أسعد حيدر

22 كانون الثاني 2020 | 11:18

كتب أسعد حيدر

‏"سورنة‎ "‎ليبيا‎ !‎

‎ ‎الماريشال خليفة حفتر، ليس منقذ ليبيا ولا هو أصلا يستحق ان يكون امل الليبيين بالسلام ‏والخلاص والإعمار. حفتر ابن نظام معمر القذافي الذي تمرد عليه وتوجه الى الولايات المتحدة ‏الاميركية ليضع نفسه ومن معه تحت إمرة ضباط اميركيين ،لكن كون فايز السراج المنافس على ‏لعب هذا الدور وهذه المهمة التي يجب أن تكون وطنية مائة بالمائة ، هو ابعد ما يكون عن ذلك ‏،لأنه ليس أكثر من "سرج لحصان‎" ‎الزعيم التركي طيب رجب اردوغان الذي مهما انكر ‏وصاغ كلماته‎ ‎بارق ما يمكنه فإن طموحه يتجسد في عثمانية متجددة قائمة على التمدد من سوريا ‏الى ليبيا من جهة ومن جهة اخرى الضغط على مصر تمهيدا لتسليمها للإخوان المسلمين مرة ‏اخرى‎ … ‎

‎ ‎مؤتمر برلين حول ليبيا، الذي أعدت له ألمانيا بعناية شديدة تطلبت خمس اجتماعات‎ ‎غير ‏معلنة، فإنه رغم أهميته "ليس أكثر من خطوة صغيرة وأقل من نجاح" . من الواضح ان ‏مؤتمرات اخرى ستعقد سواء في برلين او موسكو اوغيرهما لن تقدم الكثير على طريق الحل ، ‏لان ليبيا تحولت الى "بيت عنكبوت " يقع الكثيرون فيه . ليبيا "تتسورن"‏‎ ‎وهي متوجهة بسرعة ‏لتصبح "سوريا "الغارقة بالدماء على مساحة المغرب العربي الكبير. كل ما في ليبيا يثير ‏الأطماع وشهية الاخرين من القوى الإقليمية والدولية ،ذلك ان مساحتها الضخمة وموقعها المميز ‏تشكل الممر الطبيعي نحو عمق القارة الافريقية،الى جانب غناها الواسع حيث تضم في أعماق ‏صحرائها واحدا من أكبر خزانات النفط في العالم بمخزون يبلغ ٤١ مليار برميل نفط ،اضافة الى ‏مخزون الغاز الهائل‎ . ‎

‎ ‎أمام هذا الواقع والواعد فإن التزاحم على اقتطاع جزء من "قالب الكاتوه‎ " ‎واختلاط ذلك ‏بالنسبة للبعض الآخر مثل روسيا وتركيا بتحقيق أهداف استراتيجية تتعلق بالتنافس على تملك أو ‏السيطرة على أنابيب النفط والغاز التي تهدد دول عديدة تقع في قلب حقول الألغام هذه، فتح أيضا ‏مساحة لاشتباكات استراتيجية تستحق التضحيات . ولا شك أن الصراع الدموي بين حفتر ‏والسراج ووجود مجموعات اسلامية متطرفة قد سهل كثيرا لكافة القوى التدخل مباشرة او ‏بالواسطة تحت دعوى مساعدة الليبيين عبر دعم حفتر او السراج‎ . ‎

‎ ‎المؤلم في كل ما يجري من اقتتال وتنافس يقوم به الروس والاتراك الليبيون ليسوا أكثر من ‏‏"لحم مدافع"وانه في هذه الحروب يبدو واضحا أن كل طرف لديه شركته الخاصة ومرتزقته ‏المدربين تحت إشرافه وبعض ضباطه … موسكو عمقت تجربتها وطورتها في سوريا عبر ‏شركة "واغنر "التي يرأسها الجنرال برغو جينو الذي حضر اجتماع حفتر مع وزير الدفاع ‏الروسي ، وامن له ما يلزمه من معدات جوية والتنصت وغيرها … اما العثماني الحديث الرئيس ‏أردوغان الذي يريد مد حدوده المائية في البحر المتوسط الى ليبيا فإنه استعان بشركة "سادات ‏‏"عسكرية تركية يرأسها عسكري يعمل مستشارا عسكريا عند اردوغان … وقد وجد في ‏المقاتلين السوريين ضد الرئيس بشار الأسد خزانا بشريا يعفيه من ضريبة الحرب ويقال إن ‏إعداد الذين وصلوا ليبيا يتراوح عددهم بين ألفين وأربعة آلاف مقاتل ويوقع كل واحد منهم عقدا ‏مع حكومة السراج يأخذ بموجبه ألفي دولار شهريا ومن الأتراك وعدا يحصل بموجبه على ‏الجنسية التركية‎ … ‎

‎ ‎مؤتمر برلين انتهى بتوافق كل من حضره خصوصا الدول الأوروبية وروسيا وتركيا ‏ومصر على( أن الحل الوحيد للحرب و(الأصح الحروب) في ليبيا هو الحل السياسي وان لا ‏مجال للحل العسكري " … ولا شك أن هذه التوافق صحيح وواقعي وضروري لكن لا يبدو أن ‏الأطراف المنخرطة في الحروب‎ ‎ستلتزم‎ ‎بما وقعته في برلين لان الحرب لم تحسم وما لم ‏يحصل ذلك وتتوضح‎ ‎الحصص من "الكاتوه‎ ""‎فان الحروب‎ ‎ستستمر حتى إشعار اخر يدفع ‏الشعب الليبي كما حصل مع الشعب السوري كلفتها من دمائه وثرواته‎ …‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

أسعد حيدر

22 كانون الثاني 2020 11:18