أخبار لبنان

سكاف عن كلام الفرزلي بشأن التعيينات: شو عدا ما بدا؟

تم النشر في 11 نيسان 2020 | 00:00

تعليقا على ما أثاره نائب رئيس مجلس النواب حول حقوق الطائفة الارثوذكسية في التعيينات قال‎ ‎البروفسور غسان سكاف "أنا في البداية لا أوافق على إعتداء أي طائفة على حقوق طائفة أخرى. ‏وأنا في صلب الكنيسة الأرثوذكسية وترعرعت في بيت أهدى الطائفة مطراناً أرثوذكسياً هو المثلث ‏الرحمات أثناسيوس سكاف فربيت على تعاليم أرثوذكسية في الصميم‎.‎‏"‏‎ ‎

وأكد سكاف، في مقابلة عبر إذاعة "الشرق"، أن "الطائفة الارثوذكسية هي من الطوائف ‏الأساسية الكبرى في لبنان ومن الطوائف المؤسسة للبنان الكبير من خلال انخراطها في الدولة ‏والمجتمع والاقتصاد. وتأكيداً على التوهج الارثوذكسي في بدايات دولة لبنان الكبير تم التوافق ‏بين كل المكونات اللبنانية حينها على انتخاب أول رئيس جمهورية شارل دباس بعد التصديق ‏على اول دستور لبناني سنة ١٩٢٦ وهو الذي مزج بين الصحافة والمحاماة ودرس الحقوق في ‏الجامعة اليسوعية وفي جامعة مونبولييه الفرنسية". ‏

وأشار الى أن "التوافق على هذه النخبة الأرثوذكسية كان أساسها الدور الوطني الذي تميزت به ‏النخب الأرثوذكسية منذ المتصرفية اي دور الوسيط والوساطة ودور الحكم والحكمة الوطنية ‏ودور الجسر. وكون أن النظام منذ نظام الملل العثماني كان طائفياً وبعد أن جاء الانتداب وتم ‏الإعتراف بالطوائف من قبل الانتداب الفرنسي في قرار المفوض السامي سنة ١٩٣٦، الا أن ‏القرار الارثوذكسي كان دائماً العلمانية والمواطنة فسعوا لصياغة دستور (١٩٢٦) علماني ‏والطائفية فيه استثناء. وبالرغم من جنوح النظام اللبناني نحو الطائفية تدرجاً بقيت الارثوذكسية ‏طائفة عابرة للطوائف و كطائفة وطنية وليس كطائفة حقوق ومكتسبات. أما اليوم وبعد ضرب ‏القيمة الوطنية بشكل ممنهج لصالح القيمة الطائفية لا بل لصالح المُحاصصة الطائفية الإقطاعية ‏والنيو اقطاعية والمافيوية، مما اسقط لبنان الدولة الوطنية ومعه الدور الارثوذكسي، فأصبح ‏الارثوذكس مكسر عصا يتم اقتناصهم بشكل سهل كونهم لم يسعوا يوما للمحاصصة الطائفية ‏وكونهم لا ينظروا لانفسهم كأقلية"‏‎. ‎

وتابع: "أما الذين يتسغلون اليوم ما يحصل بشكل فاقع مع الارثوذكس فهم مسؤولون بنفس قدر ‏الذين يسيئون الحقوق الأرثوذكسية ولم يفعلوا شيئا مع عرابيهم السياسيين لتغير هذه المعادلة ‏وعلى الاقل حفظ الحقوق ... لا بل امعنوا بالخطاب الاقلوي الذي يضرب بالدور الارثوذكسي ‏الجامع و الوطني. فكفى استغلالاً سياسياً لهذا الملف. لكن هذا لا يعني ان اقتناص الحق ‏الارثوذكسي، طالما أن النظام أعوج، كلقمة سائغة وكمشاع سياسي واداري، يمكن الاستفادة منه ‏عند الطلب دون أي اعتبار للارثوذكس وقياداته الدينية ونخبه هو أمر يمكن القبول به".‏

وختم سكاف قائلا: "السؤال هنا أين الوزراء الارثوذكس الذين تم تعيينهم على هذا الأساس. ألم ‏يكن الرئيس الفرزلي بقربه من العهد مشاركاً أو على الأقل ممن وضعوا فيتويات في مرحلة ‏إنتقاء الوزراء الارثوذكس في حكومة اللون الواحد وهو من صلب هذا الفريق. فشو عدا ما بدا ‏‏... هل نستطيع أن نقول من بيت أبي ضربت ؟ وفي نفس الإطار، لا يمكن في ملف نعتبر من ‏الضرورة حماية الحصص الطائفية والتوازنات فنلغي تعيينات وعندما يأتي الأمر لابتلاع الحق ‏الارثوذكسي يصبح الرؤساء مدافعين عن المواطنة واللاطائفية"‏‎.‎