إقتصاد

حمود: القانون لا يلزم "المركزي" بالتنسيق مع الحكومة

تم النشر في 27 نيسان 2020 | 00:00

‏كتبت باتريسيا جلاد في "نداء الوطن":‏


خروج رئيس مجلس الوزراء الى العلن للهجوم على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والقول ‏عبر وسائل الإعلام إنه لا ينسّق معه في التعاميم الكثيرة التي يصدرها وانه سيضع حداً لهذا ‏التصرّف ولزيادة سعر صرف الدولار المتفلّت، طرح جملة من التساؤلات حول قانونية عدم ‏التنسيق بين المصرف المركزي والحكومة قبل إصدار أي تعميم أو القيام بأي تدبير نقدي أو ‏مصرفي.‏

رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود أوضح لـ"نداء الوطن" أنّ "قانون النقد والتسليف ‏أعطى لمصرف لبنان الإستقلالية بإصدار التعاميم وإدارة السلطة النقدية في البلاد، وذلك بالشكل ‏الذي يرتئيه حاكم المصرف وبالتعاون مع المجلس المركزي"، لافتاً في الوقت عينه إلى أنّ ‏‏"القانون أجاز لمفوض الحكومة لدى مصرف لبنان المعيّن من قبل وزارة المالية (وزارة ‏الوصاية على مصرف لبنان) صلاحية الإطلاع على القرارات بعد إصدارها وكذلك على ‏الإجراءات بعد اتخاذها، على أن ينسّق في الأمر مع وزير المالية باعتباره صلة الوصل بين ‏الحاكم ورئاسة الحكومة".‏

أضاف: "هذا القانون كما هو متعارف عليه لا يطبق فقط في لبنان بل في كل دول العالم، ‏واللافت في الموضوع أنه عندما تنتقص أي سلطة سياسية في أي بلد من استقلالية البنك ‏المركزي وهو السلطة النقدية، يتدنى التصيف الدولي لتلك البلاد". من هنا فلا علاقة لرئيس ‏الحكومة بطلب التنسيق معه من قبل سلامة قبل إصدار أي تعميم أو اتخاذ اي إجراء يعتبر من ‏صلاحياته. فالتنسيق يتمّ من خلال مفوّض الحكومة، الشاغر موقعه منذ نحو عامين.‏

وحول إمكانية قيام وزارة المال بهذه المهمة، يوضح حمود أنه "يمكن لوزارة المال أن تنسّق مع ‏حاكم مصرف لبنان، إذا رأى وزير المال (الوصي) أن هناك شيئاً يتعارض مع سياسة الحكومة، ‏لكن لا يمكنها أن تتدخل في العمليات ولا في القرارات اليومية، إنما تقيّمها وترى ما اذا كانت ‏تتناسب مع السياسة العامة للدولة أو إذا كانت تشوبها أخطاء". هنا وفي ظلّ عدم قيام الحكومة ‏بواجب التعيينات الشاغرة من مفوّض حكومة الى مجلس مركزي شاغر منذ أكثر من عام ولجنة ‏رقابة على المصارف انتهت ولايتها منذ أكثر من شهر، فكيف عساها أن تهاجم وتحتجّ وتنتقص ‏من هيبة السلطة النقدية؟. ثم ألم يطلب سلامة سابقاً من الحكومة إجراء تعديلات قانونية لتوسيع ‏صلاحياته في مسألة الـ"كابيتال كونترول"؟

عن هذا الأمر يلفت حمود الى أن "التنسيق كان مطلباً من الحاكم الى الحكومة، إذ طلب منها في ‏قصر بعبدا وفي القصر الحكومي أن تتولى تنظيم بعض الإجراءات لأن قانون النقد والتسليف لا ‏يسمح للحاكم استنباط قوانين جديدة وبنود جديدة في إدارة النقد، فطلب منها أن تصدر قرارات ‏حكومية وحتى قوانين إصدار في تنظيم العمليات المصرفية، في ما يتعلق بـ"الكابيتال كونترول" ‏لكنّ الحكومة لم تأخذ أي إجراء في هذا السياق".‏

وأكثر من ذلك يذكّر حمود حتى "رئيس مجلس النواب نبيه برّي رفض وقتها أن يفوّض مصرف ‏لبنان أو الحاكم بأي صلاحية واعتبر أن صلاحيته في المادة 74 و 174 من قانون النقد ‏والتسليف تجيز له تنظيم العمليات المصرفية في الحالات الإستثنائية، فهذا التنسيق لم يكن مطلب ‏الحكومة من الحاكم بل على العكس طلب الحاكم من الحكومة أن تتولى هذا الموضوع، وعندما لم ‏يحصل لا على موافقة مجلس الوزراء ولا على إصدار قانون من مجلس النواب، كان لا بدّ من ‏ضمن سياق معالجات الأزمة أن يقدم على إصدار تعاميم، خصوصاً وأنه في ظلّ شغور سدّة ‏مفوضية الحكومة تكون السلطة إستثنائياً وقانوناً في يده".‏


نداء الوطن ‏