26 كانون الثاني 2020 | 19:12

خاص

الأكلات الشتوية في السهرات البيروتية... الجزء الثالث: العدس في المعتقدات والأمثال الشعبية

المصدر: خاص مستقبل ويب

*زياد سامي عيتاني

ـ في المعتقدات الشعبية البيروتية القديمة أن للعدس قدرةٌ على رد العين الحاسدة وكف الأذى عن أصحاب البيت، ولذا يرشون الملح والشعير والعدس عند أعتاب البيوت!!!

ـ وكان العدس حاضرًا في الرقُى والأدعية ومن ذلك قولهم في علاج المُصاب بالعين:



"ـ رقيتك بالله من عين خلق الله، ومن عين أمك وأبوك، ومن عين الجيران وعين اللي حسدوك. عين الصبي فيها نبي، وعين الذكر فيها حجر، وعين الجار مقلوعة بنار، طبخنا عدس سَقينا عدس، المرة عزمت والرجل عَبس، أخرجي يا عين كما خرج المهر من بطن الفرس، اللهم صلي على سيدنا محمد، أخرجي يا عين كما خرجت الشعرة من العجين، اللهم صلي على سيدنا محمد"...

ـ والإعتقاد الشعبي بالعدس لم يقتصر على البيروتيين فقط، بل موجود بقوة أيضاً في إعتقادات المصريين، فلأن العدس طعام الأولياء والزهاد من "أصحاب البركات"، حسب إعتقاد العامة من الناس البسطاء، فإنه كان من ضرورات لا بل الأساسيات في موالد الصوفية وإحتفالاتهم في مصر، حيث تطبخه العائلات وتأتي به ليوزع عن روح أمواتها في يوم المولد الأول طلباً للثواب!

أما الأغرب من كل ذلك، فإن للإيطاليين معتقد خاص بالعدس، حيث أن مائدة رأس السنة الخاصة لديهم لا بد من أن تشتمل على أطباق العدس، وهذا بسبب إعتقادهم أنه يجلب الرخاء المالي لهم!



•العدس في الأمثال والحكايات الشعبية:

يعكس الإرث الشعبي بوضوحٍ أهمية العدس ومدى حضوره في المشهد اليومي بين الناس، وقد حفظت لنا الذاكرة الشعبية عشرات القصص والأمثال والطرائف المرتبطة بالعدس.

وهنا نستعرض جملةً من ذلك:

ـ إللي بيعرف بيعرف، واللي ما بيعرف بقول كف عدس. (وقيل بأن رجلاً لاحق غريماً له يريد قتلة لأنه اعتدى على زوجته، ولما فرّ الجاني حمل بكفة عدساً، فإستغرب الناس، أيعقل بأنه يلاحقه لأنه سرق كفّ عدس بيده!؟ فقال لهم هذه المقولة التي صارت مثلاً.

ـ إذا كان عندك السمن قنطار، لا تقلي للعدس والبيصار: لاعتبار أكلتي العدس والبيصارة من الأكلات البسيطة، فإنها لا تستحق أن تضع عليها السمن البلدي.



ـ من عصّد لك عدّس له: أي من طبخ لك عصيدة، وهي أكلة شعبية فقيرة، أطبخ له بالمقابل عدس، فهما متساويتين بالمقدار.

ـ عدس بترابه كل شيء بحسابه.

ـ حط العدس وإنفخ تحته ما أضرب من الخال إلا إبن أخته.

ـ أرملة عدس ومتجوزة عدس وقاعدة بتنقي عدس...(يقال لمن له حظ عاثر بكل الأحوال).

ـ باع الفرس بطبخة عدس.

ـ متل العدس ما بينعرف ظهره من بطنه.

ـ لما تجي الشتوية أعدس وأبصل"

ـ كول العدس بتسبف الفرس.. (بمعنى تسبق الفرس في المشي لقوتك).

ـ إذا فاتك الميلادي خلي العدس للولادي..(بعد عيد الميلاد لا تصلح زراعة العدس، لذا أبقي البذار لأولادك كي يأكلوه).

ـ في أيلول دبّر المكيول للعدس والحمص والفول.

ـ كبرت يا عدس، سموك "برجمك".

هذه عينة عن العدس في الذاكرة الأجيال، على أمل أن تكون طيبة المذاق كما العدس في أيام البرد والشتاء.

ونختم بالحزورة التي كانت تتداول بين الصغار: "شي مدور ع البيكار، عدس يا ثور، فهام يا حمار"...

ـ يتبع: شوربة العدس، والعدس بالحامض.

*إعلامي وباحث في التراث الشعبي.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

26 كانون الثاني 2020 19:12