أخبار لبنان

"طفح الكيل" .. و"الإصلاح" مطلب الشرق ‏والغرب‎!

تم النشر في 14 تموز 2020 | 00:00

المصدر: نداء الوطن 


تُحذرنا السلطة من خطر أمني داهم قادم من الشمال فيُقتل الجيش اللبناني في البقاع! ‏تراها تتشدق بمخططات "راجح" الفتنوية شمالاً وتجدها "صمّ بكمٌ" إزاء السلاح المتفلت ‏الذي يسرح ويمرح بقاعاً، ليغتال الآمنين والعسكريين وآخرهم المعاون الشهيد علي العفي ‏الذي سقط برصاص الغدر العشوائي أمس في دورس. أي سلطة هي تلك التي تستأسد ‏على مواطنين ثائرين سلميين، وتهادن كالحمل الوديع سلاحاً غير شرعي يقطع الأعناق ‏والأرزاق في البلد؟ الجواب بسيط، هي نفسها السلطة التي تقتل اللبنانيين يومياً ألف مرة ‏جوعاً وعوزاً وذلاً على أبواب المصارف والصيارفة والسوبرماركات والمستشفيات، هي ‏نفسها السلطة الفاشلة التي أوصلت اللبنانيين إلى الدرك الأسفل اقتصادياً ومالياً ‏واجتماعياً وتطلب منهم بوقاحة أن يوجهوا لها "الشكر" على تأمين سلة غذائية تقيهم شرّ ‏المجاعة، هي نفسها السلطة الفاسدة التي تتهرب من موجبات الإصلاح ووقف الهدر ‏والمحاصصات في هيكلية الدولة وتغامر وتقامر بمصير البلد وأبنائه عبر استنزاف الفرص ‏والوقت في لعبة "الكر والفر" مع صندوق النقد، حتى أخرجته عن طوره وصمته ليوجه بياناً ‏أشبه بالتوبيخ للسلطات اللبنانية العاجزة عن "التوافق حول خطة الإنقاذ المالي الحكومية" ‏محملاً إياها مسؤولية "زيادة كلفة الأزمة بتأجيل التعافي". وهو ما رأت فيه مصادر نيابية ‏لـ"نداء الوطن" تأكيداً صريحاً من الصندوق على أنّ "الهوة تكبر بينه وبين الوفد الرسمي ‏المفاوض"، في وقت لا تزال كل محاولات أهل الحكم والحكومة للتذاكي على المجتمعين ‏العربي والغربي تصطدم بجدار صلب من المطالبة بالإصلاح باعتباره مفتاح الربط والحل ‏في الأزمة الوطنية، فتعود السلطة أينما ولّت وجهها لطلب المساعدة لتجده شرطاً ناجزاً ‏يتقاطع عنده الشرق والغرب لتقديم يد العون إلى لبنان‎.‎

فبعبارة "طفح كيل الصندوق"، تلخص المصادر النيابية الوضع الراهن على صعيد ‏مفاوضاته المتعثرة مع لبنان، وتشير إلى أنّ مسألة "الكابيتال كونترول" كانت فعلياً الشعرة ‏التي قصمت ظهر هذه المفاوضات، موضحةً أنّ "صندوق النقد يركز على هذه المسألة ‏بينما الانقسام الداخلي حيالها كبير جداً، فهناك في مجلس النواب من يريد لاقتراح القانون ‏أن يبصر النور وهناك من يريد إطفاء وهجه"، وتضيف: "في الأساس يتوجب على الحكومة ‏إرسال مشروعها لقانون الكابيتال كونترول من ضمن خطتها الكاملة، لا أن تتلطى خلف ‏مجلس النواب كما هو حالها الآن معتمدةً على اقتراح قانون وقعه عدد من نواب "التيار ‏الوطني الحر" وكتلة "التنمية والتحرير" بموجب اتفاق أعلن رئيس التيار جبران باسيل أنه ‏عقده مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بهذا الخصوص"، مؤكدةً أنه "وبخلاف ما أشاعه ‏باسيل فإنّ بري غير متحمس لإقرار هذا الاقتراح ما لم يُقرن بضمان ودائع اللبنانيين، إذ ‏وبينما قد تكون المصارف متحمسة لطرح الكابيتال كونترول باعتباره يحميها من دعاوى ‏المودعين داخلياً وخارجياً، غير أنه من دون تأمين الودائع لن يمرّ اقرار هذا الاقتراح في لجنة ‏الإدارة والعدل، سيما وأنّ هناك من النواب من هم رافضون كلياً لفكرة الكابيتال كونترول ‏لكونه سيقفل الباب أمام المستثمرين والمغتربين ويقطع الطريق على أي تحويل للأموال ‏من الخارج مستقبلاً‎".‎

