9 شباط 2020 | 21:57

ثقافة

"الحب في زمن الثورة ": حرَف وشعر وموسيقى .. ضد العنف !

المصدر: رأفت نعيم

بمناسبة عيد الحب ، نظم مركز التنمية والحوار بالتعاون مع " المحترف " معرضاً حرفياً بعنوان " الحب في زمن الثورة – ضد العنف " في مركز التنمية والحوار في مجدليون وتضمن أعمالاً حرفية وفنية من وحي الحب والثورة لـ19 حرفياً وفناناً من "مجموعة حرفيي صيدا "و"جمعية شباب شرحبيل" ومنفردين . وتخلل الافتتاح غناء وعزف على العود للفنانة هناء شرانق .

حضر افتتاح المعرض " البطريرك السابق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام ، النائب الأسقفي في مطرانية صيدا المارونية المونسنيور الياس الأسمر ، منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود ومستشار امين عام التيار احمد الحريري الصيدلي رمزي مرجان ، السفير عبد المولى الصلح ، عضوا المجلس البلدي لمدينة صيدا " كامل كزبر ومحمد قبرصلي" ، امين سر تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا والجوار  ماجد حمتو ، مؤسِّسة ورئيسة المحترف المهندسة فريدا خروبي بيضاوي ، رئيس جمعية شباب شرحبيل وليد السبع أعين ، ورئيس مركز التنمية والحوار  اميل اسكندر ورؤساء بلديات وفاعليات من المنطقة وحشد من الشخصيات والمهتمين .



اسكندر

بعد النشيد الوطني ، كانت كلمة ترحيب من اميل اسكندر بإسم مركز التنمية والحوار اشار فيها الى ان " عيد الحب هذا العام يتزامن مع انتفاضة 17 تشرين ومع تزايد اوجاع الناس ومع تزايد آمالهم بغد أفضل " وقال" رغم نزول الناس الى الشوارع والساحات ، يطالبون بحقوقهم وبوقف السرقة والفساد والهدر في هذا البلد ومع ارتفاع اسعار المعيشة يزداد الوجع والفقر ، ومضي اكثر من 3 اشهر من بدء الانتفاضة الشعبية وحتى الآن لا شيء تحقق الا القليل . ثم تحولت الصورة بعد فترة من سلمية الى صورة تشبه العنف ، وهذا الشيء يخيفنا كثيرا عندما نرى العنف في الشارع وفي الكلام وفي الشعارات وفي اعتقال الناس وضربهم واذلالهم.. صرنا نخاف ان يذهب العنف الى البيوت والى العائلات والى المدارس وان يطغى على العلاقات العائلية ربما نتيجة الفقر والجوع والقلة . حالة الرفض تكبر ، خصوصا عند جيل الشباب ، لم يعد هذا الجيل يقبل بالواقع ولم يعد الأمر يقتصر على حركة وتظاهر في الشارع بل نحن امام ثقافة تميل نحو العنف والتمرد وعدم قبول الآخر ونخاف ان يتفاقم هذا الشعور تحت عناوين مختلفة مناطقية او طائفية او مذهبية وهذا امر نرفضه وهو لا يُنجح الحراك ولا الثورة ".

وأضاف " من هنا وبسبب هذه الظواهر التي تحدث أحببنا ان نقيم هذا المعرض بمناسبة عيد الحب. ولنقول في 14 شباط : نعم للحب ، نعم للتسامح والتضامن ولثقافة السلام ونعم لنبذ العنف . هذا الشيء ندعو اليه اولاً في أنفسنا وفي عائلاتنا يجب ان لا يكون لدينا قبول للعنف ، يجب ان نرفض العنف لأنه لا يوصل الا الى العنف المقابل . في زمن الثورة ندعو الى المحبة والى قبول الآخر والتعاون معه . نريد ان نبقى في هذا الوطن ولا نذهب الى علاقة غضب وتوتر مع الآخر ، ومهما حدث سنبقى كلنا لبنانيين ومهما كانت اراؤنا وتوجهاتنا السياسية واختلافاتنا سنعود ونبني هذا الوطن، ستبقى انت اخي وانا أخاك ومعا نريد أن نعيش ونبني هذا الوطن "

وتابع " احببنا ان يكون هذا المعرض فسحة أمل بالمستقبل حتى نوجه دعوة لكل منا ولكل مواطن ومواطنة بأن هذه الأزمة مهما طالت ستنتهي ، ويجب ان نقف بجانب بعضنا البعض ولا يجب ان يبقى هناك فقر وحاجة ولا ان يبقى الضعيف يعيش بحالة اذلال واهانة .. في عيد الحب نعم للمحبة وللتسامح والمشاركة حتى نحافظ على الصورة الحضارية والانسانية لهذه الانتفاضة والثورة الشعبية امام انفسنا وامام العالم . واحببنا من خلال هذا النشاط أن نضيء على ابداعات هؤلاء الشباب الحرفيين في هذه الظروف الصعبة ونشكركم لأنكم جئتم لتشجعوهم وتشاركوهم بفرح ما يقومون به ولنؤكد ان لبنان سيبقى وطنا للقيم وللمحبة والإبداع".

وتوجه اسكندر بالشكر الى كل الذين شاركوا في المعرض وخص بالشكر " المحترف " الذي تشرف عليه المهندسة فريدا بيضاوي وجمعية شباب شرحبيل ومجموعة حرفيي صيدا والفنانة هناء شرانق والشاعر علي ناصر وكل الذين ساهموا بنجاح هذا المعرض .

