تحولت بلدة مزبود الشوفية، إلى شبه منطقة عسكرية، بفعل الإجراءات والتدابير الصارمة، التي تتخذها قوى الأمن الداخلي بعزلها عن محيطها بعد ارتفاع عدد إصابات كورونا إلى 17، حيث أقفلت المحلات والمؤسسات، وخلت شوارعها من الحركة، إلا من سيارات قوى الأمن، التي تجوبها وتسير الدوريات، لمراقبة عمليات حجر المصابين التي أجبرتهم على البقاء في منازلهم، لتمضية فترة حجرهم، وتستمر لـ 14 يوما.
ونظرا لخطورة الوضع وخشية تفاقم الأوضاع وتفلتها نحو الأسوأ، وضعت قوى الأمن عناصر منها على مداخل الأبنية حيث مكان إقامة الإصابات، لمراقبتها على مدار الساعة، والتشدد في تطبيق الحجر، ومنعتهم من القيام بأي تحرك خارج منازلهم، خشية اختلاطهم مع الآخرين ونقل العدوى، فيما منعت الحواجز التي أقيمت على المداخل، الزائر، وسمحت فقط للمقيمين وأبناء البلدة، للضرورات القصوى.
هذه التدابير والإجراءات أشاعت الارتياح وبردت الأجواء، لكنها لم تبدد المخاوف لدى أبناء البلدة، حيث يخيم على سكان مزبود البالغ عددهم أكثر من 5000 نسمة، القلق.
نائبا المنطقة، بلال عبدالله ومحمد الحجار اللذان يواكبان بشكل دقيق وبالتفصيل إجراء الفحوصات الطبية في مختلف قرى وبلدات المنطقة، وقد تابعا طوال نهار أمسى الأول الجمعة عملية فحص 255 حالة من بلدات الإقليم الجنوبية، وشملت بلدات المطلة ومزرعة الضهر وحصروت والزعرورية والجيلية وجون والمغيرية ودلهون، وأمس في مزبود، حيث شملت الفحوصات 214 حالة.
وقال عبدالله: "اليوم نضع كل جهدنا في بلدة مزبود لوجود 15 إصابة فيها، 9 منهم مرتبطين بإصابات شحيم، لعامل القربى، مع تسجيل 6 إصابات جديدة".
وأضاف "بعد أخذ الفحوصات من المخالطين في مزبود ستتوضح لنا نسبة انتشار هذا الفيروس لتطبيق فترة الحجر، والتي ستمتد لفترة أسبوعين"، مؤكدا: المهم ألا يحتك أي مصاب أو مخالط بالناس، وهذه ليست مهمة سهلة بحسب تجربتنا في برجا وشحيم، لأنه يبقى هناك تفلت لبعض المصابين والمخالطين، لذا المهم اتخاذ إجراءات قاسية وحجر كامل للمصابين والمخالطين.
من جهته قال الحجار: "إن الفحوصات التي أجريت في مزبود، على نطاق واسع، توجب علينا إعادة التأكيد على ضرورة الحجر ثم الحجر ثم الحجر، هذا الفيروس هو عدو مجهول وإذا لم نعرف كيفية التعاطي معه بذكاء ودراية وحكمة فهو سيتمكن منا".