نظمت بلدية طرابلس ورشة تدريب للمتطوعين في حملة "طرابلس تفرز النفايات من المصدر"، بدعم من مكتب لبنان في منظمة الصحة العالمية وبالتعاون مع اللجنة اللبنانية للبيئة والتنمية المستدامة، في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي، قصر نوفل سابقا.
حضر الورشة 30 شابة وشابا من طلاب الجامعة اللبنانية الى جانب 15 ممثلا للجمعيات الاهلية الناشطة في المجال البيئي، إضافة إلى رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، ممثلة مكتب لبنان في منظمة الصحة العالمية نهال الحمصي، رئيس اللجنة اللبنانية للبيئة والتنمية المستدامة جلال حلواني، رئيس لجنة البيئة والحدائق في البلدية محمد نور الأيوبي، منسّق مشروع الفرز في اتحاد بلديات الفيحاء
طارق السمرجي، رئيس دائرة النظافة في بلدية طرابلس مازن بازرباشي.
حلواني
بعد الافتتاح بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد طرابلس، تحدث رئيس اللجنة اللبنانية للبيئة والتنمية المستدامة جلال حلواني، مرحبا بالحضور، وقال:" ان فرز النفايات من المصدر بات من الامور الاساسية في منظومة الادارة المتكاملة للنفايات الصلبة، وركن مهم في عملية الاقتصاد الدائري الذي يعتبر من ركائز التنمية المستدامة. فبدلا من التخلص العشوائي للنفايات الصلبة سواء بطمرها في مكبات او حرقها في الهواء الطلق مشكّلا تهديداً للبيئة والصحة العامة، أصبحت عمليات فرز النفايات وإعادة التدوير في العالم المتحضر مسؤولية كل فرد في المجتمع، ولم تعد النفايات مجرد كيس بلاستيكي أسود يُرمي في حاوية القمامة، بل باتت عمليات فرزها جزءاً من تطور المجتمعات، ودخلاً اقتصادياً قويا ".
اضاف :"أن فرز النفايات من المنزل هو النقطة الأولى لنجاح عمليات إعادة التدوير، فعندما يفرز كل شخص منا نفايات منزله، فإنه بذلك يساعد في إعادة تدوير النفايات ومعالجتها ليتم استخدامها مرة أخرى، فالهدف الأساسي من ذلك ليس تجارياً ولا اقتصادياً فقط، بل هو هدف نبيل وأساسي، وهو المحافظة علي البيئة ومصادرها الطبيعية، وبالتالي تقليل التلوث ومساحات مطامر النفايات. وعلى الرغم من أن مفاهيم «التدوير» جديدة نسبياً على مجتمعنا، فقد رأينا في الفترة الماضية تجاوباً كبيرا مع انطلاقة مشروع الفيحاء تفرز مع مشاركة العديد من المبادرات الفردية التي تشجّع على إعادة تدوير النفايات، وهنا لا بد لي من التنويه بدور المسؤول عن هذا المشروع الرائد المهندس طارق السمرجي الذي احدث نقلة نوعية في مدن الفيحاء وارسى الدعائم الاولى للفرز من المصدر في مدن اتحاد بلديات الفيحاء".
وتوجه حلواني الى" الشابات والشباب قائلا لهم :" ان مهمتكم القادمة نبيلة وايجابياتها كثيرة، فالى جانب الفائدة البيئية والاقتصادية التي يتم جنيها من إعادة التدوير، فان التزام المواطنين بالفرز من المصدر سينعكس إيجابياً على النواحي السلوكية والشخصية للأجيال القادمة، منها حس المسؤولية، والتنظيم، والنظافة، فمن يقوم بفرز المواد، فهو انسان مسؤول حضاري، ويقوم بذلك إيماناً منه بالمسؤولية المجتمعية الواقعة عليه، باعتباره فرداً من أفراد المجتمع. مهمتكم ليست سهلة وستواجهون بعض الصعاب مع اشخاص لا يريدون تغيير نمط حياتهم، فنصيحتي لكم ان تتعاملوا مع الحالات الصعبة بالاخلاق الحسنة وبالاقناع العقلي وبطول النفس".
