تكنولوجيا

هل يتسبّب "كورونا" بانهيار شبكة الإنترنت؟

تم النشر في 28 آذار 2020 | 00:00

أدى الارتفاع الكبير في حركة المرور على الإنترنت إلى ظهور مخاوف جدية بشأن مرونة البنية ‏التحتية التي تحافظ على عمل شبكة الإنترنت، وذلك في ظل تغير الحياة اليومية للعديد من الناس ‏حول العالم بسبب فيروس كورونا المستجد، الذي أجبر السلطات في العديد من البلدان – من ‏المملكة المتحدة إلى الهند – على تطبيق عمليات الحجر الصحي على الصعيد الوطني، مما أجبر ‏الناس على العمل عن بعد‎.‎

وشهد مزودو خدمة الإنترنت في بريطانيا زيادة من رقمين في استخدام النطاق العريض، حيث ‏تدعي شركة‎ (BT) ‎أن حركة المرور على شبكتها الثابتة ارتفعت بنسبة 60 في المئة مقارنةً ‏بأيام الأسبوع العادية، في حين تقول شركة فودافون إنها تشهد زيادة في حركة بيانات الهاتف ‏المحمول بنسبة 50 في المئة في بعض الأسواق‎.‎




ويقول المشغلون إن شبكاتهم قادرة على التعامل مع الزيادة في الطلب، ومع ذلك، فقد اتخذت ‏خدمات البث من نيتفليكس إلى ديزني خطوات لتقليل استخدام النطاق الترددي وخفض جودة البث ‏في محاولة لمنع انهيار الشبكة، ويوضح الخبراء أن الزيادة في فترة البث في المنازل تستمر عادةً ‏نحو أربع ساعات مساء يوم من أيام الأسبوع، إلا أنها ارتفعت الآن إلى ما يصل إلى 10 ساعات ‏في اليوم‎.‎

وتستمر المخاوف بشأن مقدار الضغط المطبق على شبكة الإنترنت من خلال التطبيقات الكثيفة ‏البيانات مثل بث المحتوى ومؤتمرات الفيديو، وحث (تييري بريتون‎) Thierry Breton‎، ‏مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق والخدمات الداخلية، منصات البث على خفض جودة الفيديو من ‏أجل منع الحمل الزائد‎.‎

وتبعًا إلى أننا كمجتمع نعتمد جميعًا على البنية التحتية لشبكة الإنترنت، فقد استجابت خدمات مثل ‏نيتفليكس ويوتيوب وأمازون لفكرة خفض جودة الفيديو، كما قالت شركة سوني إنها ستبدأ في ‏تقليل سرعة تنزيل ألعاب منصة (بلاي ستيشن‎) PlayStation ‎في أوروبا لإدارة مستوى ‏حركة المرور‎.‎

وبالرغم من أن البنية التحتية لشبكة الإنترنت لديها في الوقت الحالي القدرة الكافية للتعامل مع ‏الطفرة في الطلب التي تسبب بها فيروس كورونا المستجد، إلا أن المحللين يحذرون من أنه قد ‏تكون هناك مشاكل في المستقبل، وخاصةً في ظل عدم معرفة إلى متى سيستمر الوباء، إلى ‏جانب عدم معرفة الوقت الذي ستستغرقه عمليات الحجر التي تسبب فيها على الصعيد الوطني‎.‎

وقد يكون من الصعب على شركات الاتصالات الحفاظ على عمل كابلات النحاس والألياف ‏الضوئية والمعدات الأخرى اللازمة لتقديم النطاق العريض في حال جرى وضع مهندسي ‏شركات الاتصالات في حجر صحي إجباري. ‏


العربية.نت ‏