أخبار لبنان

حوار الخميس... "مرتجع مع الشكر‎"‎

تم النشر في 18 حزيران 2020 | 00:00

لم تتوقع دوائر القصر ان تتلقى صدمة حياتها بعدما آثرت اللجوء إلى الوسائل التقليدية ما بعد ‏الحمام الزاجل: ساعي بريد على دراجته الهوائية المعهودة، يقفز من مكان الى آخر لتسليم دعوة ‏رئاسة الجمهورية إلى "الحواريين الجدد" إلى خميس الحوار... وهنا المفاجأة الكبرى، "المعازيم" ‏ارجعوا الدعوات مع "الشكر"، ليضلّ "ساعي الخير" وبريد الشعب اللبناني طريقه مرات ‏ومرات، ويدوخ من مكتب إلى آخر، ليعيد الرسالة إلى صاحبها وعليها ملاحظة: "نعتذر، الرسالة ‏لم تصل لأن جمهوريتكم برؤوس عديدة". ملاحظة تختصر حال عهد يبحث عن صورة تجمع ‏القوى الموالية والمعارضة من جديد، لتكون أشبه بتمديد معنوي لعهد انتهى في "17 تشرين"، ‏وحكومة تستحق دخول موسوعة "غينيس" في "تفقيس" لجان، و"باش كاتب" استيقظ على صفة ‏‏"دولة الرئيس‎"‎‏.‏

ما الغاية من "حوار الخميس... فخامة الرئيس؟"، هل هي محاولة جديدة من الطامحين إلى "نظام ‏رئاسي"، لا يمرّ بتجاوز دستوري يضرب موقع رئاسة الحكومة ودور السلطة التنفيذية في ‏البلاد؟ فإذا كان الحوار لمناقشة الوضعين الأمني والاقتصادي، فهناك حكومة مسؤولة ووزراء ‏‏"اختصاصيون" دورهم معالجة الأزمة... أليسوا اختصاصيين... فلماذا اجتماع السياسيين؟ ماذا ‏حقق الاجتماع المالي السابق، سوى أنه كان لوحة فولكلورية بنيت عليها قراءات سياسية ولم ينتج ‏أي مخرج حقيقي؟ ماذا يتضمن جدول الاعمال، هل سيخرج الحوار بقرارات استثنائية بشأن ‏الاصلاحات، هل سيناقش مطالب اللبنانيين بانتخابات نيابية مبكرة؟ والأهم هل سيوزع خطاب ‏الأمين العام لـ"حزب الله" على المشاركين؟ هل سيكون بياناً وزارياً جديداً يغيّر هوية لبنان ‏العربية ويربط الليرة اللبنانية بالتومان الإيراني ويفتح الحدود وفق الخريطة الايرانية أم سيكون ‏حواراً سيادياً يطرح الاستراتيجية الدفاعية وسياسة النأي بالنفس؟ هل هناك نية لدى القصر ‏بمناقشة معادلة "السلاح والجوع" التي طرحها "حزب الرئيس" ورد عليها السيد نصرالله ‏بـ"سنقتلك؟‎"‎‏. ‏

ما الغاية من الحوار، طالما أن العهد والحكومة يصدران أحكاماً مسبقة تجاه سياسات الرئيس ‏الشهيد رفيق الحريري التي وضعت لبنان على الخريطة؟ لماذا تريدون الحوار مع من شاركوا ‏في محاولة تنفيذ هذه السياسات طوال 30 سنة ماضية، نجحوا في بعضها واصطدموا بالتعطيل ‏في اخرى؟ كيف لعهد أن يدعو رؤساء الحكومات السابقين إلى "حوار الخميس" وهو لم يترك ‏فرصة إلا ويستهدفهم بكيدية ويحمّل حكوماتهم المسؤولية؟ هل استيقظ القصر وأيقن أين حقيقة ‏المشكلة؟

خلاصة واضحة: حوار الصورة مرفوض، وحوار من دون طرح الاستراتيجية الدفاعية والنأي ‏بالنفس وانتخابات نيابية مبكرة لا قيمة له، وبالتالي تعود الدعوة إلى القصر، باحثة عن الداعي ‏ليرفق جدول الأعمال معها، علها تكون دعوة جديدة من "فخامة الرئيس" تستدعي إعادة نظر... ‏رغم أن التجربة لا توحي بذلك‎!‎




نداء الوطن - محمد نمر ‏