عرب وعالم

قبل "قيصر"... هل تردّ روسيا دينها على الأسد؟ ‏

تم النشر في 30 أيار 2020 | 00:00

يبدو أن روسيا سوف ترد دينها على رئيس النظام السوري بشار الأسد بوتيرة أسرع مما كانت ‏عليه من قبل، فقد أفادت وكالة إنترفاكس، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر وزارتي ‏الدفاع والخارجية بإجراء محادثات مع سوريا لتسلم منشآت إضافية منها بحرية.‏

في التفاصيل، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تكليفا إلى وزارة الدفاع ووزارة الخارجية ‏بالتفاوض مع سلطات النظام السوري بشأن نقل المزيد من العقارات والمياه، وذلك في إطار ‏الاتفاق المتعلق بنشر مجموعة جوية روسية.‏

وينص المرسوم ،على ضرورة قبول اقتراح الحكومة بتوقيع البروتوكول رقم 1 للاتفاق بين ‏البلدين بشأن نشر مجموعة طيران تابعة للقوات المسلحة للاتحاد الروسي في سوريا في 26 ‏أغسطس/آب 2015.، ويشمل أيضا نقل عقار إضافي ومساحة مائية.‏

يأتي ذلك في إطار توسيع قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية.‏

قاعدة جديدة

في السياق أيضا، وفي إطار توسيع نفوذها شمال شرق سوريا، كان المرصد السوري لحقوق ‏الإنسان، قد أفاد الخميس، بأن القوات الروسية أنشأت قاعدة جديدة في المالكية، تلك المنطقة ‏المحاذية للحدود السورية التركية.‏

وكشف نقلا عن مصادر موثوقة، أن نحو 12 مصفحة روسية وصلت خلال الساعات الماضية ‏إلى منطقة المالكية (ديريك)، وسط تحليق لمروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة.‏

ووفق المعلومات، فإن القوات الروسية تعمدت إنشاء قاعدة لها في قرية قسر ديب شمال غرب ‏المالكية على مقربة من الحدود السورية – التركية، حيث جرى وضع رادارات في إحدى مدارس ‏القرية قبل أيام.‏

محاولة روسية لتفادي قانون قيصر!‏

بيد أن للإعلان دلالات أخرى، فروسيا تسعى جاهدة لكسب الوقت قبل تنفيذ قانون قيصر ‏الأميركي، لأن القانون يشملها كذلك.‏

فبعد يومين، أي في الأول من يونيو/حزيران المقبل يدخل قانون "قيصر" الذي أقرّه الكونغرس ‏الأميركي حيّز التنفيذ، وهو ينصّ على معاقبة كل من يقدّم الدعم للنظام السوري، ويُلزم رئيس ‏الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الدول الحليفة لرئيس النظام بشار الأسد، وبالتأكيد بينها ‏روسيا.‏

وتكمن أهمية القانون الذي صدر في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، ووقّع عليه الرئيس ‏الأميركي دونالد ترمب في 21 من ديسمبر/كانون الأول 2019، في أنه يضع كل اقتصاد النظام ‏السوري تحت المجهر الأميركي، ما يُعرّض كل شركة أو كيان أو حتى أفراد من الداخل السوري ‏أو من أي دولة خارجية للعقوبات إذا ما دخلوا في علاقات تجارية مع النظام أو قدّموا الدعم ‏العسكري والمالي والتقني له منذ تاريخ توقيعه من قبل ترمب في ديسمبر العام الماضي وحتى ‏الآن.‏

‏4 دفعات من العقوبات

ويأتي القانون على 4 دفعات من العقوبات، تبدأ اعتباراً من منتصف يوليو وتستمر حتى نهاية ‏أغسطس/آب المقبل، وتتضمّن أسماء مسؤولين وشركات خاصة في سوريا ولبنان والعراق ‏وإيران وروسيا.‏

كما لفت إلى "أن العقوبات ستشمل كيانات حزبية وشركات وأفرادا قدّموا الدعم الاقتصادي ‏والسياسي للنظام السوري منذ تاريخ توقيعه قانون "قيصر" في 19 ديسمبر الفائت وحتى اليوم".‏

وتعود تسميته باسم قانون "قيصر" إلى الضابط السوري المنشق عن النظام، والذي سرّب 55 ‏ألف صورة لـ11 ألف معتقل عام 2014، قتلوا تحت التعذيب، وأكد مكتب التحقيق الفيدرالي ‏‏(‏FBI‏) صحتها، وأثارت الرأي العام العالمي حينها، وعُرضت في مجلس الشيوخ الأميركي.‏

فيما يعد هذا القانون استكمالاً لسياسة واشنطن في معاقبة النظام السوري والداعمين له بسبب ‏جرائمه الوحشية ضد المدنيين الأبرياء منذ انطلاق الحرب في مارس/آذار 2011.‏

قيصر أميركا في وجه قيصر روسيا

ويختلف قانون "قيصر" عن العقوبات السابقة، لأنه يشمل كل من يتعامل مع النظام من داخل ‏سوريا وخارجها، حتى إنه سيطال مواقع داخل الدولة على عكس العقوبات السابقة التي كانت ‏تطال أفراداً محددين".‏

وصدر قانون مشابه لـ"قيصر" عن الكونغرس الأميركي خاص بدولة نيكاراغوا، حيث فرض ‏عقوبات على النظام، إلا أن مشاكل عديدة واجهت مرحلة تطبيقه، من هنا أنشأ الكونغرس فريقاً ‏خاصاً بالقانون يضمّ أفراداً من دول يشملها "قيصر"، منهم اللبناني نزار زكا الذي كان معتقلاً ‏في إيران بتهمة التجسس لصالح أميركا قبل أن يُطلق سراحه في العام الماضي.‏


العربية.نت ‏