فيما يستمر العالم أجمع في العمل الدؤوب لمكافحة فيروس كورونا المستجد بعد أن بلغ عدد الدول التي أصابها مئتين ودولتين، وناهز عدد المصابين المليون، مع تسجيل خمسة وأربعين الف وخمسمئة حالة وفاة، وفي الوقت الذي توقفت فيه حركة التواصل بين الدول بانتظار توصل الأبحاث العلمية إلى إجتراح الدواء، في ظل كل ذلك يعيش أهل الحكم في لبنان حالة إنفصام كلّي عمّا يجري، فيما العبء يقع على عاتق وزارة الصحة وفريق عمل مستشفى رفيق الحريري الجامعي والفرق الطبية والتمريضية والمستشفيات وبعض القوى السياسية المهتمة والصليب الأحمر والدفاع المدني والمجتمع الأهلي والبلديات على مساحة الوطن.
من يتابع ما يجري على مستوى الحكومة يعتقد أن فريق الحكم يعيش في كوكب آخر، همّهم عقد الصفقات ومحاصصة التعيينات التي أرجئت من جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي إلى اليوم، لشدة الخلافات المتحكمة في ما بينهم.
وكما بات معلومًا فإن التعيينات المطروحة اليوم تشمل أربعة نواب لحاكم مصرف لبنان، وخمسة أعضاء لهيئة الرقابة على المصارف، وثلاثة أعضاء لهيئة الرقابة على الأسواق المالية. وإذا ما إكتمل عقد تعيينهم تمكّن الفريق الحاكم من وضع اليد على الملف المالي والمصرفي.
الخلاف مستمر
الخلافات بشأن هذه التعيينات وإن لم تكن وليدة الساعة، إلا أنها تنذر بتداعيات على وضع الحكومة ككل. فرئيس تيار المردة سليمان فرنجية وكما فعل في مرحلة تشكيل الحكومة يصرّ، مدعوماً من الثنائي الشيعي، على إعطائه مركزين من أصل ستة مسيحيين من التعيينات المطروحة، على أن تبقى المراكز الأربعة من حصة التيار الوطني الحر الذي يصر من جهته على كل المراكز المسيحية، لكنه وافق بالأمس بعد ضغط الثنائي الشيعي بالتنازل عن عضوية مركز في هيئة الرقابة على الأسواق المالية لتيار للمردة، فيما الأخير ما زالت يصر على عضو آخر في لجنة الرقابة على المصارف، ما يعني أن هذه العقدة لم تذلل بعد.
العقدة السنية
في غضون ذلك تعقّدت أكثر فأكثر مسألة التمثيل السنّي بسبب إصرار رئيس الحكومة حسان دياب على أن تكون المراكز السنية من حصته أو من حصة الفريق السني المؤيد له، ما دفع الرئيس سعد الحريري الى التهديد باستقالة نواب المستقبل من المجلس النيابي، وهذا الأمر سيؤدي حتما إلى استقالات مماثلة، وربما الإعلان عن انتخابات مبكرة.
تهديد الحريري باستقالة نواب "المستقبل" وصفته مصادر الكتلة لـ"الأنباء" بـ"الجدّي وغير المستبعد في حال استمرت سياسة الإلغاء على النحو الذي تسير فيه". واتهمت المصادر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وبعض فريق السلطة بالعمل على "عزل المستقبل، وكل من يمت للحريرية السياسية بصلة".
الصحة تقرع ناقوس الخطر
أما في الملف الصحي فقد دقّ وزير الصحة حمد حسن ناقوس الخطر منطلقًا من حالة التراخي التي تشهدها بعض المناطق اللبنانية وعدم التقيد بالحجر المنزلي، وأكد أننا "ما زلنا في عين العاصفة، فإذا وقع المحظور وأدى الى تفشي الكورونا بسرعة فإن وزارة الصحة لن تستطيع السيطرة عليه، ولا منظمة الصحة العالمية إستطاعت مواجهته في الدول التي شهدت إنتشارا كبيرا له".
وجدد حسن دعوته الى الالتزام بالحجر المنزلي، وقال: "لا زلنا نمر بوضع خطير ونحن ندير المعركة بسلاح متوسط"، منبّها من مرحلة جديدة سيعيشها لبنان إنطلاقاً من يوم الأحد المقبل مع وصول الدفعة الأولى من المغتربين العائدين الى لبنان.
الأنباء الالكترونية