لم تقتصر التدابير والإجراءات الوقائية التي اتخذتها بلدية جزين واتحاد بلديات المنطقة لمنع انتقال فيروس كورونا اليها على ما تتخذه باقي البلديات واتحادات البلديات في غير منطقة ذلك ان ما تتميز به جزين من موقع ومرافق جذب طبيعية وسياحية تجعلها وجهة لكل المناطق اللبناني ، الى جانب وجود عدد كبير من النازحين في المنطقة ، دفع ببلديتها كما الاتحاد برئاسة خليل حرفوش الى انشاء خلية أزمة دائمة الاجتماع ، والتشدد بهذه التدابير والحد قدر الإمكان من التجمعات او الوفود الزائرة، او حتى التواجد في الشوارع حرصاً على سلامة المقيمين كما الوافدين ووضع خطة تصاعدية بالإجراءات الواجب اتخاذها في حال انتشار الوباء في المنطقة جزين .
لدى وصولك الى المدينة من مدخلها الغربي حيث يرتفع تمثال سيدة المعبور "التي تحمي جزين ومنطقتها من الوباء" بحسب لافتة رفعت في المكان ، تستطيع ان تلاحظ حجم ودرجة التأهب البلدي والأهلي تحسباً لخطر فيروس كورونا الممنوع عبوره الى المنطقة، تنفيذا لقرار التعبئة العامة الصادر عن مجلس الوزراء والتزاماً بالتدابير التي ينص عليها والتي ستمتد حتى التاسع والعشرين من الجاري .
كلما تقدمت باتجاه وسط المدينة ، يصادفك "حاجز" او نقطة للشرطة البلدية ومتطوعين يقومون باستقبال اي وافد او متجول فيها بقياس حرارته ، ومنع اية تجمعات هنا او هناك يمكن ان تؤدي الى انتقال للفيروس . حركة خفيفة تشهدها ساحة جزين كما طرقاتها الرئيسية والداخلية ، وسط التزام تام بالاقفال من قبل المؤسسات السياحية من مطاعم ومقاهي ومرافق ، وكذلك من قبل المؤسسات التجارية ، فبدت عروس الشلال في حجر سياحي لحين انتهاء هذه المحنة التي تعصف بالوطن كله، بينما اخضعت بلدية جزين – عين مجدلين محال بيع المواد الغذائية والأفران وكافة المرافق المستثناة من قرار الإقفال لعملية رقابة متواصلة على مدار اليوم لمدى التزامها بمعايير الصحة والسلامة العامة .
سامر عون
عن الاجراءات والتدابير الاستثنائية المتخذة ، يقول نائب رئيس بلدية جزين سامر عون " الوضع في مدينة جزين - عين مجدلين هو وضع استثنائي كما في بقية المناطق ، وهناك خطة طوارى نشتغل على تنفيذها بعدما أعلنت الدولة التعبئة العامة ونحن كبلدية نحرص على تنفيذ التعبئة العامة بكل حذافيرها وعلى عدة صعد . فعلى الصعيد العملاني على الأرض : المهام الأساسية تقع على عاتق الشرطة البلدية وشرطة اتحاد البلديات طبعا بالتنسيق مع القوى الأمنية، وقمنا بتدعيم صفوف البلدية بمتطوعين لنستطيع ان نغطي يومياً 24 على 24 ساعة وعلى مدى 7 أيام في الأسبوع وان نؤمن قدر الإمكان لوجستياً وعملانياً تنفيذ قرار مجلس الوزراء وتعليمات وزارة الداخلية وسعادة المحافظ والقائمقام .
ويضيف عون " ومن ابرز الإجراءات التي يتم التركيز عليها حالياً من قبل البلدية "الحرص على استمرار اقفال المؤسسات التجارية وتنظيم ومراقبة عمل مؤسسات بيع المواد الغذائية والصدليات بشكل لا يكون هناك تجمع او اكتظاظ يؤدي لا سمح الله الى حالة تفشي للفيروس ، والحرص على القادمين من السفر ، حيث يتم تحديد عناوينهم ومراقبة عمليات الحجر الصحي التي يقومون بها لمدة 15 يوماً ، واستحداث نقاط ثابتة ومتنقلة للتدقيق بصحة المارة وقياس حرارتهم ، ومراقبة الشاحنات او السيارات العائدة للشركات التي توزع بضائع ومواد غذائية للتأكد من التزامها بالمعايير الصحية اللازمة، ومراقبة اماكن تواجد النازحين السوريين وغيرهم من الأجانب في جزين والحرص على تطبيقهم معايير السلامة والصحة لذا نحرص على الحد من اي حالات اكتظاظ لديهم ، ومساعدة وتوعية وارشاد المواطنين على كيفية تطبيق معايير السلامة والمعايير الصحية للوقاية ، تم توجيه كتب بهذا الخصوص سواء للمواطنين او الوافدين او السوريين تضمنت الارشادات الصادرة عن وزارة الصحية ومنظمة الصحة العالمية .
ويتابع عون " وهناك اجراءات وارشادات موجهة الى السياح والوافدين الى المنطقة الذين يحبون جزين وجزين تحبهم ، حيث نطلب منهم في هذا الظرف الاستثنائي عدم اعتبار الحجر الصحي فرصة للنزهة لهم ولعائلاتهم ، لأن ما رأيناه في " الويك اند" الماضي كان ينذر بكارثة حيث كان المئات من المواطنين يقومون برحلات و" بيكنك" ونزهات في جزين مما ارهقنا لنستطيع اقناعهم بأن هذا الأمر مخالف للقانون ". ونؤكد للجميع ان جزين كما يعرفها كل الناس منطقة محبة وعلى تواصل مع محيطها وتحبه وتريده ، ولكن نحن اليوم في ظرف استثنائي وحرصاً على سلامتهم اولاً وعلى سلامة ابناء جزين ، أعلناها منطقة مغلقة سياحياً لمدة اسبوعين او ثلاثة وهناك توجيهات صارمة للشرطة البلدية لتطبيق قرار منع التجمعات في الأحراج او الأماكن العامة كما هو مطبق على ابناء جزين ودون تمييز ".
خلية أزمة وتجهيز طابق في مستشفى جزين
هذه الخطة -يضيف عون - توّجت بإنشاء خلية أزمة تضم "نواب المنطقة ورئيس الإتحاد ومديره ورئيس اللجان الصحية وغيره من المسؤولين الصحيين ورئيس المستشفى الحكومي والصليب الأحمر اللبناني وممثلي الأحزاب المتواجدة في المنطقة " ، حيث تتابع خلية الأزمة بشكل يومي ودوري كل المتغيرات وكل التحضيرات الضرورية وتدرس كل السيناريوهات لكيفية مواجهتها ".
ويختم عون بالقول " السيناريو الحالي حتى الآن مقبول ولا توجد اصابات بفيروس كورونا في جزين والحمد لله ، ولكننا نعمل من اجل لتأمين كل الاستعدادات اللوجستية والميدانية لنكون جاهزين قدر الامكان في حال سجلت اي حالة مؤكدة . فتم تجهيز طابق في مستشفى جزين الحكومي ولكن قدرته الاستيعابية محدودة لذا نفكر بتأمين أماكن حجر للحالات الخفيفة التي لا تحتاج مستشفيات لتطبيق معايير الحجر الصحي فيها " .
المصدر : رأفت نعيم