اتهم الجيش الروسي اليوم الاثنين الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي بإجراء تدريبات عسكرية "استفزازية" بالقرب من حدود البلاد، وهو بيان يعكس التوترات بين روسيا والناتو.
وقال الكولونيل سيرغي رودسكوي من هيئة الأركان العامة الروسية إن روسيا أرسلت رسالة رسمية إلى حلف شمال الأطلسي تقترح تقليص الأنشطة العسكرية للطرفين خلال فترة تفشي فيروس كورونا، لكن الحلف تجاهل العرض.
وذكر رودسكوي بشكل خاص مناورات الناتو الأخيرة في بحر بارنتس، متهما بأنهم يحاكون ضربات على الأراضي الروسية واعتراض صواريخ باليستية روسية عابرة للقارات. وقال رودسكوي إن التدريبات هي الأولى من نوعها من قبل الناتو منذ الحرب الباردة.
وأشار رودسكوي أيضًا إلى زيادة عدد الطلعات الجوية التي تطلقها القاذفات الاستراتيجية الأميركية ذات القدرة النووية بالقرب من الحدود الروسية الشهر الماضي. وقال إن القاذفات الاستراتيجية الأميركية من طراز بي-1بي حلقت الأسبوع الماضي فوق أوكرانيا للمرة الأولى على الإطلاق، مما دفع روسيا إلى إرسال الطائرات المقاتلة ووضع قوات الدفاع الجوي في حالة تأهب.
انخفضت العلاقات الروسية الغربية إلى أدنى مستوياتها بعد الحرب الباردة بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في أوكرانيا عام 2014 ودعم موسكو للتمرد الانفصالي في شرق أوكرانيا.
وأعربت موسكو مرارا عن قلقها بشأن نشر قوات الناتو بالقرب من الحدود الروسية، واصفة إياها بأنها تهديد لأمنها. كما ألقت روسيا والتحالف باللوم على بعضهما البعض لإجراء مناورات عسكرية مزعزعة للاستقرار بالقرب من الحدود.
قال رودسكي "الولايات المتحدة وحلفاؤها يواصلون تدمير نظام الأمن في أوروبا تحت ستار (عدوان روسي) متصور".
وقال إنه على الرغم من رفض الناتو الموافقة على تخفيض الأنشطة العسكرية، فقد قررت روسيا عدم إجراء أي تدريبات كبيرة بالقرب من الحدود مع أعضاء الناتو هذا العام.
وقالت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو مرارًا وتكرارًا إن الطائرات المقاتلة الروسية قامت بمناورات غير آمنة بينما القت بظلالها على طائراتها - وهي اتهامات رفضها الجيش الروسي.
وفي أحدث حادث من هذا النوع الأسبوع الماضي، اشتكى الجيش الأميركي من أن طائرات مقاتلة روسية من نوع سوخوي-35 حلقت بشكل خطير بالقرب من طائرة استخبارات البحرية الأميركية من طراز بي-8 ايه بوسيدون فوق شرق البحر الأبيض المتوسط، ما حد من قدرتها على المناورة بأمان.
واتهم رودسكوي بأن رحلات المخابرات الأميركية في كثير من الأحيان بالقرب من القواعد الروسية في سوريا انتهكت الاتفاقات السابقة بين موسكو وواشنطن بشأن تجنب حوادث الجو.
وقال إن موسكو منفتحة لإجراء محادثات للتفاوض على الحد الأدنى من المسافات وقواعد الاتصالات خلال لقاءات السفن الحربية والطائرات العسكرية التابعة لروسيا والتحالف.