16 شباط 2020 | 13:29

أخبار لبنان

عبدو: حكومة "اللون الواحد" أنهت عروبة لبنان.. والحريري قام بالتسوية منعا للفتنة ‏

عبدو: حكومة
المصدر: رصد "مستقبل ويب"

أكد سفير لبنان السابق في باريس جوني عبدو أن هذه الحكومة لا تلبّي مطالب الحراك في ‏الشارع، مشيرا الى أن الأحزاب وضعت يدها على تلك الحكومة ذات "اللون الواحد" مع غياب ‏‏"للوجه العربي" فيها. ‏

وقال عبدو في حديث الى قناة "الحدث": "لا شك في أن وجود وزير الخارجية الحالي ناصيف ‏حتي فيها، والذي كان يشغل منصب سفير في الجامعة العربية، أعطاها بعضا من الطابع العربي، ‏ولكن هذه الحكومة ككل أنهت "عروبة لبنان"، فعلى الرغم من كل الخلافات على الرئيس سعد ‏الحريري إلاّ أن العروبة كانت ممثّلة بوجوده وباتصالاته الدولية والخليجية بصورة خاصة". ‏

أضاف: "أما اليوم فحكومة اللون الواحد يسيطر عليها حزب الله، فيما باقي الأحزاب سمّت ‏ممثليها، ما يعني أن طريقة تشكيلها لم تراعي ماذا يحصل على الأرض منذ 17 تشرين الأول"، ‏مستغربا "عدم فهم الواقع الأساسي في البلد والمطلوب فيه التغيير". ‏

وردا على سؤال، قال عبدو: "السياسات السابقة لوزارة الخارجية أعطت إنطباعًا وكأنه في لبنان ‏البلد العربي ممنوع أن يكون النأي بالنفس بين العرب وإيران، بعد أن كان لبنان منحازا للعرب"، ‏لافتا الى وجود " نفوذ إيراني غريب في لبنان حاليا والمطلوب من اللبنانيين الوقوف بوجه حزب ‏الله، إلاّ أن الإمكانيات غير متوفرة ولبنان مرّ بظروف صعبة ولا يرغب بالقيام بأي أعمال ‏قتالية". ‏

أضاف: "فيما تقوم إيران بمساعدة حزب الله بالمال والسلاح ولم تقدّم في المقابل أي مساعدة ‏للدولة اللبنانية. ويأخذ المسؤولون اللبنانيون بالإعتبار وجود السلاح في البلد بيد الحزب لعدم ‏قدرتهم على المواجهة. وهذا السلاح حاضر على طاولة مجلس الوزراء، إذ أنه في لبنان لا يمكن ‏تأليف حكومة من دون نفوذ لإيران فيها عبر حزب الله". ‏

‏ وعن دور الجيش، اعتبر عبدو أن "الجيش بإمرة السلطة السياسية، والسلطة الحالية مع السلاح ‏الآخر أكثر من سلاح الجيش اللبناني. فرئيس الجمهورية ميشال عون يعتبر أنه لولا حزب الله لما ‏كان رئيسا للجمهورية اليوم، علما بأن "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" ساهما كليًا بإعطاء ‏الإنطباع بأنهما مستعدان للإنتخاب والتسويات، بالتالي كان هناك شروط على الرئيس عون بأن ‏أول زيارة خارجية يقوم بها للخليج العربي، وبصورة خاصة للمملكة العربية السعودية، وهذا ما حصل ‏فعليًا لكن دون أي نتيجة تذكر، وبقيت وزارة الخارجية سابقا غير مرحّب بها في الدول العربية ‏بل أكثر من ذلك فإن لبنان، البلد المؤسس للجامعة العربية، فقد علاقاته المميزة كالسابق مع تلك ‏الدول". ‏

وعن الوضع الأمني قال عبدو: "عندما تفقد الدولة هيبتها تنكسر شوكتها، وعندما يكون هناك ‏ثورة من هذا النوع من المحتم أن يندس فيها أشخاص من قبل السلطة السياسية للقيام بأعمال ‏التخريب لتشويه صورتها النقية، والبرهان أنه مع بداية الحراك كانت التحركات سلمية والعنصر ‏النسائي الغالب فيها، واليوم مع دخول عنصر الشغب الى الحراك قلّ العنصر النسائي فيه وأدى ‏الى تراجع الثورة إلا أنها ستكمل ولن تتوقف". ‏

في سياق آخر، أكد عبدو أن "الرئيس عون قام باتفاق خطي أول وثابت مع حزب الله، وبواسطة ‏الحزب تعطّلت الأمور في لبنان لمدة سنتين ونصف من دون انتخاب رئيس للجمهورية عبر ‏امتناع الحزب عن الحضور الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس لالتزامه مع عون بعدم القبول ‏برئيس جمهورية سواه. وعندما قرّر الرئيس سعد الحريري القيام بالتسوية لمنع حصول فتنة في ‏لبنان، لاسيما أن الطائفة السنية هي الأحرص ومن دون سلاح مع جزء كبير من المسيحيين على ‏تطبيق اتفاق معين يشبه "الميثاق الوطني عام 1943" كي لا يبقى لبنان لفترة طويلة في ظل ‏غياب كامل لموقع رئاسة الجمهورية". ‏

وتابع: "من دون شك أن الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع عندما قاما بالتسوية ظنا أن ‏الوفاء يجب أن يكون متبادلا، لكن في لبنان كلمة الوفاء بالسياسة غير موجودة، بالتالي عندما ‏وصل عون الى سدة الرئاسة ضرب بعرض الحائط كل الإتفاقات التي حصلت مع "المستقبل" ‏و"القوات" ما أدى الى سقوط التسوية". ‏

وعن دور باسيل بسقوط التسوية ووصفه بـ"رئيس الظل" قال عبدو: "باسيل وعون متشابهان ‏ونذكر تصريحات عون قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية حين قال "عمرا ما تتألف الحكومة ‏كرمال عيون صهري" وهو كان صادقا في حينها بتمسّكه بباسيل". ‏

وعن إمكان إسقاط عون في الشارع أجاب عبدو: "من يدافع عن رئيس الجمهورية يضع علامات ‏إستفهام حوله، وعندما يسأل العونيون عن إسقاط الرئيس يجيبون من يطالب بذلك لا يدرك من ‏هو ميشال عون، أي أنه عنيد، ما يعني أنه لو أدى بقاءه الى سقوط لبنان فهو لن يستقيل". ولفت ‏عبدو الى أن "مثل عون الأعلى قد يكون وجود بشار الأسد في سوريا في هذا الوضع". ‏

أما عن تشابه الوضع اللبناني مع الوضعين العراقي أو السوري فرأى عبدو أن "هناك وجه شبه ‏بيننا، إذ يبدو أن الأمور مع الأسف ذاهبة الى الدماء في لبنان كما تسيل الدماء في العراق، لأن ‏السلطة الحالية لا تحتمل الوضع القائم ولا تريد تنفيذ مطالب الناس والدليل تأليف الحكومة بهذا ‏الشكل". ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

16 شباط 2020 13:29