24 تشرين الثاني 2019 | 20:47

أخبار لبنان

صلاة لأجل السلام في لبنان في بازيليك سيدة مغدوشة

صلاة لأجل السلام في لبنان في بازيليك سيدة مغدوشة
المصدر: رأفت نعيم

احتفل مطرانا صيدا ودير القمر "للموارنة مارون العمار والروم الملكيين الكاثوليك ايلي حداد " بالصلاة من اجل السلام في لبنان بقداس مشترك أقيم في بازيليك سيدة المنطرة في مغدوشة بمعاونة لفيف من كهنة الابرشيتين وحضور جمهور كبير من المؤمنين .

والقى المطران حداد كلمة بالمناسبة فقال اننا "نجتمع اليوم أبناء أبرشية صيدا ودير القمر وفي قلب صلاتنا نية واحدة: لبنان ليكون وطن السلام. فالظرف الذي نمر به إنما هو ظرف خطير واستثنائي. وإما أن يؤدي بنا إلى القيامة أو إلى مزيد من التدهور وربما الموت. فهل يموت لبنان حاشى لأن الكتاب المقدس جعله هدية للشعوب لا بل من أثمن الهدايا".

واضاف" كلنا نبحث عن العيش بكرامة. هذا كان نداء الكنيسة منذ تأسيسها وحتى اليوم. تخاطب الكنيسة اليوم شبابها وتستمع إلى همومهم وتقدّر رأيهم في المساهمة لإخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية والمالية والسياسية. ولإعطاء الحياة الكنسية والاجتماعية إنطلاقة جديدة ترتكز على القيم الروحية والأخلاقية والكرامة، بالتزامن مع مستجدّات جذرية على مستوى شباب لبنان وشعبه الذين انتفضوا انتفاضة تاريخية وحضارية للتعبير عن فقدان ثقتهم بالقادة السياسيين، وعن رغبتهم برؤية وجوه نظيفة تلتئم في حكومة مصغّرة فاعلة تستطيع إجراء الإصلاحات اللازمة ومكافحة الفساد وضبط المال العام".

وتطرق المطران حداد الى كلمة البابا فرنسيس في 27 تشرين الأول الماضي ، والتي "توجه فيها "إلى سكان أرض الأرز النبيلة" وبخاصة الى الشباب، والتي توقّف فيها البابا عند الحدث الوطني الذي يتمثّل بالانتفاضة الشعبية المذهلة التي انبرى فيها المتظاهرون، وبخاصة الشباب والصبايا، موجّهًا إليهم الشكر على الدينامية الإيجابية التي خلقوها والتي لا ينبغي أن تنطفئ بأي شكل من الأشكال، وان علينا أن نعمل كلّ ما بوسعنا كي يكون تحرّكهم حافزًا للبنان متجدّد، أكثر عدالة وديمقراطية، وأكثر تضامنًا وأخوّة. ومشهد البارحة لهو مشهد واعد في احتفال الاستقلال".

وقال المطران حداد " نعم يا أحبة، العالم كلّه يوجّه أنظاره إلى لبنان وشباب لبنان وشاباته المتواجدين في الشارع اليوم. إن العناوين التي يريدها العالم المعاصر هي الحرية والعدالة والمساواة والكرامة والديمقراطية. واللبنانيون يبرهنون يوما بعد يوم أنهم شعب يحب الحياة بكرامة وبعنفوان لا بذلّ ومهانة.الكنيسة تقف إلى جانب أبنائها لتطالب بالعيش الكريم وإنهاء حالات الفساد. وتضع مؤسساتها التربوية والإنسانية بخدمة هذه القضية لخدمة الناس لاسيما الفقراء منهم. آن للدولة أن تستفيق لتؤمّن ما أمّنته الكنيسة حتى اليوم من خدمات كلّفت الناس مبالغ تفوق قدرتهم وشكّلت للكنيسة إحراجا مع الفقراء. تعالوا نتحاور مع الحكومة العتيدة التي نطلب بتأليفها بأسرع وقت ممكن إذ تنتظرها ملفات كبيرة وصعبة. نتحاور لتأمين مبدإ المشاركة بين الكنيسة والدولة والمجتمع في التعليم والتربية والطبابة وسواها من الخدمات على أن تضع الكنيسة كل إمكاناتها وتقنياتها في خدمة الناس وتؤمّن الدولة مجانية الخدمات".

