"ثقة مهزوزة" بحكومة حسان دياب من داخل "البيت الواحد"، الحكومة التي حازت على الثقة البرلمانية بنصاب منقوص وشرعية مشكوك بدستوريتها. ففي حين عانت أكثرية 8 آذار الأمرّين في سبيل شرعنة حكومتها، بدءاً من عجزها الفاضح عن تأمين النصاب القانوني اللازم لانعقاد الهيئة العامة وصولاً إلى مشهدية نيل الحكومة ثقة "النصف ناقص واحد" بواقع 63 نائباً من أصل إجمالي أعضاء المجلس الـ128.
كان أول الغيث التصدعات الفاضحة بين أطراف القوى التي شكلتها وفرضتها بالقوة على الشارع اللبناني المنتفض. وتجلت أبرزها في مواقف بعض أطراف الفريق المشكّل للحكومة، حيث برزت بقوة ضمن فريق تكتل "لبنان القوي" ومجموعة "سنة 8 آذار"، بينما حافظ "الثنائي الشيعي" على تماسكه في دعم الحكومة.
وبرزت هذه التصدعات من خلال إضاءة وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على الخلافات والسجالات والتناقضات بين القوى المشكّلة للحكومة واقتناع بعضهم بفشلها مسبقًا، إما بعدم أهليتها وقدرتها على إخراج لبنان من الأزمة المالية والإقتصادية التي يرزح تحتها مع ما يعانيه اللبنانيون من صعوبة بتأمين قوتهم اليومي وحاجياتهم الأساسية في ظل الضائقة المالية الخانقة.
شامل روكز
إذ أعلن النائب شامل روكز عن موقفه من جلسة الثقة عبر فيديو نشره على حسابه على "تويتر"، وأكد فيه رفضه الحضور الى المجلس النيابي بعد المواجهات بين الشعب من جهة والقوى الامنية والجيش .
وقال روكز "أي ثقة يُمكن أن تُعطى للحكومة، يجِب أن ترْتبِط بخُطَّة طوارىء إنقاذيةٍ مع مؤشراتٍ واضحةٍ للتنفيذ، تُريح الإقتصاد، وتستعيدُ الثقة بعافية الدولة المالية والنقدية، وتُزيلُ عن كاهلِ المواطنين عبء الإنهيار المستمر، وتقدمُ الدعمَ للفئات المهمشة والفقيرة ومحدودي الدَّخل، وللوافدين الجدد إلى سوقِ البطالة، وتُطَبِّق مبادئ العدالة الاجتماعية".
أضاف: "أجد صعوبةً في مَنح الحكومة ثِقتي لمجرّد الكلام بلا تاريخ، ولا شواهد، ولا شهود، ولا تَسْتَجِيبُ لِصَرْخَةِ الناس الموجوعة في الشّارع".
ميشال معوّض
في المقابل، حجب النائب ميشال معوّض الثقة عن "حكومة لا تعترف بحقيقة الانهيار" وفق وصفه.
وقال: "اننا أمام مرحلة مصيرية من تاريخ لبنان نخوض من خلالها معركة الحفاظ على لبنان والكيان والهوية". ما دفع بزميله بالتكتل زياد أسود الى شن هجوم عنيف عليه وحصل سجال "تويتري" بين الطرفين.
ميشال ضاهر
أوضح النائب ميشال ضاهر أن "لديه مطالب إقتصادية ومالية محدّدة من الحكومة وأنه ينتظر خطتها، فإذا لم تكن حكومة انقاذ بكل ما للكلمة من معنى لا يمكن منحها الثقة".
جهاد الصمد
من ناحيته، غرّد النائب جهاد الصمد خارج سرب مجموعته فانتفض رافضا إعطاء الثقة لحكومة دياب. وأعلن حجب ثقته عن ما أسماها "حكومة المستشارين المقنّعة"، مخاطباً رئيسها حسان دياب بالقول: "أنت حر في أن تصدق ما تريد لكن لا تملك حرية تضليل الناس وتضليل من أعطوك فرصة".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.