالم. عندما نتحدث عن الفساد وعن سرقة ‏مال الشعب ومال الدولة فهذا يشير الى غياب الرحمة في القلوب. نلتمس نعمة ‏الرحمة عند كل الناس وخصوصا عند المسؤولين في بلدنا‎".‎

أضاف: "اليوم هو عيد الاستقلال الذي يتساءل البعض عن اي استقلال نتحدث، ‏نقول له هذا الاستقلال عمره 76 عاما، ولكن استقلال التحدي يكمن في سيادة ‏القرار اللبناني وبكل ما يريده الشعب والدولة وعدم الارتباط بأية دولة أو قوة اخرى ‏لاتخاذ القرار، فهذه أمور يقوم بها الأولاد الصغار وليس الدولة او المسؤولين، ‏فسيادة القرار وحريته هما اولوية وليس انتظار رأي الدولة الفلانية او السفير ‏الفلاني، بل نحن ماذا نقول، هذا هو الاستقلال. هذه دولتنا وهذا شعبنا وتاريخنا ‏وحضارتنا وثقافتنا‎".‎

وتابع: "في قراءات الأسبوع الماضي، كانت قراءتان للمكرم البطريرك الياس ‏الحويك الذي ارتبط اسمه بإعلان دولة لبنان الكبير، فعندما طلبت المرجعيات ‏المسيحية والإسلامية منه ترؤس الوفد اللبناني الى مؤتمر السلام في فرساي ‏‏1919، برزت معنا ركيزتان في القراءات لقيام لبنان السيد والمستقل: الأولى وهي ‏وحدة الشعب والثانية الانتماء الوطني لا الطائفي. ويقول "ان رؤية وحدة الشعب في ‏خدمة الوطن العزيز هي اثمن شيء عندي، فليبارك الله كل الذين يريدون خير ‏لبنان الى ايه طائفة انتموا. وانا اقول ان هذه الوحدة المنشودة في كلام البطريرك ‏الحويك يترجمها اليوم الحراك المدني بامتياز، لان الشعب توحد بكل طوائفه ‏ومذاهبه وأحزابه واجتمع تحت راية الوطن الواحد، وهكذا عاشوا وحققوا على ‏الارض هذه الكلمة. للأسف وحدة الشعب اللبناني تقطعت على مر التاريخ، ‏كالحطب قطعوها بالأحزاب والطوائف والمذاهب وطارت الوحدة اللبنانية التي هي ‏أساس لبنان وميزته بين كل بلدان الشرق الأوسط. أما الميزة الثانية التي كشفها ‏المكرم الحويك فهي الانتماء الوطني لا الطائفي وهو يقول "لا يوجد في لبنان ‏طوائف بل طائفة واحدة وهي الطائفة اللبنانية، لبنانيون نحن وسنبقى لبنانيين ‏متحدين في وطنية واحدة لذلك ما يهمني في الذي يدير شؤون وطننا تعلقه بالوحدة ‏والرحمة لا بمعتقداته الدينية‎".‎

وختم الراعي: "هذا هو الأساس الذي قامت عليه الدولة اللبنانية وهذا ما يميز لبنان ‏عن كل دول المنطقة ذات الأنظمة الدينية. ولكن لبنان، كما يطالب الحراك المدني، ‏وفق كلمات المكرم الحويك، يعني الدولة المدنية، وهذا ليس باكتشاف البارود، فهذه ‏هي الدولة المدنية الحقيقية التي عناها الحويك، وفي المئوية الأولوية يجب ان ‏نعرف جذورنا ومنطلقاتنا لنواصل طريقنا. نشكر الرب بان الحراك المدني يعيد ‏كشف ركائز وطننا لبنان. عيد الاستقلال هو عيد وحدة الشعب اللبناني والانتماء ‏الوطني لا الطائفي‎".‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

22 تشرين الثاني 2019 19:49