الجزء السادس: التباري بالأمثال حسب الموضوع(٣/٣).
زياد سامي عيتاني*
كان يحتدم ويشتد التحدي بين نسوان زمان خلال سهراتهن الشتوية حينما ينتقلنا للتبارز بينهن بالأمثال السلبية التي تطال المرأة من وجهة دونية التي هي أقرب إلى شكل من أشكال النميمة والتشهير ببعضهن، مما كان يتسبب بخروج الأمور عن سياقها المألوف بسبب "التلطيش" المتبادل، إلى أن تتدخل واحدة من كبيرات العقل ذات الكلمة المسموعة والمؤثرة، لوقف النقاش "الناري" وإعادة الأمور إلى نصابها الودي والمحبب واللطيف بين الساهرات اللواتي لا غنى عن بعضهن ولا عن جلساتهن التي تجمعهم على المحبة والألفة والقرابة والجيرة...
الوجه الآخر من تباري بالأمثال الشعبية التي تعبر عن حالة فطرية يتمتعن بها من ثقافة الحياة بكل أبعدها، كان يتمثل بالمبارزة بأمثال متتالية حول موضوع محدد، إلى أن تعجز إحداهن عن إستكمال السياق، فتعتبر خاسرة وخارج المنافسة، ثم يتم الإتفاق على موضوع آخر لتستكمل المبارزة على هذا المنوال.
وغالباً ما كن يخترن مواضيع فيها شيء من التحدي والطرافة في آن معاً لتكون السهرة حماسية ومفعمة بالإثارة والمنافسة.
ومن تلك المواضيع التي كن يتبارزن بها بالأمثال، نستعرض بعضاً منها:
•الحما والكنة:
-الحما على إبنها حنونة وعلى مرتو مجنونة.
-إن كتر ضحك حماتك خافي على نفسك وحياتك.
-إنكوي بالنار ولا تقعدي حماتك بالدار.
-بحاكيك يا جارة لتسمعي ياكنة.
-حسدتني حماتي على شقفة عباتي.
-مكتوب على باب الجنة، ما عمرها حما حبت كنة.
-يا حما: ما كنت كنة؟ قالت: كنت ونسيت.
-الكنة كننها بتكن، وجننها بتجن.
-الحما بابور، وبنت الحما إبرة.
•الزواج:
-زوجت بنتي لإرتاح من بلاها، رجعت وأربعة وراها.
-ألف دعوة ما خزقت قميص، وألف زلغوطة ما زوجت عريس.
-زوجك على ما عودتيه، وإبنك على ما تربيه.
-إلي زوجها معها بدير القمر بإصبعها.
-زواجة زوجتك، حظ من وين بتي جبلك!؟
-إتجوز الأرملة وأضحك عليها، وخود من مالها وأصرف عليها .
-إتجوز معلقة ولا تتجوز مطلقة .
-إذا بدك تجيب غراب البين إتجوز إتنين .
•الرجل:
-الرجال بالليل غفير وبالنهار أجير.
-الرجال ولوكان فحمة وجوده بالبيت رحمة.
-الرجال جلاب والمرا دولاب.
-الرجال متى فرغت جيوبه بتكتر عيوبه.
-رجال بالدار ولا الدهب بالقنطار.
-الرجال الكبير المجرب ،كيف ما حكي صدقو.
•المرأة:
-غيرة المرا مفتاح طلاقها .
- الفاجرة داريها والحرة عاديها .
- قالوا: طلق إم حسن وخود إم حسين، قال: الله يلعن الإثنين .
- قرعه بمشطين .
- كيد النسا بالنسا ولا تكيدهن بالعصا .
- كيد النسوان غلب كيد الرجال .
- ما احلى فرحتهم لو ماتوا بساعتهم .
- المره لو طلعت عالمريخ آخريتها للطبيخ .
- النسوان اما جواهر او عواهر او قواهر .
- النسوان مصايد الشيطان .
•الأم:
-الأم بتلم.
-أم واحد، ألله محيرها، وأم عشرة ألله مدبرها.
-الأم بتدعي على إبنها، وبتدعي علّلي بقول: آمين.
-يلي عندو إم لا تحمل همو.
-ألف عين تبكي، ولا عين أمي تدمع.
- أم البنت مسنودة بخيط وأم الصبي مسنودة بحيط .
- الأم بتعشش والأب بطفش.
•البنت:
-بنت الحلال عانت وإستعانت،
وبنت الحرام حطّت راسها ونامت.
-بنت الدار عورا.
-البنت الكسيحة ولا الصبي الفضيحة.
-هم البنات للممات.
-بيت البنات، فاضي مليان.
-خدوا البنات من صدور العمات.
-طب الجرة على تمها بتطلع البنت لأمها.
-بنت الحلال عانت واستعانت
وبنت الحرام حطّت راسها ونامت
•الصداقة:
-صاحب الأخيار تأمن الأشرار.
-صاحبك القديم ولا خيك الجديد.
-الصدق بعين على الرزق.
-صديقك بتك تبقيه،لا تاخد منه ولا تعطيه.
-طالما الكيس ملان ما أكثر الخلان.
هكذا كانت سهرات البيروتيات زمان، تقوم على البساطة والقناعة والجمعة واللمة، حيث المحبة والألفة والعلاقات العائلية والإجتماعية الصادقة والصافية والنقية والدافئة، قبل أن تفسدها الحياة الصاخبة والعصرية ومتطلباتها التي لا تنتهي، والفاقدة لكل المشاعر الإنسانية وأحاسيسها...
-يتبع: لعبة أبو فول.
*إعلامي وباحث في التراث الشعبي.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.