ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، بفيديو للفنان القدير صلاح تيزاني (أبو سليم) وهو يتسلّم مساعدة من برنامج " قلبي اطمأن" الإماراتي، ويشكو ضيق حاله، ويبكي لدى حصوله على المساعدة، الأمر الذي لم يستفزّ اللبنانيين فحسب، بل مغرّدين من دول عربية، رأوا أنها قمّة المهانة أن يتعرّض ممثل أفنى عمره ليزرع البسمة فوق وجوه الناس، لكل هذا الذّل العلني أمام الكاميرا، متسائلين أين أولاد الممثل الكبير؟ وما قيمة أي مساعدة إن كانت علنية؟ وأين الدولة اللبنانية من تكريم مبدعيها بدل تركهم يبكون من الفقر والعوز وهم في خريف العمر؟
فقد عرض البرنامج مساء أمس، حلقة ظهر فيها مقدّمه غيث وهو يجول في الكورنيش البحري لمدينة بيروت مع الفنان الكبير، الذي شكى له ضيق حاله ومرض زوجته وعجزه عن علاجها، فساعده غيث بتأمين صحّي وبراتب شهري لمدّة سنتين، الأمر الذي أبكى الفنان الكبير ومحبيه، الذين تناقلوا الفيديو وصبّوا جام غضبهم على وزارة الثقافة، التي تمنح الملايين لتنظيم مهرجانات فنية وتحجب المساعدة عن فنان يستحقها.
وكان غيث قد سأل أبو سليم عن فرقته فأخبره أن معظم أعضاءها ماتوا، وأنّه لم يعد يملك القوّة ليقف أمام الكاميرا، وأنه أدّى الرسالة التي أرادها من الفن على أكمل وجه، إلا أنّه اكتشف أنّه جهده ذهب هباءً وأنّه يقف في عمر الـ92 وهو لا يملك أي ضمان صحّي أو اجتماعي.
وكان مثيراً للاهتمام حديث الفنان عن ولديه أحدهما في أستراليا والآخر في دبي، وعندما سأله غيث لماذا لا يذهب للإقامة معهما، قال إنّه يفضل البقاء في منزله، وإن ابنه مدير فندق في دبي، دعاه لزيارته منذ مدّة، ولم يوضح أسباب فقره الشديد ولديه ولد يشغل منصباً مهماً في الخليج. لتنتهي الحلقة بوعد من غيث لمساعدة زغلول من فرقة أبو سليم (فؤاد حسن) الذي يحتاج لإجراء عملية جراحية في عينيه.
أكثر المعترضين كان الممثل السعودي ناصر القصبي، الذي رأى أن ما حصل في البرنامج كان مهيناً ومذلاً بحق أبو سليم، وكتب عبر حسابه على "تويتر"
"البرنامج الأماراتي ليطمئن قلبي حقق نتائج طيبه في المواسم السابقه لفكرتة الأنسانيه النبيله ولا شك ان صناع هذا البرنامج مشكورين قد قدموا مساعدات عظيمه للبسطاء في كل مكان . لكن مساعدتهم لأشخاص معروفين كما هو مع الفنان ابو سليم ... أرآها مؤذية و مهينه في حقة وإن كان المقصد نبيلاً".
وتوالت التعليقات من أشخاص وافقوا القصبي الرأي، واعتبروا أن فعل الخير يفقد هدفه النبيل إذا كان الهدف منه استعراض الإحسان، بينما خالفه البعض الآخر ورأوا أن ما حصل مع أبو سليم، يلقي الضوء على فنانين انتهى بهم الزمن دون مصدر رزق، وأن مساعدتهم أمام الكاميرا هي حافز للآخرين لفعل الخير.
ويقدّم البرنامج شاب لا يعرف عنه شيء سوى أن اسمه غيث، وعلى الأرجح اسم مستعار، يحمل حقيبته ويجول البلاد العربية لتقديم مساعدات للمحتاجين، ويتم تظليل وجهه كي لا يعرفه الجمهور.
يذكر أن "قلبي اطمأن" هو برنامج خيري عُرض رسميًا لأول مرة في 13 أيار 2018، وحقق نسبَ مشاهدةٍ وتفاعل عالية. وهو يُعرض على مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى قناة نور دبي وقناة MBC1 وقناة أبوظبي، وقد جاء الإعلان عن حلقة أبو سليم كما يلي "العم أبو سليم رسم ابتسامة على وجوه الكثيرين، فكان لابد أن نرد الابتسامة برسمها على وجهه." داعياً المشاهدين إلى التبرّع للوصول إلى أكبر عدد من المحتاجين.
https://m.youtube.com/watch?v=qAqTqQ0FYXk&feature=youtu.be