تشير التصريحات التي يتعمّد رئيس الحكومة حسان دياب توجيهها في كل جلسة لمجلس الوزراء، إلى أن الرجل في أزمة إنتاج حقيقية، يسعى للتعمية عليها بتوجيه اللوم للقوى المناوئة لسياسة حكومته أو المنتقدة لأدائها. لا يبدو رئيس الحكومة هو نفسه مقتنعاً بما يقوم به من خطوات، اذ تبدو حكومته رهينة استئثار تمارسه قوة سياسية دون غيرها. والآخرون يتصرفون تبعاً لذلك رفضاً أو قبولاً أو كباشاً معها.
وفيما اعتبرت مصادر سياسية مراقبة عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية أن الحكومة مصابة بداء التردد وليس هناك من مؤشرات على انها قد تشفى منه في وقت قريب، لفتت إلى ما حصل بالنسبة لأداء الحكومة في الاسبوعين الماضيين ما يؤكد صحة هذه النظرية بدءًا من الفشل بوضع خطة الإنقاذ الاقتصادي الى التراجع بموضوع "الكابيتال كونترول" الى التردد في تعيين نواب حاكم مصرف لبنان بعدما كان من المفترض الانتهاء منه قبل أسبوعين، الى تأخير التدابير التي قد تتخذها الهيئة الناظمة لضبط العمل في المصارف وتطمين المودعين على ودائعهم ولجم الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار، الى ترددها في إعادة اللبنانيين المغتربين الى وطنهم ولو لم يهدد الرئيس نبيه بري بتعليق مشاركته في الحكومة لكان موضوع إعادتهم معلق أيضا حتى الساعة.