أخبار لبنان

مجلس وزراء "كوروني إغترابي" غدا.. لإقرار ‏خطة إعادة المغتربين

تم النشر في 30 آذار 2020 | 00:00

‎ ‎كتبت صحيفة "الجمهورية " تقول: لا يمضي يوم إلّا ويرتفع فيه عدّاد المصابين بفيروس ‏‏"كورونا"، وقد بلغ امس 438 ‏مصاباً، و10 وفيات، ولكن الأمل موجود في أن يبدأ هذا العدّاد ‏بالانخفاض في قابل الايام، ‏في حال تزايد الالتزام الشعبي بالإجراءات المُتخذة للوقاية منه، على ‏رغم من التوقعات ‏المتشائمة، بأنّ فترة الحَجر المنزلي ستطول أكثر مما هو مقرّر، ليس في لبنان ‏فقط، بل ‏في العالم أجمع.‏

من المنتظر أن يشهد هذا الاسبوع إعادة أو استعادة المغتربين الراغبين للعودة الى الديار ‏من ‏أفريقيا وغيرها من القارات، هروباً من "كورونا" الذي انتشر أيضاً في بلدان ‏الاغتراب، وسيكون ‏هذا الملف محور البحث في جلسة مجلس الوزراء غداً، في ضوء ‏الصرخات والدعوات التي ‏انطلقت من كل حدب وصوب في الداخل والخارج، ملحّة على ‏إعادة المغتربين، والتي بلغت ‏ذروتها في تلويح رئيس مجلس النواب نبيه بري بتجميد ‏مشاركة وزرائه في الحكومة، اذا لم تتخذ ‏الإجراءات العاجلة لإنقاذ هؤلاء المغتربين.‏ ‏

وتتواصل التحضيرات لجلسة مجلس الوزراء المقرّرة في السراي الحكومي بعد ظهر غد، ‏بعدما ‏عمّمت الأمانة العامة للمجلس السبت الماضي جدول اعمالها متضمناً بندين هما:‏

‏1- المستجدات الناتجة من اعلان التعبئة العامة، كما والبحث في الاوضاع والاقتراحات ‏المتعلقة ‏باللبنانيين الموجودين خارج لبنان، في ظل ازمة كورونا.‏ ‏

‏2- تحديد كلفة الكشف وعلاج المصابين بفيروس "كورونا".‏ ‏

شروط وآلية ‏

وقالت مصادر وزارية لـ"الجمهورية"، انّ البحث في الآليات التي يجب اعتمادها لتنظيم ‏عودة من ‏يريد من المغتربين بات متقدّماً. وانّ البحث تركّز حتى الآن حول قدرة الحكومة ‏والوزارات ‏والدوائر المعنية الصحية منها والديبلوماسية والأمنية، والتي ستشارك في ‏العملية، مع العلم انّ من ‏سيشارك في هذه العملية هي وحدة خاصة من ضباط وعناصر ‏المديرية العامة للأمن العام ومن ‏وزارتي الصحة العامة والخارجية والمغتربين وفريق ‏من الأمانة العامة لمجلس الوزراء والهيئة ‏العليا للإغاثة.‏

وأكّدت المصادر، أنّه من الصعب تحديد عدد الراغبين في العودة في ظل فقدان أي رقم ‏أو ‏إحصاء ثابت حتى الساعة. ذلك أنّ بعض الذين كانوا راغبين في العودة قد عدلوا ‏عنها. ‏بالإضافة الى أنّ مجموعة أخرى من الراغبين بالعودة هم من المصابين ‏بالفيروس، ‏ويرغب البعض منهم بالعودة، وهو ما يُلزم التوصل الى آلية تُنفذ بالتعاون بين ‏لبنان ‏والدول المعنية. فبعض هذه الدول تصرّ على تطبيق القوانين الصارمة المُعتمدة ‏لجهة ‏السماح للبعض منهم بالعودة الى لبنان، وسط تدابير إدارية وأمنية وطبية استثنائية، ‏للتثبت ‏من قدرتهم على مغادرة البلدان التي يعيشون فيها، والتثبت من اوراقهم الثبوتية منعاً ‏لوجود ‏مطلوبين بينهم.‏ ‏

وفي معلومات لـ"الجمهورية"، أنّ الاتصالات أدّت الى تكليف وزارة الصحة فِرقاً ‏طبية ‏متخصّصة ستنتقل في الطائرات التي ستتوجّه الى حيث المغتربين لإجراء الفحوص ‏الطبية ‏الضرورية لهم قبل انطلاقهم منها، وللتثبت من إمكان وجود مصابين بينهم لعزلهم ‏في طريق ‏العودة على الطائرة، قبل جمعهم في مراكز للحّجر في لبنان وإجراء الترتيبات ‏التي تحمي ‏سلامتهم وسلامة عائلاتهم في بيروت.‏

‏ ‏في هذا الإطار، قالت مصادر طبية لـ"الجمهورية"، إنّ بعض القوى السياسية والحزبية ‏أنجزت ‏تحضير مواقع للحَجر في الجنوب ومناطق مختلفة لجمع المغتربين فور عودتهم ‏الى لبنان. ومن ‏بين الترتيبات المُسبقة ما أنجزه "حزب الله" من مراكز للإيواء في ‏الجنوب قبل أيام عدة.‏

وفي المعلومات ايضاً، أنّه في حال تبيّن أنّ عدد المصابين كبيراً ستُخصّص لهم طائرة ‏خاصة ‏معقّمة ومزودة التجهيزات التي تسمح بانتقالهم من دون تسرّب الفيروس، على أن ‏يُنقلوا مباشرة ‏الى المستشفيات المخصّصة لهذه الغاية حسب حالتهم الصحية المثبتة ‏بالتقارير الطبية المتوافرة ‏إن خضعوا لمثل هذه الفحوصات حيث كانوا.‏