في الختام ، توجه حلواني بـ" الشكر الى رئيس البلدية الدكتور يمق لرعايته لهذا الحدث"، آملا ان" يصار في عهده الى البدء في اطلاق الحل البيئي السليم والمستدام لمعالجة النفايات المنزلية وفقا لمنظومة الادارة المتكاملة للنفايات الصلبة، كما أخص بالشكر رئيس دائرة النظافة في بلدية طرابلس المهندس بازرباشي وفريق عمله على تعاونهم في تنظيم هذه الحملة، ولما يبذولوه من جهد في مسيرة فرز وإعادة تدوير النفايات واستخدامها، متمنيا عليهم ان يشمل نشاطهم النفايات الغير منزلية وخاصة الصناعية التي يتم التخلص منها عشوائيا في حاويات النفايات المنزلية مشكلّة بذلك تهديدا صارخا للبيئة والصحة العامة".
كما توجه حلواني بـ" الشكر الى مكتب لبنان في منظمة الصحة العالمية للثقة التي اودعتها اللجنة في المشاركة في تنظيم وادارة هذه الحملة، ونأمل ان يستمر هذا التعاون في مشاريع بيئية وصحية اخرى لخدمة مدينة طرابلس وهذا المجتمع".
كما توجه اخيرا بـ" الشكر الى المتطوعين، الذين قبلوا بالمهمة الصعبة التي ستوكل اليهم ليلعبوا دورا كبيرا في توعية المجتمع والسير به نحو الافضل".
الحمصي
ثم كانت كلمة ممثلة مكتب لبنان في منظمة الصحة العالمية نهال الحمصي، اعربت فيها عن" سرورها لوجودها في طرابلس وبالحضور الشاب الجامعي الواعد في الورشة"، وذكرت ان" منظمة الصحة العالمية قد وقعّت اتفاقية تعاون مع بلدية طرابلس في ايلول 2010 بعد انضمام طرابلس الى شبكة المدن الصحية وانه خلال السنوات الماضية تم تنفيذ 4 مشاريع مشتركة هي: حملة منع التدخين في الاماكن العامة، حملة سلامة الغذاء، تحسين نوعية المياه في بعض المدارس الرسمية، والدعم الفني في ادارة النفايات".
وتوجهت بـ" الشكر الى، حلواني الذي كان وراء هذه المشاريع ابان عضويته في المجلس البلدي السابق كمنسّق لمشروع طرابلس مدينة صحية، وان المشروع الحالي الذي تموّله المنظمة يندرج ضمن مشروع طرابلس مدينة صحية". واكدت" دعم المنظمة الدولية لبلدية طرابلس لما تمثله على الخارطة السياسية والصحية والاجتماعية واستعدادها لدعم مشاريع اخرى تدخل في اطار نشاط المنظمة في لبنان ووفقا لاولويات بلدية طرابلس".
وتوجهت بالشكر الى"رئيس بلدية طرابلس والعاملين في دائرة النظافة في بلدية طرابلس على تجاوبهم السريع في تحضيرات حملة "طرابلس تفرز النفايات من المصدر" والى اللجنة اللبنانية للبيئة والتنمية المستدامية على الحرفية في الاعداد والتنظيم".
يمق
ثم كانت كلمة لرئيس بلدية طرابلس الذي عبّر عن" سعادته في حضور هذا الكم من الشابات والشباب الذين يرغبون بالتطوع في حملة طرابلس تفرز نفاياتها من المصدر". وقال يمق:"
اننا نعيش في ظل الاوضاع الغير طبيعية التي يشهدها لبنان بشكل عام وطرابلس بشكل خاص، وفي الوقت الذي نشهد فيه انتهاكات صارخة للبيئة نجتمع اليوم للتدرب على فرز النفايات من المصدر والتعرّف على الوسائل المتقدمة لمعالجة النفايات المنزلية".
اضاف :"إننا اذ نقوم بهذا العمل الحضاري انطلاقا من ايماننا بأن التنمية المستدامة هي السبيل الوحيد لتطور الاوطان، وان الحفاظ على بيئة المدينة هي في سلّم اولوياتنا، وان تربيتنا واخلاقنا تستلهم منبعها من السلم الاهلي الذي الذي علمنا اياه الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، عندما قال : إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ (اي شتلة صغيرة)، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا".
واردف :" نحن بحاجة ماسة الى بث الوعي بين الناس، وتعويدهم على احترام القوانين، وعدم مخالفة النظام العام الذي وجد لتأمين الحياة الكريمة والعيش الهنيء للجميع، ولا يجوز بأي حال من الاحوال مخالفة القوانين والتشريعات المرعية الاجراء وتخريب المرافق العامة والبنى التحتية والاملاك الخاصة.
