15 شباط 2020 | 17:28

مجتمع

‎6 ‎‏ علامات تدل على أنك وقعت في الحُب‎!‎

‎6 ‎‏ علامات تدل على أنك وقعت في الحُب‎!‎
المصدر: العربية.نت

في إطار المفهوم البشري الواسع للحب، وما إذا كان حسّياً أو روحياً، ملموساً أو متخيلاً، يظل ‏الاتفاق على أنه شعور إنساني، توحّدت عليه الناس، وصار دافعاً أساسيا للتقارب بين الأفراد، ‏وتسبب بسعادة البعض عند الظفر بشريك العمر أو نيل حبّه، وآلام لآخرين لم يقيّض لهم القرب ‏من الآخر، لكنه يظل سلوكاً ملازماً للطبيعة البشرية، باعتباره جزءا جوهريا منها، سواء أبكى أم ‏أضحك، أو حتى دفع البعض للتأليف فيه‎.‎

وعرف التصنيف العربي، كتباً كثيرة أو فصولا في الحب وأحوال العشق والعشاق، فضلا من ‏شعر الحب العربي ذاته، وهو يزيّن ديوان العرب، إلى جانب الفخر والحماسة والرثاء والمديح. ‏إلا أن كتاب (طوق الحمامة في الألفَة والأُلاّف) لابن حزم علي بن أحمد بن سعيد الذي توفي سنة ‏‏456هـ جمع ليس فقط أخبار العشق والعشاق على طريقة المصنفين الآخرين، بل أدخل علمه ‏الواسع في تلك الظاهرة، وهو المؤلف الرصين الورع، بحسب ما يصفه محققوه ومترجموه‎.‎

الحب أوله هزل وآخره جد

لم يكتف ابن حزم، بالتحدث عن أحوال المحبين، وهي لا تحصى في المصنفات العربية، شعراً ‏وتراجم وقصصاً، بل قدّم رؤيته التي لا يعرف إن كانت ناتجة من تجربة شخصية أم لا، إلا أنها ‏في الحالتين، جعلت كتابه متميزاً في بابه مع ترجيح أن الرجل كتب مصنفه عن تجربة شخصية، ‏خاصة وأنه يفتتح كتابه بما يشير إلى الوقوع في التجربة: "الحُبُّ-أعزّك الله- أوله هزل، وآخره ‏جِد. دقّت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تُدرك حقيقتها إلا بالمعاناة‎!".‎

ومن خلال "المعاناة" التي اشترطها ابن حزم، مقدمة لإدراك معاني الحُب، فإنه يضع جملة من ‏الإشارات تؤكد وقوع المرء في الحب، رجلا كان أو امرأة. ويرى أن أول علامة من علامات ‏الوقوع في الحب، هي "إدمان النَّظر"، إلى الشريك، أو المحبوب‎.‎



عاشق كالحرباء في الشمس‎!‎

وإدمان النظر، أي إطالته وتكراره تحديقاً ومعاينة، يتم عبر العين بصفتها "باب النفس" وبصفتها ‏‏"المنقّبة" عن خفاياها، يقول ابن حزم واصفا العين بأنها المعربة عن باطن الروح. فتذهب عين ‏العاشق، حيث يذهب المعشوق، ولا ينشغل عنه لحظة: "فترى الناظر، لا يطرف، يتنقّل بتنقل ‏المحبوب، وينزوي بانزوائه، ويميل حيث مال، كالحرباء في الشمس‎!".‎

إذا كان إدمان النظر إلى الطرف الآخر، علامة من علامات الوقوع في حبّه، بحسب ابن حزم، ‏فإن العلامة الثانية، بعد تفحّص ملامحه، هي الإقبال بالحديث إليه. ويرى أن الإقبال بالحديث إلى ‏المحبوب، أمر غير اختياري، أي أن المعجب يضطر بالتوجه بحديثه لمن يحب: "فما يكاد يقبل ‏على سوى محبوبه، ولو تعمّد ذلك، وإن التكلف ليستبين لمن يرمقه فيه، والإنصات لحديثه إذا ‏حدّث، واستغراب كل ما يأتي به، وكأنه عين المُحال!" وإنه لشدة تعلّقه به، يصدّقه "وإن كذب" ‏في كلامه، ويوافقه "وإن ظلم‎!".‎

الإسراع من أجل اللقاء

إدمان النظر، كعلامة من علامات الوقوع بالحب، وكذلك الإقبال بالحديث إلى المحبوب، ‏يفترضان مكاناً مشتركاً للطرفين، إذ لا يمكن النظر إلى غائب أو محادثته. فإن كان المحبوب ‏غير موجود، فتكون علامة الحب الثالثة هي: الإسراع بالسير نحو المكان الذي يكون فيه، ثم ‏‏"تعمّد" الاقتراب والقعود بالقرب منه، يقول ابن حزم، وبعد تعمد الاقتراب من الشريك المحبوب، ‏يتعمد التباطؤ بالابتعاد عنه، ذلك أنه تعلق به وسارع للقائه، حبا، فلذلك فهو "يستهين بكل خطب ‏جليل داع إلى مفارقته" فيسعى للبقاء قريبا منه، بأي سبيل ممكن‎.‎

لا تزال العلامات السابقة، تتطلب نوعاً من "التلبّس" وإظهار المشاعر الدفينة أكثر، ويكون ذلك ‏في العلامة الرابعة من علامات الوقوع بالحب، وهي عندما يصاب الشخص بـ"البَهت" وتقع عليه ‏‏"روعة" عند رؤية من يحب، فجأة بعدما طلع أمامه، بغتة. إذ ذاك، يكون الوقوع في الحب، قد ‏اكتمل على وجه التقريب، إلا أن علامة أخرى إضافية، تقطع الشك باليقين، لإزالة تشابه ‏المشاعر، تؤكد الحب لا عاطفة أخرى، وهي الاضطراب‎.‎



بسبب الحب: البخيل كريماً والجبان شجاعاً‎!‎

يقول ابن حزم، إن الاضطراب الذي يصاب به المرء، عند سماع اسم المحبوب، من علامات ‏الحب، إلا أنه يحدد لذلك الاضطراب أن يحدث حتى لو رأى المحب، ما يشبه محبوبه، وليس ‏محبوبه نفسه. أي وقوع الاضطراب لمجرد رؤية الشبيه، فكيف لو وقعت العين على الأصيل؟

ويضيف المؤلف، أن اجتماع تلك العلامات الخمس يؤكد الوقوع في الحب، إلا أن ثمة ما يلزم ‏للتعبير عن ذلك الحب، وهو العلامة السادسة، وهو عندما يجود المرء بكل ما يقدر ليبدي محاسنه ‏أمام من يحب، ليرغّبه في نفسه. وعلى هذا، يقول ابن حزم، كم رأى بخيلاً، صار بسبب الحب، ‏كريماً، وكم من جبان صار شجاعاً، وكم من غليظ طبع، تطرب ولانَ وترقّق، وكم من جاهل ‏تأدّب، وكم من فقير تجمَّل وتزيّن. كل هذا بسبب الوقوع في الحب، وهو العلامة القصوى التي ‏لا يحتاج بعدها، إلى أي دليل على الهوى‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

15 شباط 2020 17:28