عرب وعالم

لقاح "كورونا".. التجارب السريرية على البشر قريبًا

تم النشر في 26 شباط 2020 | 00:00

يبدو أن التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا المستجد بات قريبا، حيث يتوقع أن تبدأ التجارب على ‏البشر في الولايات المتحدة في وقت أبكر كثيرا مما كان متوقعا‎.‎

وقامت شركة "موديرنا" للصناعات الدوائية بشحن أول دفعة من لقاح محتمل للبشر المصابين ‏بفيروس كورونا الجديد، حيث تم تزويدها للباحثين الحكوميين بهدف إجراء الاختبارات على ‏البشر، وذلك بعد 3 أشهر فقط من ظهور الفيروس وتحليل تسلسله الجينومي‎.‎

وبعد يوم على إعلان الشركة أنها أرسلت اللقاح المحتمل للفيروس إلى المعهد الوطني للحساسية ‏والأمراض المعدية لاختباره في الولايات المتحدة، ارتفعت أسهم الشركة بشكل صاروخي في ‏وقت مبكر من يوم الثلاثاء‎.‎

ويأتي هذا الخبر في وقت ارتفع فيه عدد الإصابات بالفيروس، الذي أخذ يتفشى في الصين في ‏البداية أواخر العام الماضي، في مختلف أنحاء العالم إلى نحو 81 ألف إصابة، بينما ارتفع عدد ‏الوفيات إلى أكثر من 2760 حالة، غالبيتها في الصين‎.‎

وكانت شركة الصناعات الدوائية "موديرنا" عقدت شراكة مع المعاهد الوطنية للصحة لتطوير ‏لقاح لفيروس كورونا الجديد، تم تصميمه لاستهداف البروتين، الذي يكون على شكل "سنبلة" ‏على سطح الفيروس ويسمح له بغزو الخلايا البشرية وإصابتها، وبالتالي إصابة البشر بالفيروس ‏الذي صار يعرف باسم "كوفيد 19‏‎".‎

وعلى الرغم من أن اللقاح قد تم تطويره بسرعة كبيرة، ولكن قد يستغرق الأمر 18 شهرا أو ‏أكثر حتى يصبح جاهزا للتوزيع والبيع، إذا ثبت أنه آمن للاستخدام البشري، حسبما صرّح خبراء ‏لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية‎.‎

وجاء إعلان شركة الأدوية هذا في الوقت الذي طلبت فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ‏‏2.5 مليار دولار للتصدي لتفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة وخارجها‎.‎

ويهدف التمويل الإضافي من الكونغرس إلى تعزيز جهود الحجر الصحي واحتواء الفيروس، ‏وكذلك إلى تطوير لقاحات وعلاجات للمرض‎.‎

وتم منح شركة "موديرنا" تمويلا من "التحالف من أجل ابتكارات التأهب للوباء" لتسريع عملية ‏تطوير اللقاحات، كما تعاونت مع المعاهد الوطنية للصحة وعدة جامعات لاستخدام منصة تطوير ‏اللقاحات المتطورة لديها على أمل إنشاء طريقة وقائية للمرض في أسرع وقت ممكن‎.‎

ومن بين الجامعات التي عملت معها جامعة تكساس في أوستن، حيث طور الباحثون مؤخرا أول ‏نموذج ثلاثي الأبعاد لبروتين الفيروس‎.‎

وكان فريق الباحثين هناك يدرس الفيروسات ذات الصلة، أي تلك التي تقف وراء اندلاع السارس ‏عام 2003 وتفشي فيروس كورونا 2012 لسنوات، مما أعطاهم فرصة في البحث عن ‏الفيروس الجديد، الذي تمت تسميته بكورونا، باعتبارها تمثل أسرة واحدة، من خلال تشابه ‏أشكالها‎.‎

ويختلف الفيروس من نفس الفصيلة عن الآخر في تركيبته الوراثية، أي الحمض النووي ‏الريبوزي والحمض النووي، والبروتينات الموجودة خارجها والتي تمنحه القدرة على اختراق ‏أغشية الخلايا الأخرى‎.‎

يشار إلى أن العديد من شركات الأدوية الأميركية تتسابق لإنتاج أول لقاح، بما في ذلك شركة ‏ناشئة أخرى في تكساس هي "غريفيكس"، التي زعمت أنها أكملت لقاحها الأسبوع الماضي، ‏ولكن يبدو أن "موديرنا"، هي الأولى التي تعلن أن لقاحها المرشح سيدخل المرحلة الأولى من ‏التجارب السريرية‎.‎