4 كانون الثاني 2020 | 15:00

عرب وعالم

قائد فيلق القدس.. في كل مكان باستثناء القدس!‏

قائد فيلق القدس.. في كل مكان باستثناء القدس!‏
المصدر: سكاي نيوز عربية

أفنى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، نصف حياته العسكرية في هذا ‏الفيلق، الذي يحمل اسم المدينة المقدسة المحتلة في فلسطين، لكنه قتل دون أن يقدم لها شيئا‎.‎

ويمكن تقسيم حياة سليماني العسكرية التي امتدت لنحو 40 عاما إلى قسمين: القسم الأولى يمتد ‏بين عامي 1979 -1988، وكان العدو الذي يحاربه سليماني الجيش العراقي لا الإسرائيلي‎.‎

أما المرحلة الثانية من حياته فتمتد من 1998- 2019، وبدأت عندما تولى قيادة فيلق القدس، ‏الذي يعتبر الذراع المسلح لنظام الملالي في الخارج‎.‎

وفي كل هذه الصراعات لم تكن فلسطين جزءا من عمل سليماني‎.‎

وتم تأسيس فيلق القدس كما تقول تقارير بين عامي 1990-1991 بعد انتهاء الحرب العراقية ‏الإيرانية، ضمن استراتيجية "تصدير الثورة" التي تعثرت بسبب الحرب‎.‎

قصة الاسم الرسمي

وبحسب بيانات نظام الملالي الرسمية، فإن مهمة الفيلق هي الدفاع عن الدولة الإيرانية، وعرّفته ‏الوكالة الرسمية بأنه "مجموعة أيديولوجية ترى تحرير فلسطين والقدس مهمة مذهبيه وانشأت من ‏أجل إنجازها‎".‎

وكانت المرحلة الثانية من حياة سليماني هي الأهم، ويمكن أن تقسم أيضا إلى قسمين، الأول بعد ‏عام 2003، الذي شهد الغزو الأميركي للعراق، والمرحلة الثانية مع اندلاع الحرب في سوريا ‏عام 2011‏‎.‎

بعيدا عن فلسطين

وفي ذروة الحرب الأهلية في العراق بين عامي 2006-2007، قال الجيش الأميركي إن ‏سليماني كان يزود الميليشيات الطائفية بالأسلحة، التي تتهم بارتكاب جرائم مروعة ضد العراقيين ‏والفلسطينيين المقيمين هناك، مما يظهر أن القدس ليسى سوى شعار زائف يحمله سليماني‎.‎

ويقول السفير الأميركي السابق لدى العراق بين عامي 2007-2009 رايان كروكر :"لقد كان ‏هدف سليماني الاستراتيجي يتجلى في هزيمة العراق، وإذا لم يكن لذلك ممكن، فلا ضير في ‏عراق ضعيف يمكن التأثير عليه "، بحسب ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز‎".‎

أضاف الدبلوماسي الأميركي أن سليماني كان ميسترو الميليشيات في سوريا والعراق ولبنان‎.‎

وفي عام 2011، تورط فليق القدس في مخطط اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن عادل ‏الجبير في حينه، لكن السلطات الأميركية أحبطت المخطط، مما يؤكد أن اسم الفيلق ليس سوى ‏ستار لأهداف إيرانية "خبيثة‎".‎

مجرد كلام

وعندما استعرضت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا" سيرة سليماني "القائد الذي لا يعرف ‏الجلوس في المكتب"، قالت إنه قاتل في سوريا والعراق‎.‎

ولكن عندما جاء الدور على فلسطين، اكتفت بالقول: "أكد دائما أن دعم القضية الفلسطينية ‏وفلسطين مستمر، لأن هذا موقف مبدئي، أصولي وعقائدي يؤمن به"، دون أن تشير ولو إلى ‏عمل واحد من أجل القدس وفلسطين‎.‎

ولم يؤد تدخل إيران في الساحة الفلسطينية إلا إلى مزيد من الانقسام والتمزق، إذ قدمت دعما ‏لفصائل مسلحة معارضة للسلطة الشرعية الممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية‎.‎

حيلة النظام الإيراني

لكن حتى قبل تأسيس فليق القدس، شارك سليماني في عمليات إبان الحرب العراقية الإيرانية ‏سميت باسم "طريق القدس" في نوفمبر عام 1982، رغم أن الحرب كانت ضد عرب ويدينون ‏بنفس الدين الذي يؤمن به سليماني‎.‎

ويمكن فهم استغلال إيران لقضية فلسطين والقدس بالعودة إلى بداية ثورة الخميني عام 1979، ‏التي رفعت شعارات براقة تتحدث عن أهمية نصرة فلسطين التي تهم كل عربي ومسلم‎.‎

لكنها لم تكن سوى حيلة من أجل تمرير مخططات النظام التوسعية، فأطلق مرة شعار "طريق ‏القدس يمر عبر كربلاء"، إبان الحرب مع العراق، الجار العربي والمسلم لإيران‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

4 كانون الثاني 2020 15:00