أخبار لبنان

الحكومة تهتزّ تحت إنذار برّي.. و"آلية العودة‎ "‎الثلاثاء!‏

تم النشر في 29 آذار 2020 | 01:00

لم يكن ينقص لبنان وحكومته سوى مشهد الاهتزاز الحاد المبكر الذي دهم الحكومة وهي في عز ‏التحديات والأزمات والمشكلات المتصاعدة والتي جاءت ازمة الانتشار الوبائي لفيروس كورونا ‏في لبنان لتشكل التتويج الدراماتيكي لواقع لم يشهد لبنان مثيلا له ربما في تاريخه. ذلك أن ‏الخطيئة الكبيرة التي ارتكبتها الحكومة في التعامل ببرودة وتريث مع موضوع اللبنانيين الراغبين ‏في العودة الى لبنان سواء من دول الانتشار التقليدية أم من دول تقطعت سبل لبنانيين فيها عقب ‏تعليق الرحلات الجوية بين معظم دول العالم جراء كارثة انتشار كورونا اتخذت امس تداعيات ‏متفجرة سياسيا كادت تنذر باهتزاز جدي للواقع الحكومي في وقت غير محسوب اطلاقا. ‏

ونتج هذا الواقع عن ذهاب رئيس مجلس النواب نبيه بري في موقفه التصعيدي من الحكومة ‏لموقفها المتريث من إعادة من يرغب من اللبنانيين في الخارج الى حد غير مسبوق اذ فاجأ ‏الجميع امس بتوجيهه إنذارا علنيا للحكومة بتغيير موقفها من هذا الموضوع والا سيعلق مشاركته ‏في الحكومة محددا مهلة للحكومة يوم الثلثاء المقبل‎.‎

ومع أن الرد الحكومي على بري جاء بعد الظهر بتوزيع دعوة الى الوزراء لعقد جلسة لمجلس ‏الوزراء بعد ظهر الثلثاء المقبل للبحث في الاقتراحات المتعلقة بإعادة اللبنانيين من الخارج فان ‏آثار الهزة الحكومية بدأت تخط معالم سلبية إضافية على المشهد السياسي والرسمي وسط تصاعد ‏أزمة كورونا بما يثير تساؤلات عميقة حيال المسار الذي سيحكم الواقع الحكومي في المرحلة ‏المقبلة ما لم يصح ما استشفه بعض المعارضين البارزين من ان الحكومة تخضع فعلا لارادة ‏الثنائي الشيعي في معظم الملفات. ذلك أن الهزة العائدة الى موضوع اللبنانيين الراغبين بالعودة ‏وإن كان بري ليس وحده من رفع الصوت بضرورة إيجاد آلية سريعة توفر العودة كما توفر ‏الأمان المطلوب لحماية العائدين كما المقيمين من خطر نقل فيروس كورونا مع أعداد من ‏العائدين، فانها أضاءت بسرعة على تكرار أمور حصلت في الأيام الأخيرة واصطدمت فيها ‏الحكومة بتصدعات من قلب التحالف السياسي الذي يرعاها والذي كان وراء تأليفها‎.‎

واللافت في هذا السياق، أن رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل دخل على ‏خط القضية بعد ظهر امس ممسكاً بالعصا من وسطها من باب الحض على آلية آمنة لاعادة من ‏يرغب من اللبنانيين وإمهال الحكومة فترة محدودة لتحديد هذه الالية من دون ان يفوت المراقبين ‏انه غمز من قناة الرئيس بري بحديثه عن المزايدة السياسية والشعبية في هذا الملف. وإذ بات ‏مؤكدا ان الالية لاعادة الراغبين من اللبنانيين ستقر في جلسة مجلس الوزراء الثلثاء المقبل، فإن ‏المعلومات تشير الى بدء البحث في تفاصيل وضع السفارات للوائح الإسمية باللذين يرغبون في ‏العودة ومن ثم تنظيم رحلات جوية عبر شركة طيران الشرق الأوسط الى العواصم التي تفتح ‏خطوطها امام الملاحة لرحلات كهذه وأيضا تنظيم عمليات الفحص الطبي وإجراء الفحوص ‏السريعة للعائدين وفرزهم على افتراض وجود مصابين بينهم من غير المصابين، كما يجري ‏البحث في إيجاد أماكن الحجز الإلزامي لهم بعد وصولهم الى بيروت لمدة أسبوعين سواء في ‏استئجار فنادق أو مجمعات كبيرة‎ .‎


النهار