ونوه حداد بنداء البطريرك الكاردينال ما بشارة بطرس الراعي الذي دعا المدارس والجامعات الكاثوليكية إلى ترشيد الإنفاق وعدم زيادة الأقساط مطالبًا الدولة بدعم الأهالي في جزء من الأقساط صونًا لحرية التعليم. وقال" سمعنا الساحات تنادي بمجتمع مدني وتغيير النظام الطائفي. أود أن أعبّر عن رغبة الكنيسة على لسان البابوات والقوانين في احترام الأنظمة المدنية لا سيما التي لا تتنافى مع الأخلاق وتعليم الأديان. إن للبنان طابع خاص به إذ هو مجموعة طوائف والدين بريء من الطائفية. والحكومة المزمعة إذا ما كانت ذات طابع تكنوقراطي أو مدني أو سياسي عليها التوقف عند قيم الأديان بعيدا عن سموم الطائفية" ورأى أن" الثورة الحقيقية هي ثورة المسيح على ما ليس محبة. ولا يظنّن أحد أن العلمانية الفرنسية أو الدولية يمكنها أن تطبق كما هي في بلد الأديان لبنان، إبتداء من الزواج المدني الاختياري، إلى زواج المثليين، وزواج الأمر الواقع والإجهاض والقتل الرحيم إلى ملفات أخرى تغير قيم لبنان واللبنانيين نرفضها جملة وتفصيلا".

واضاف" إن قداسنا اليوم هو لقاء صلاة ليكون لكل لبناني صحوة ضمير. إذا كانت هذه التحركات مناسبة لتوجيه الإتهام للآخرين مسؤولين بالفساد وهذا أمر مشروع، إلا أن الإنجيل يقول لنا "أنظر إلى الخشبة التي في عينك قبل أن تنظر إلى القشة التي في عين أخيك". أي إعمل هذه ولا تترك تلك. تعالوا ننهي الفساد الذي تسرّب إلى نفوسنا عن قصد أو عن غير قصد. عن سابق تصميم أو لمجاراة الوضع العام في البلاد. تعالوا نعلّم أولادنا ليبتعدوا عن الطريقة الملتوية التي من الممكن أن طبقناها حتى اليوم. فنعلمهم أن الضمير فينا هو صوت الله".

وقال المطران حداد " تعالوا نعلّم أولادنا أن الوطن هو أمانة في عنقنا وكل تقصير في الأداء بواجبنا يعرّض الوطن للتعب والانهيار. تعالوا نصلي إلى إلهنا ليلهمنا كيفية الخروج من هذا المأزق الاقتصادي الذي يحتاج إلى أن نعيش روح الفقر ونشعر مع الفقراء. بالرغم من لاأخلاقية الحرب الاقتصادية التي تجوّع الشعوب. ما أجملها وما أصعبها مناسبة في آن أن الغني والفقير هم فقراء في وطن واحد. تعالوا نصلي ليبتعد الحراك عن السياسة ويعيش الأخوّة الحقيقية وألا يكون أداة بيد ثورات خاصة عن معرفة أو عن غير معرفة. تعالوا نصلي لنفهم ماذا يدور من حولنا. الصلاة يا أحبة توضح لنا إلى أي مدى يمكن للإنسان أن يكون صالحا أو شريرا. فنعمل بوحي حكمة الله لنا".

ورأى حداد "ان ما آلت إليه أمورنا هو ناتج عن الفساد لكن وبشكل أساسي عن حرب اقتصادية يشنها الكبار علينا". وقال" هذا النوع من الحروب الحديثة تنقصها الأخلاقيات لما فيها من فوقيات. إنها جريمة قتل جماعي بينما الحرب العسكرية قد ينجو منها البعض لكن هذه مجاعة للجميع. أتسأل أين هي الأمم المتحدة وما هو دورها في هذا الظرف بالذات.وإن العالم بحاجة إلى صلاة لمحاولة إيقاظ ضمائر الكبار لئلا يأكلوا الصغار. ومن هذه الكنيسة نناشد المجتمع الدولي أن انقذوا شعب لبنان البريء. كفانا حروب الآخرين عندنا ونجانا من حربكم علينا".

وخلص المطران حداد للقول" من هنا من مزار سيدة المنطرة نرسل ومضاتنا الروحية إلى كل لبناني فاقبلي صلاتنا يا أمنا العذراء".




يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

24 تشرين الثاني 2019 20:47