بعد سنوات من البؤس والدمار والموت التي كانوا شهودا عليها في سوريا، ودع 10 أطفال فرنسيين من بين المئات غيرهم الذين ولدوا على أرض "الخلافة الداعشية المزعومة"، من آباء مقاتلين في التنظيم الإرهابي، المخيمات التي تضم الآلاف من أبناء وعائلات الدواعش السابقين وغيرهم من النازحين.
فقد أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، الاثنين، أنه تجري إعادة عشرة أطفال فرنسيين من مخيمات تضمن عائلات داعش في شمال شرق سوريا إلى فرنسا.
كما أوضحت أن الفتية العشرة قصر أو أيتام وسيسلمون إلى السلطات القضائية في البلاد.
يشار إلى أن فرنسا من بين غيرها من الدول الأوروبية التي ترفض استعادة مواطنيها الدواعش المحتجزين في معتقلات سورية تحت سلطة قوات سوريا الديمقراطية، من أجل محاكمتهم في البلاد، كما تماطل في استعادة زوجات هؤلاء مع أطفالهن، رغم العديد من المناشدات المحلية والدولية.
وكانت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبي، اعتبرت في مقابلة صحافية في كانون الثاني الماضي أنه "من غير المقبول" أن يبقى أطفال صغار جداً لإرهابيين فرنسيين، محتجزين في مخيمات لدى القوات الكردية. ولفتت إلى مسائل "قضائية" (منها ضرورة الحصول على موافقة الوالدة لاستعادة الأطفال)، و"واقعية" (كالوضع الميداني الذي "لا يسمح" بالذهاب لجلب هؤلاء الأطفال)، و"سياسية" (قبول عودة هؤلاء الأطفال من جانب مواطنينا) تؤخر حل هذا الملف العالق منذ سنوات.
أطفال بلا هويات
ويعتبر مخيم الهول الواقع في ريف محافظة الحسكة السورية، أحد أخطر المخيمات في سوريا، إذ يغص بمئات الداعشيات مع أطفالهن.
وكانت "لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا"، أعلنت الصيف الماضي أن 390 طفلًا على الأقل لقوا حتفهم عام 2019 جراء سوء التغذية والجروح غير المعالجة داخل المخيم.
كما حذرت من أن المئات من الأطفال لا يملكون أوراقاً ثبوتية.
ويبلغ تعداد سكان المخيم نحو 74 ألفاً، بحسب مسؤولين في "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، ويعد هذا الرقم ضخماً، فهو يشكل ضعفي عدد سكان مدينة كوباني قبل اندلاع الحرب في سوريا.
ويشكل الأطفال أكثر من ثلثي هذا الرقم، حيث تصل نسبتهم في المخيم إلى 66% من عدد السكان، و"أغلبهم لا يملكون أوراقا ثبوتية"، لا سيما الذين ولدوا على أرض "دولة الخلافة" المزعومة بعد التحاق آبائهم بها، بحسب تقارير للأمم المتحدة.
العربية.نت