وكما صندوق النقد الدولي وكل مكونات الأسرة الدولية المنادية بضرورة تنفيذ الحكومة ‏للإصلاحات المطلوبة منها، عاد موفد رئاسة الجمهورية اللواء عباس ابراهيم من الكويت ‏ناقلاً أجواء تصب في الاتجاه الدولي نفسه إزاء المعضلة اللبنانية. وفي هذا الإطار، نقلت ‏مصادر مطلعة على أجواء زيارة ابراهيم إلى العاصمة الكويتية لـ"نداء الوطن" أنّ ‏المسؤولين الكويتيين وإن كانوا "شددوا على موقفهم المبدئي والأخوي الداعم لاستقرار ‏لبنان والمؤكد على تعزيز مظلة الأمان العربية والدولية لدور الجيش اللبناني في تكريس ‏هذا الاستقرار، لكنهم في الشق المتعلق بالأزمة الاقتصادية ركزوا على نقطتين أساسيتين، ‏الأولى تتمحور حول وجوب الإسراع في إجراء إصلاحات جدية، والنقطة الثانية تشدد على ‏أهمية اعتماد سياسة الحياد لحماية لبنان‎".‎

وإذ جزمت بأنّ كل حديث عن وعود أو وديعة كويتية كما يصار إلى ضخه في بعض وسائل ‏الإعلام اللبنانية "ليس له أي أساس من الصحة"، أردفت المصادر بالقول: "لا اللواء ابراهيم ‏طلب وديعة مالية ولا الكويتيون هم في وارد تقديمها راهناً، وكل ما في الأمر أنّ المطالب ‏التي نقلها الموفد الرئاسي اللبناني تم إيداعها في عهدة رئيس الحكومة الكويتية لرفعها إلى ‏أمير البلاد ليتخذ القرار المناسب حيالها من دون أي وعود مسبقة"، وأوضحت أنّ "هذه ‏المطالب تراوحت في أبرزها بين طرح إمكانية تقديم الدولة الكويتية تسهيلات نفطية وبحث ‏مدى قابلية تزويد لبنان بالنفط من دون إدخال شركة دولية وسيطة بغية تخفيف الأعباء ‏والتكاليف المالية عن الخزينة اللبنانية، وبين طلب تنفيذ مشاريع كويتية في لبنان يديرها ‏الكويتيون أنفسهم بطريقة‎ "BOT" ‎مقابل ضمانات بالأصول اللبنانية‎".‎

وفي الغضون، عادت مهمات قوات اليونيفيل إلى واجهة الأحداث خلال الساعات الأخيرة ‏عبر نافذة التشدد الأميركي في مقاربة ملف التمديد لولايتها في جنوب الليطاني، انطلاقاً ‏مما تعتبره واشنطن "فشل القوة الدولية" في تطبيق كل مندرجات القرار 1701 "وعدم ‏تنفيذ مهامها كاملة" لا سيما المتعلقة منها "بسلاح حزب الله ومنع اليونيفيل من دخول ‏مناطق معينة ضمن نطاق عملها في جنوب لبنان لإجراء عمليات التفتيش". وأكدت مصادر ‏ديبلوماسية غربية لـ"نداء الوطن" أنّ "الإدارة الأميركية لن تهادن في معركة التمديد لولاية ‏اليونيفيل"، متوقعةً أن "تخوض معركة قاسية في هذا المجال على أن تحتدم بدءاً من شهر ‏آب المقبل عشية انعقاد مجلس الأمن لبحث التمديد وإقراره‎".‎

وإذ لفتت إلى أنّ "الأميركيين يتمسكون بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو ‏غوتيريش الذي يؤكد فيه أنّ "حزب الله" يمنع دوريات اليونيفيل من القيام بمهامها ميدانياً ‏في عدد من المناطق الخاضعة لمنطوق القرار الدولي"، أشارت المصادر الديبلوماسية إلى ‏أنّ "المعركة التي ستخوضها الولايات المتحدة على طاولة التمديد لليونيفيل ستشمل طلب ‏تعديل مهامها ونشرها على الحدود الشرقية مع سوريا إلى جانب انتشارها عند الحدود ‏الحنوبية لمنع تدفق السلاح إلى "حزب الله"، علماً أن رسائل أعدها أعضاء في الكونغرس ‏تطالب إدارة ترامب بالتزام هذا المطلب"، لتخلص المصادر إلى الإشارة إلى أنه "وبينما ‏سيكون من الصعوبة بمكان أن يستطيع لبنان الرسمي التجاوب مع هذا المطلب، ستبقى ‏النقطة المحورية التي يبدو أنّ واشنطن لن تقبل بالتنازل عنها في هذه المعركة ترتكز على ‏أن يصار إلى خفض عديد قوات اليونيفيل عما هو عليه اليوم، باعتبارها لا تحقق النتائج ‏الأممية المتوخاة من مهامها.