مع إغلاق عدد من البلدان الأوروبية لحدودها، ودخول بعضها في حالة منع التنقل، حثت منظمة الصحة العالمية الدول الأوروبية إلى اتخاذ قرارات أكثر شجاعة للحد من انتشار كورونا.
وقال هانس كلودج، مدير فرع المنظمة في الاتحاد الأوروبي: "على كل بلد في أوروبا دون استثناء أن يتخذ قرارات شجاعة للحد من انتشار الفيروس الذي وصفته المنظمة بأنه أسوأ أزمة صحية تواجه العالم.
كما ذكر بأن أوروبا أضحت مركز انتشار الوباء الجديد بعد الصين.
"لا حركة في فرنسا"
يأتي هذا في وقت دخلت إجراءات غلق الحدود كاملة حيز التنفيذ في فرنسا اليوم، ولمدة شهر. كما بدأ تطبيق إجراءات منع التنقل داخل البلاد إلا للضرورة.
فمع دقات ساعة الظهيرة، بدأت دوريات الشرطة الفرنسية في توقيف أي شخص بالخارج في محاولة لاحتواء تفشي الفيروس.
وبدأت العاصمة باريس تغلق معالمها السياحية ومطاعمها تدريجيا.
كما نشر العشرات من أفراد الشرطة في شارع الشانزليزيه، وأغلقت متاجره الفخمة، وخلت أرصفته من المتسوقين.
ولم يسمح إلا لبعض العمال الضروريين بالحركة شريطة إظهار التصريحات التي تسمح لهم بذلك.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن في خطاب مساء الاثنين أنّ الاتحاد الأوروبي سيغلق "اعتباراً من الثلاثاء" حدوده الخارجية كاملةً لمدة 30 يوماً، وأمر بحظر التنقّلات غير الضرورية في فرنسا بهدف التصدّي لوباء كورونا المستجد.
"إجراءات غير مسبوقة في ألمانيا"
وفي ألمانيا، دعا المسؤولون الألمان المواطنين إلى البقاء في منازلهم فيما أعلنت الحكومة مجموعة إجراءات غير مسبوقة لتقييد الحياة العامة من أجل إبطاء كورونا.
ودعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الألمان إلى إلغاء الإجازات داخل البلاد وخارجها، فيما طلب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير منهم "البقاء في المنازل".
وحظرت الحكومة التجمعات في الكنائس والمساجد والكنس، وأمرت بإغلاق المتاجر غير الضرورية إضافة الى ملاعب الأطفال.
وفي مؤتمر صحافي في برلين، أكدت ميركل أنه بموجب الإجراءات الجديدة "يجب عدم القيام بأي رحلات بهدف الإجازة داخل البلاد أو خارجها".
"تجنبوا السفر"
في حين نصحت بريطانيا مواطنيها الثلاثاء بتجنب جميع أشكال السفر غير الضروري إلى خارج البلاد خلال الأيام الثلاثين المقبلة في ظل ظروف انتشار الفيروس.
وقال وزير الخارجية دومينيك راب في بيان "يواجه المسافرون البريطانيون خارج البلاد الآن قيودا دولية واسعة على الحدود وعمليات إغلاق في بلدان مختلفة".
كما أضاف "أن سرعة ونطاق هذه الإجراءات في الدول الأخرى غير مسبوق.. ولذلك فقد اتخذت القرار بنصيحة المواطنين البريطانيين بتجنب جميع أشكال السفر غير الضروري خارج البلاد".
وقالت وزارة الخارجية إنه رغم أن النصيحة تستهدف السفر خلال الأيام الثلاثين المقبلة إلا أنها ستبقى قيد المراجعة المستمرة.
ولا تنصح الخارجية البريطانيين المتواجدين خارج البلاد بشكل عام حاليا بالعودة، ولكنها قالت إنهم يجب أن يخططوا لاحتمال إلغاء الرحلات الجوية وفرض الحكومات الأجنبية قيودا".
سكان إسبانيا تحت الحجر
أما في إسبانيا التي أضحت رابع أعلى دولة في نسبة الإصابات، فقد تم تسجيل نحو ألفي إصابة جديدة
وبات إجمالي الإصابات بكورونا 11178 حالة مع 491 وفاة، كما أوضح مسؤول مركز الطوارئ الصحية الوطني فرناندو سيمون.
وسجل في مدريد، أكثر منطقة متضررة من الفيروس في إسبانيا، 355 حالة وفاة، أي ما يساوي نسبة 72% من إجمالي الوفيات، كما تسجل نسبة 43% من حالات الإصابة.
وقال سيمون "نشعر أن التفشي اليومي للفيروس يتباطأ"، لكن يجب التزام الحذر، مضيفاً "سيدوم الأمر لعشرة أيام أو 11 يوماً على الأقل، ولا نعرف ما إذا كان سيدوم أكثر من ذلك".
ووضعت إسبانيا التي تشهد أوسع تفش للفيروس بعد إيطاليا في أوروبا بحالة تأهب منذ السبت، حيث فرض حجر على سكانها البالغ عددهم 46 مليون نسمة الذين منع عليهم الخروج إلا للعمل أو الصيدليات وشراء الحاجات الأساسية.
يذكر أن كورونا سجل حتى الآن 7063 وفاة على الأقل حول العالم، وفق حصيلة أنجزتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية.
في حين سجلت أكثر من 180 ألف إصابة في 145 بلدا ومنطقة منذ ظهور الفيروس.
ولا يعكس هذا الرقم الواقع بشكل كامل، إذ لا يطبق عدد كبير من الدول سياسة فحص تشمل جميع المشتبه فيهم كما تطالب منظمة الصحة العالمية.