ثم القى الشاعر علي ناصر قصيدة من وحي المناسبة مقدماً الفنانة هناء شرانق التي قدمت بصوتها وعزفها على العود بعض الأغنيات من اجواء عيد الحب .



الشريف

كلمة " مجموعة حرفيي صيدا " القتها الآنسة ميرا الشريف التي رحبت بالحضور وشكرت السيدة فريدا بيضاوي والقيمين على المعرض على إتاحة هذه الفرصة للحرفيين لعرض أشغالهم اليدوية. وقالت" كل منا لديه قصّة يترجمها بأعمال حرفية مختلفة وجديدة ، وكل منا يتحدى اية صعوبات او عوائق ليوصل الفكرة أو العمل الحرفي الذي هو نتاج حب وشغف لهذه الحرفة. هي طريق جمعتنا لندعم بعضنا البعض ونتقدم خطوة بخطوة معاً. كل منا يعيش تجربته وعمله الخاص به. وبقدر ما نستطيع نجمع بعضنا البعض لتتسع حلقة اليد الحرفية العاملة والمبدعة لأننا اخترنا الطريق الذي يشبهنا ويميزنا. هذا الفن ليس له حدود وموجود في ملايين المواهب التي تحتاج فقط الى منبر أو مكان تقدم فيه أعمالها وتلقى تقديرا لها كالذي نحظى به اليوم . هناك امور كثيرة نراها اليوم بعد الثورة كأننا نراها لأول مرة رغم انها كانت طيلة الوقت في حياتنا . لكن اليوم نراها بطريقة جديدة وبعمق مختلف . نحن مؤمنون بأنفسنا وبأعمالنا وبشغفنا وطموحون حتى آخر فكرة وابداع يتحدث عن نفسه بهذه الحرف ".

المعرض

ثم قام الحضور بجولة على اجنحة المعرض الذي ضم مشغولات وحرفا يدوية واعمالاً فنية لنحو 19 حرفياً وفناناً قاموا بتعريفهم عليها . والحرفيون المشاركون هم " مروى مدلل ، ميرا الشريف ، عفاف النقيب ، أحمد كيوان ، حمزة نحولي ، مصطفى عطا الله ، ماجدة كالو ، هنادي وهبي ، بشرى جردلي ، غنوة كرجية ، محمد جميل ، مروان مكاري ، زاهرة فخر الدين ، دلال العزي القيسي ، سهاد أبو هواش ، بادرة البابا ، بدرية معتوق ، نهوند الجردلي ومصطفى الصوص ".



بيضاوي

وعلى هامش المعرض قالت المهندسة فريدا خروبي بيضاوي المشرفة على " المحترف " لفن الموزاييك الذي تأسس قبل نحو عام ان فكرة هذا المعرض انطلقت من "مجموعة حرفيي صيدا " ويضم اجنحة لـ19 عارضاً وبمشاركة حرفيين من جمعية شباب شرحبيل ومنفردين . واضافت" منذ اطلاق هذا المحترف كان هدفنا اجتماعياً ثقافياً وتلاقى مع هدف الحرفيين الذي هو ايضاً اجتماعي محض لأنهم يشتغلون بأيديهم ولديهم حلم دائم بأن يعرضوا ابداعاتهم كونهم لا يجدون متنفسا او سبيلاً لعرض اشغالهم وتصريفها . وبالتالي كان الهدف تشجيعهم بأن يجدوا مراكز تهتم بأشغالهم التي هي بالنسبة لهم تعبر عن شغفهم بالحياة ".

وتابعت " نريد نشر هذه الحياة الفنية وهذا الفكر الثقافي عند كل الناس لأن الفن يرتفع بالإنسان عن الصغائر وعن المشاكل التي تحدث على الأرض والناس اصبح لديها نظرة فنية ثقافية .. صحيح اننا نعيش اوضاعاً استثنائية لكن الحياة يجب ان تستمر ، والفنان لا يستطيع الا ان يعطي ويبدع ويكمل حياته والفن هو ايضاً وسيلة للتعبير ، وتشجيع الفنان يعطيه طاقة ايجابية ليكمل" .

واشارت بيضاوي الى ان " المحترف " منذ تأسيسه يركز على فن الموزاييك واضاف اليه ايضا فن الرسم وصناعة الصابون والشمع وانه ينظم معارض ودورات تدريبية لمجموعات وافراد على هذه الفنون بهدف دعم وتشجيع كل من لديه شغف بالفنون عموما والموزاييك خصوصاً الذي هناك اهتمام متزايد به ، سيما وان هناك تقنيات جديدة دخلت في هذا الفن مثل "موزاييك البلاستيك " الذي يعطي شكل "موزاييك الحجر " ولكن يمكن التعامل معه بسهولة اكثر من الحجر". ولفتت الى أن معظم الذين شاركوا بدورات تدريبية في " المحترف " لا زالوا يترددون اليه ويقومون باشغالهم فيه. وقالت " لكن ما نطمح اليه هو ان يتحول هذا "المحترف" الى مدرسة حرفية وهو ما بدأنا نعمل عليه مع الشبكة المدرسية لصيدا والجوار وكنا بصدد احياء مئوية لبنان الكبير من خلال مشروع جدارية كبيرة تشارك فيها كل المدارس لكن تأخر تنفيذ هذه الفكرة بسبب الظروف ".











يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

9 شباط 2020 21:57