عرب وعالم

شلل في أوروبا.. والصحة العالمية "لقرارات أكثر شجاعة"‏

تم النشر في 17 آذار 2020 | 00:00

مع إغلاق عدد من البلدان الأوروبية لحدودها، ودخول بعضها في حالة منع التنقل، حثت منظمة ‏الصحة العالمية الدول الأوروبية إلى اتخاذ قرارات أكثر شجاعة للحد من انتشار كورونا.‏

وقال هانس كلودج، مدير فرع المنظمة في الاتحاد الأوروبي: "على كل بلد في أوروبا دون ‏استثناء أن يتخذ قرارات شجاعة للحد من انتشار الفيروس الذي وصفته المنظمة بأنه أسوأ أزمة ‏صحية تواجه العالم.‏

كما ذكر بأن أوروبا أضحت مركز انتشار الوباء الجديد بعد الصين.‏



‏"لا حركة في فرنسا"‏

يأتي هذا في وقت دخلت إجراءات غلق الحدود كاملة حيز التنفيذ في فرنسا اليوم، ولمدة شهر. ‏كما بدأ تطبيق إجراءات منع التنقل داخل البلاد إلا للضرورة.‏

فمع دقات ساعة الظهيرة، بدأت دوريات الشرطة الفرنسية في توقيف أي شخص بالخارج في ‏محاولة لاحتواء تفشي الفيروس.‏

وبدأت العاصمة باريس تغلق معالمها السياحية ومطاعمها تدريجيا.‏

كما نشر العشرات من أفراد الشرطة في شارع الشانزليزيه، وأغلقت متاجره الفخمة، وخلت ‏أرصفته من المتسوقين.‏

ولم يسمح إلا لبعض العمال الضروريين بالحركة شريطة إظهار التصريحات التي تسمح لهم ‏بذلك.‏

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن في خطاب مساء الاثنين أنّ الاتحاد الأوروبي ‏سيغلق "اعتباراً من الثلاثاء" حدوده الخارجية كاملةً لمدة 30 يوماً، وأمر بحظر التنقّلات غير ‏الضرورية في فرنسا بهدف التصدّي لوباء كورونا المستجد.‏

‏"إجراءات غير مسبوقة في ألمانيا"‏

وفي ألمانيا، دعا المسؤولون الألمان المواطنين إلى البقاء في منازلهم فيما أعلنت الحكومة ‏مجموعة إجراءات غير مسبوقة لتقييد الحياة العامة من أجل إبطاء كورونا.‏

ودعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الألمان إلى إلغاء الإجازات داخل البلاد وخارجها، فيما ‏طلب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير منهم "البقاء في المنازل".‏

وحظرت الحكومة التجمعات في الكنائس والمساجد والكنس، وأمرت بإغلاق المتاجر غير ‏الضرورية إضافة الى ملاعب الأطفال.‏

وفي مؤتمر صحافي في برلين، أكدت ميركل أنه بموجب الإجراءات الجديدة "يجب عدم القيام ‏بأي رحلات بهدف الإجازة داخل البلاد أو خارجها".‏



‏"تجنبوا السفر"‏

في حين نصحت بريطانيا مواطنيها الثلاثاء بتجنب جميع أشكال السفر غير الضروري إلى ‏خارج البلاد خلال الأيام الثلاثين المقبلة في ظل ظروف انتشار الفيروس.‏

وقال وزير الخارجية دومينيك راب في بيان "يواجه المسافرون البريطانيون خارج البلاد الآن ‏قيودا دولية واسعة على الحدود وعمليات إغلاق في بلدان مختلفة".‏

كما أضاف "أن سرعة ونطاق هذه الإجراءات في الدول الأخرى غير مسبوق.. ولذلك فقد ‏اتخذت القرار بنصيحة المواطنين البريطانيين بتجنب جميع أشكال السفر غير الضروري خارج ‏البلاد".‏

وقالت وزارة الخارجية إنه رغم أن النصيحة تستهدف السفر خلال الأيام الثلاثين المقبلة إلا أنها ‏ستبقى قيد المراجعة المستمرة.‏

ولا تنصح الخارجية البريطانيين المتواجدين خارج البلاد بشكل عام حاليا بالعودة، ولكنها قالت ‏إنهم يجب أن يخططوا لاحتمال إلغاء الرحلات الجوية وفرض الحكومات الأجنبية قيودا".‏

سكان إسبانيا تحت الحجر

أما في إسبانيا التي أضحت رابع أعلى دولة في نسبة الإصابات، فقد تم تسجيل نحو ألفي إصابة ‏جديدة

وبات إجمالي الإصابات بكورونا 11178 حالة مع 491 وفاة، كما أوضح مسؤول مركز ‏الطوارئ الصحية الوطني فرناندو سيمون.‏

وسجل في مدريد، أكثر منطقة متضررة من الفيروس في إسبانيا، 355 حالة وفاة، أي ما يساوي ‏نسبة 72% من إجمالي الوفيات، كما تسجل نسبة 43% من حالات الإصابة.‏

وقال سيمون "نشعر أن التفشي اليومي للفيروس يتباطأ"، لكن يجب التزام الحذر، مضيفاً "سيدوم ‏الأمر لعشرة أيام أو 11 يوماً على الأقل، ولا نعرف ما إذا كان سيدوم أكثر من ذلك".‏

ووضعت إسبانيا التي تشهد أوسع تفش للفيروس بعد إيطاليا في أوروبا بحالة تأهب منذ السبت، ‏حيث فرض حجر على سكانها البالغ عددهم 46 مليون نسمة الذين منع عليهم الخروج إلا للعمل ‏أو الصيدليات وشراء الحاجات الأساسية.‏

يذكر أن كورونا سجل حتى الآن 7063 وفاة على الأقل حول العالم، وفق حصيلة أنجزتها وكالة ‏فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية.‏

في حين سجلت أكثر من 180 ألف إصابة في 145 بلدا ومنطقة منذ ظهور الفيروس.‏

ولا يعكس هذا الرقم الواقع بشكل كامل، إذ لا يطبق عدد كبير من الدول سياسة فحص تشمل ‏جميع المشتبه فيهم كما تطالب منظمة الصحة العالمية.‏