14 كانون الأول 2019 | 15:19

أخبار لبنان

حداد أطلق مشروع "بناء السلام": لبنان أُسّس على التسامح

المصدر: رأفت نعيم



أطلق راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد مشروع " بناء السلام وتعزيز التواصل والحوار بين الأديان والمجتمعات في مناطق صيدا وشرق صيدا وجزين "والذي تنفذه جمعية " أرضي للتنمية " بالتعاون مع مركز الدراسات الاسلامية – المسيحية التابع لأبرشية صيدا، بتمويل من الاتحاد الأوروبي عبر شريكيه المحليين " جمعية مانونايت وDPNA" .

ويهدف المشروع الى تعزيز آليات التواصل والعيش المشترك في هذه المناطق من خلال المساهمة في بناء السلام ونشر ثقافة الحوار والتسامح بين مختلف المجتمعات المتأثرة بالاختلافات الدينية والسياسية . ويوفر المشروع منصة مستقلة للحوار والتواصل بين مختلف المكونات المجتمعية التي تعيش في صيدا وشرق صيدا وجزين وذلك للمساعدة في معالجة قضايا الاختلاف بطرق سلمية . ويمتد المشروع على فترة 20 شهرا ابتداءاً من شهر ايلول 2019 .

جرى اطلاق المشروع في مركز الدراسات الاسلامية المسيحية في مطرانية صيدا وشارك فيه أمين عام "اللقاء الإسلامي - المسيحي " الشيخ الدكتور محمد النقري وحضره " النائبان بهية الحريري واسامة سعد " وممثل النائب علي عسيران عزيز عسيران، وممثل المفتي الشيخ سليم سوسان الشيخ ابراهيم الديماسي ، وممثل المطران مارون العمار المونسنيور الياس الأسمر ، وممثل المطران الياس كفوري الأب جوزيف خوري ، القسيس مخايل سبيت ، منسق عام تيار المستقبل في الجنوب  ناصر حمود ، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود ، منسق حزب القوات اللبنانية في الزهراني عماد روكز ، ورئيس اقليم الزهراني في حزب الكتائب اللبنانية جوزيف كساب ، ممثل حزب الله الحاج حسين السارجي ، السفير عبد المولى الصلح ، رئيسة بنك العيون نجلاء مصطفى سعد ، رئيسة المجلس الأهلي لمكافحة الادمان المحامية مايا مجذوب ، امين عام تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا والجوار ماجد حمتو ، مديرة فرع الجامعة اليسوعية في لبنان الجنوبي الدكتورة دينا صيداني وممثلون عن هيئات اهلية وعن شركاء المشروع .

فرنسيس

بعد النشيد الوطني اللبناني كانت كلمة ترحيب من الأب جهاد فرنسيس الذي توقف عند اهمية هذا اللقاء "في هذا الوقت الدقيق للغاية اذ نرى شبانا وشابات يسقطون حواجز الطائفية بينهم ويسكنون ساحات الوطن وتصدح حناجرهم بمطالب اجتماعية وانسانية ووطنية ليكتسب هذا اللقاء اليوم حول التسامح الديني اهمية مضافة لما يجري على السياحة اللبنانية والمنطقة لأنه يمثل لقاء من اجل اعلاء شان القيم السامية التي جاء بها الاسلام والمسيحية .

حداد

وبعد شرح من ممثل جمعية "أرضي للتنمية " روبير نقولا حول الجمعية و"مشروع بناء السلام وتعزيز التواصل والحوار بين الأديان والمجتمعات في صيدا وشرقها والزهراني وجزين" تحدث المطران حداد مستهلاً كلامه بالقول " نقف اليوم استراحة محارب بعض الشيء ولا نشعر اننا نقوم بشيء خارج ما نعيشه خارج الشارع لأننا في صلب الشارع وفي صلب موضوع لبنان. لقد عشنا التسامح حتى الآن في المسيحية والاسلام مع بعضنا وأسسنا لبنان على قاعدة التسامح وننوي في هذا اللقاء ايضا ان نستمر بهذه القيمة ... فالتسامح انجع وسيلة لبلوغ السلام.. انها مدرسة السلام بامتياز .والتسامح متأت من الرحمة والرحمة هي صفة من صفات الله في المسيحية كذلك في الاسلام".

واضاف" التسامح هو جوهر الأديان السماوية وهو القاسم المشترك بينها.. وما احوجنا هذه الأيام لأن نبشر بالمحبة اللامتناهية والتي بإمكانها ان تبني الشعوب والى مجتمع متدين في خضم المطالبة بمجتمع مدني . لقد اكلت الطائفية معاني الأديان المتسامية في بناء الشعوب . يقول البابا فرنسيس : ان المحبة اقوى من اي سلاح تستعمله الدول لقمع الآخرين.. المحبة تقنع الآخرين اقناعا نهائياً" .

وختم حداد كلمته بتوجيه نداء الى المتظاهرين في الشارع اللبناني فقال" شعاراتكم جميلة لكن طريقتكم احيانا غير منسجمة مع شعاراتكم . لتملك المحبة قلوبكم فتتحقق غايتكم وغايتنا في الإتكال على الله وحده القادر ان يجعل بلدنا صالحا مستقراً ".

د. النقري

ثم تحدث الشيخ الدكتور محمد النقري فأكد ان التسامح شكّل مبدءاً واساساً تمت الاستعانة به كمصدر من مصادر التشريع الاسلامي والتي ترجمت ايضا قوانين وتشريعات في جميع المجالات . والتي دخلت في الشريعة الاسلامية والقضاء الشرعي يطبقها في كل الأحوال

واستعرض النقري محاولات تشويه صورة الاسلام والتي رأى انه كان مخططا لها منذ زمن بعيد موردا بعض الشواهد على ذلك من التاريخ القديم والحديث .

وقدم النقري مقاربة مطولة حول موضوع التسامح في الاسلام منطلقا في ذلك من بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن سماحة الدين الاسلامي ولا سيما الآية القرآنية الشريفة " لا إكراه في الدين " ورأى ان التاريخ الاسلامي حافل بصور ومواقف رائعة عن التسامح .. وقال: الاسلام فرّق بين مجتمعين " مجتمع منصهر تكون فيه كل الأديان والأعراق جزءا من امة واحدة وهو ما نصت عليه وثيقة "صحيفة المدينة" حيث الكل متساو بالحقوق والواجبات " ، ومجتمع قائم على اساس معاهدة نجران التي وقعها الرسول محمد (ص) مع المسيحيين والتي تنص على ان لسائر من بدين بالنصرانية في أقطار الأرض الجوار والحماية لأموالهم وأنفسهم وعشيرتهم وبيعهم وبيوتهم وكنائسهم..."..

وخلص الدكتور النقري الى " ان الاسلام يحثنا في علاقاتنا مع الآخر على ان نبحث دائما عن الأفضل والأرقى" .










يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 كانون الأول 2019 15:19