ان بلدية طرابلس، التي هي بيت ابناءها، تعمل بامكانياتها المتواضعة بالرغم من الظروف القاسية التي نشهدها وفي ظل شح الموارد المالية، على تأمين حاجات المواطنين الاساسية للحفاظ على جمال المدينة وبيئتها، وتتطلع الى تعاون كل ابناءها للحفاظ على منشآتها الحيوية والاقتصادية في هذا الوقت العصيب".
وفي الختام، توجه بـ" الشكر الى مكتب لبنان في منظمة الصحة العالمية لدعمهم لبلدية طرابلس، ونأمل ان يستمر هذا التعاون في مشاريع بيئية وصحية نحن بحاجة ماسة اليها وخاصة المتعلقة بالصحة المدرسية وادارة نفايات القطاع الصحي ، كما أتوجه بالشكر الى اللجنة اللبنانية للبيئة والتنمية المستدامة على تعاونها مع بلدية طرابلس وأخص بالشكر رئيسها اخي الدكتور جلال حلواني ، الذي له الفضل الكبير في بدء مسيرة التعاون بين منظمة الصحة العالمية و بلدية طرابلس عبر ادخالها في برنامج المدن الصحية سنة 2010 عندما كان عضوا في المجلس البلدي. كما اشكر كل الحضور الشابات والشباب، الذين ارتضوا لانفسهم ان يكونوا سفراء للبيئة حاملين الكلمة الطيبة لتوعية المواطنين بعد تدربهم اليوم، لنقل المدينة نحو غد افضل".
سلسلة محاضرات
بعد ذلك، اقيمت محاضرات توجيهية، استهلها حلواني بمقدمة عن" إدارة النفايات الصلبة، مع اعطاء لمحة عامة عن تجارب ناجحة اعتمدت على الفرز من المصدر في إدارة النفايات الصلبة في العالم"، مركّزا على" تجربة مدينة سان فرانسيسكو الاميركية الرائدة التي بدأت سنة 2000 على ان تنتهي اخر هذه السنة في الوصول الى مدينة صفر نفايات" ، شارحا" الخطوات العملية التي اوصلت المدينة لهذا النجاح التي اعتبر النموذج الذي دفع 50 مدينة اساسية في اميركا ان تحتذي به" ، كما اعطى" امثلة اخرى من اوروربا وبالاخص مدينة روبية في فرنسا ومدينة كابانوري في ايطاليا والمدينة البيئية في استوكهولم – السويد Hammarby Sjöstad. اضافة الى عرض تطور ادارة النفايات في المقاطعة الفلمنكية في بلجيكا". ومن ثم اعطى الدكتور حلواني ملخص عن" إدارة النفايات الصلبة في طرابلس منذ سنة 1980 الى 2019 واهم المشاكل التي تعترض تطبيق الادارة المتكاملة للنفايات الصلبة".
الحمصي
ثم اعطت الحمصي من منظمة الصحة العالمية محاضرة عن" الآثار الصحية للنفايات الصلبة واهم الامراض التي يمكن ان تتسبب بسبب سوء ادارة النفايات مع اعطاء امثلة في اماكن مختلفة في العالم".
السمرجي
ثم اعطى منسّق مشروع الاتحاد تفرز في اتحاد بلديات الفيحاء
السمرجي، محاضرة عن "كيف يمكننا فرز النفايات من المصدر"، ولخّص" تجربة السنة والنصف من مسار المشروع"، شارحا" العوائق التي اعترضته وكيف تم تخطيها".
واجاب السمرجي على الاسئلة التي يطرحها المواطنون مقدما نصائح للمتدربين للنجاح في مهامهم.
بكور
ثم قدم عامر بكور من دائرة النظافة في بلدية طرابلس محاضرة عن "كيف تكون الحملة الميدانية الهادفة لتنمية الوعي المجتمعي".
زكريا
ثم تحدثت المتدربة في منظمة الصحة العامة تغريد زكريا، عن "كيفية التعامل مع الناس في الحملة الميدانية".
وفي الختام توزع المتدربون في مجموعات للعب الأدوار في حملة الفرز من المصدر.
ومن المتوقع ان تبدأ المرحلة الثانية من المشروع في شهر شباط القادم.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.