‏ ‏التعيينات ‏

والى "العدّاد الكوروني" غير الهادئ، فإنّ العدّاد السياسي هو الآخر لم يهدأ بعد، اذ ‏يُسجّل كل يوم ‏شيء جديد من "الكابيتال كونترول" الى "الهيركات" وما بينهما من ‏تعيينات مصرفية (في ‏حاكمية مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف)، وقضائية، ‏الى حد انّ الخلافات حول هذه ‏الملفات قد تُغرق عمل الحكومة لمكافحة "كورونا" التي ‏تهدّد السلامة العامة، بمزيد من الإخطار، ‏خصوصاً اذا استمر عدّاد المصابين في ‏الارتفاع يومياً.‏

وعلمت "الجمهورية"، أنّ الأفرقاء المعنيين بالتعيينات المصرفية سلّموا أسماء مرشحيهم ‏عبر ‏الوزراء الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء التي ستوضبها اليوم تمهيداً لإدراجها ‏على جدول ‏اعمال جلسة مجلس الوزراء التي ستُعقد الخميس المقبل في القصر ‏الجمهوري. واشارت هذه ‏المعلومات، انّ تيار "المستقبل" بزعامة الرئيس سعد الحريري ‏يسجّل اعتراضاً على هذه ‏التعيينات.‏ ‏

الوضع المالي والاجتماعي ‏

اقتصادياً ومالياً، بدأ الوضع الاجتماعي يضغط أكثر فأكثر على الحكومة، التي تبدو ‏عاجزة من ‏حيث القدرة، ومن حيث الواقع السياسي، الذي كشف عوراتها في الايام القليلة ‏الماضية، عن ‏مواجهة هذه الأزمة التي يُتوقّع أن تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم.‏ ‏

وفي موازاة مطالب شرائح واسعة في المجتمع بمساعدات مالية فورية، لا تزال الخطط ‏الحكومية ‏محصورة بنقاشات حول طريقة توزيع بعض الحصص الغذائية، التي لن تحلّ ‏المشكلة بالتأكيد.‏ ‏

في غضون ذلك، لا يزال ملف مشروع "الكابيتال كونترول" يستأثر باهتمام الاوساط ‏المالية ‏والاقتصادية، لمعرفة ما اذا ما كان قد صُرف النظر نهائياً عنه، أم انّه سيتمّ تقديم ‏مشروع آخر، ‏بعد معالجة النقاط التي كانت موضع خلاف من حيث المضمون.‏ ‏

وقد تبيّن انّ المشروع السابق مجحف جداً في حق المودع، الأمر الذي دفع رئيس المجلس ‏النيابي ‏نبيه بري الى الاعتراض عليه.‏ ‏

وفي هذا الإطار، كشف مصدر مطّلع لـ"الجمهورية"، انّه سبق وسمع كلاماً ينبغي ‏التوقّف عنده، ‏اذ أنّ مسؤولين ومتمولين سوريين وعراقيين لديهم ودائع في المصارف ‏اللبنانية، يعتبرون أنفسهم ‏متضررين من أي قانون لتقييد الرساميل والودائع، لأنّه يؤمّن ‏تغطية للمصارف لكي تُبقي على ‏ودائعهم مجمّدة.‏ ‏

وقال المصدر: "من المؤكّد انّ ما جرى عكس اعتراضاً على مضمون المشروع، وهذا ‏أمر ‏مشروع ومفهوم. في المقابل، ينبغي تصحيح الخلل، وسد الثغرات القائمة في ‏المشروع، وتحسين ‏ظروف المودع، وحماية حقوقه. لكن لا بدّ من قانون ينظّم مسألة ‏الرساميل، لأنّ في ذلك مصلحة ‏وطنية".‏ ‏

الى ذلك، ربط المصدر نفسه بين الحملة التي تتعرّض لها الحكومة وبين تكليف مجلس ‏الوزراء ‏وزير المال غازي وزنة إجراء كشف مُعمّق على حسابات مصرف لبنان لتبيان ‏الارقام بوضوح ‏ودقة. وأكّد المصدر نفسه، "انّ بعض اركان المنظومة السياسية يخشون ‏هذا الامر، لأنّهم لا ‏يريدون كشف الحقائق امام الرأي العام، حيث سيتبيّن حجم الأزمة ‏المالية، ومسؤولية السياسيين ‏قبل سواهم عن الوصول الى هذا الدرك الخطير".‏

‏ ‏المصارف تؤمّن الطلاب ‏

وفي ملف أزمة الطلاب اللبنانيين العالقين في الخارج، دخلت المصارف اللبنانية على ‏خط ‏المعالجة، وأعلنت جمعية مصارف لبنان في بيان، أنّ المصارف "ملتزمة تحويل ‏المبالغ ‏المناسبة للطلاب اللبنانيّين المقيمين في الخارج، إذا كان لدى هؤلاء الطلاب أو ‏ذويهم ‏حساب مصرفي في لبنان".‏

‏ ‏كما أعلنت المصارف، أنّه "في حال قرّرت السلطات اللبنانية إعادة مَن يرغب من ‏هؤلاء ‏الطلاب الى لبنان، بسبب الأوضاع الراهنة، فإنّ المصارف على أتمّ الإستعداد لتحويل ‏ثمن ‏بطاقات السفر لمصلحة شركة طيران الشرق الأوسط بالدولار الأميركي لكلّ طالب ‏راغب في ‏العودة ولديه حساب في المصارف اللبنانية".‏


الجمهورية ‏