أخبار لبنان

‏"مونولوج" بعبدا غداً... و"النظام البوليسي" يتكرّس!‏

تم النشر في 24 حزيران 2020 | 00:00

كتبت "نداء الوطن": "أنا عهدكم الأعلى فاعبدون"... على هذا الأساس بات يتعاطى العهد العوني ‏مع المكونات اللبنانية غير الموالية له، فمن شاء أن يحضر حوار بعبدا فليحضر ومن أراد ‏المقاطعة فليقاطع لكنّ الحوار باقٍ في موعده حتى لو انعقد بلا متحاورين وتحوّل إلى "مونولوج" ‏حواري مع الذات بين مكونات الصف الواحد. لربما كان من بين مستشاري القصر الجمهوري ‏ناصحٌ أمين يهمس في أذن الرئيس ميشال عون اليوم بضرورة عدم ترؤسه جلسة حوار ‏فولكلورية محكومة بالفشل مسبقاً أقله حفاظاً على عدم تشظي هيبة الرئاسة الأولى أكثر إن هي ‏أمعنت في تأطير موقعها ضمن إطار لن يقدّم ولن يؤخر ولن يكرس سوى صورة مقاطعة ‏مكونات رئيسية للدعوة الرئاسية... أللهم إلا إذا صدقت توقعات بعض الأفرقاء من أنّ الهدف من ‏جلسة الحوار هو أن تشكّل توطئةً رسمية لمرحلة جديدة تمهّد من خلالها السلطة لتكريس قبضة ‏‏"النظام البوليسي" في البلد تحت شعارات تحاكي ضرورات الحفاظ على الاستقرار ولجم الفتن ‏المذهبية والطائفية!‏

فهذه الهواجس بدأت في الآونة الأخيرة تجد مشروعيتها على أرضية الملاحقات والاستدعاءات ‏والادعاءات التي تطارد النشطاء المدنيين والمعارضين وتسعى إلى تسخير الأجهزة الأمنية ‏والقضائية بشكل فاضح في محاولات توتاليتارية ترمي إلى تدجين أداء غير الموالين للحكم ‏والحكومة تحت طائل التهديد بملاحقتهم بباقة من التهم والشبهات التي بلغت مؤخراً مستوى ‏التخوين والاتهام بالعمالة في مواجهة بعض المناوئين لسلطة 8 آذار، لا سيما مع بروز ادعاء ‏النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون أمس على العلامة السيد علي الأمين ‏المعارض لـ"حزب الله" لمشاركته في مؤتمر في البحرين شارك فيه مسؤولون إسرائيليون ‏ولارتكابه "جرائم مهاجمة المقاومة والتحريض بين الطوائف والمس بالقواعد الشرعية للمذهب ‏الجعفري".‏

وإذ يأتي النهج التخويني الطاغي على أداء السلطة في الآونة الأخيرة ليجسد مضامين التصريح ‏الصريح الذي أدلى به أمس المستشار السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسين الموسوي ‏وتوعد فيه كل من يتماهى من اللبنانيين مع الطروحات الأميركية بأنه سيُعتبر من الآن فصاعداً ‏‏"متواطئاً مع العدو الصهيوني سواءً كان واعياً أو غائباً عن الوعي"، تعالت في المقابل أصوات ‏المنددين بهذا الأداء السلطوي إلى درجة اضطر معها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ‏إلى الإعراب عن أسفه لكون "وجه لبنان بدأ يتغيّر ويسلك طريق الظلم وطريق النظام البوليسي ‏والاعتداء على حرية الانسان وكرامته"، مندداً بالسياسيين الذي "يريدون العودة بلبنان إلى العصر ‏الحجري وتجويع الناس وإفقارهم وتهجيرهم".‏

وعلى خطى الانهيار، تواصل البلاد عدّها التنازلي نحو لحظة الانفجار الاجتماعي الحتمي تحت ‏إدارة الحكومة الفاشلة القائمة، في وقت لفتت أمس إشارة مصادر نيابية معنية بالملف المالي إلى ‏كون حكومة حسان دياب مصرّة على تقديم الدولة اللبنانية "كمهر لزواجها مع صندوق النقد" من ‏خلال إصرار الحكومة على مفاوضة الصندوق من منطلقات "تضع لبنان في موقع العاجز ‏والمتهالك سلفاً"، منوهةً بأنّ "هذا الصندوق الدولي إنما هو مصرف في نهاية الأمر ويقوم بما ‏يتوافق مع مصلحته قبل أي شيء آخر، ومن هنا فإنه كطرف مفاوض يناسبه طبعاً التفاوض مع ‏طرف ضعيف كما هو الحال مع الحكومة الحالية لكي يتمكن من فرض شروطه عليها".‏



نداء الوطن ‏