أخبار لبنان

الخائن

تم النشر في 19 تموز 2020 | 00:00

حديث الإثنين


أخيراً وجد العهد حكومته الأولى‎.‎

قبل أن يعثر عليها، افتقد الرئيس ميشال عون في حكومتي سعد الحريري الآذان الصاغية. لكنها ‏توافرت له في العشرين وزيراً، فكانت الحكومة الصاغية والصاغرة‎.‎

كل جلسات مجالسها الوزارية، تجري كما يشتهي فخامته‎.‎

وكل ما يشتهيه فخامته، يجري كما يشتهي حزب الله‎.‎

وكل ما يشتهيه حزب الله، يجري كما تشتهيه إيران‎.‎

قد يقول أصحاب النيات السيئات، أن هذه الإشتهاءات تخرق الدستور بداية... والسيادة نهاية‎.‎

لن ننساق وراء هذه الفرضيات، ونتهم بالتالي الحكومة الديابية بالخيانة. لكننا سننساق وراء ‏تلميحات حسان دياب ونتهم سعد الحريري بهذه التهمة المشينة‎.‎

عندما أشار "عالم الأسرار"، الدكتور دياب، إلى أن سياسياً لبنانياً قام بتحريض الدول الشقيقة ‏والصديقة على عدم مساعدة لبنان، وبالتالي تركه للانهيار والمجاعة، يكون قد قصد حصراً سعد ‏الحريري‎.‎

ونسألك يا دولة الرئيس‎:‎

لماذا التلميح بخيانة الحريري، وأنت الذي صارحتنا بانجازاتك، وبلا خوف على السمعة ‏والمصداقية؟‎.‎

لا نحتاج إلى لبيب ليفهم إشارتك المفضوحة. فمن هناك غير سعد الحريري يستطيع الوصول إلى ‏قصور القرار في العالمين العربي والغربي؟‎.‎

معك كل الحق يا دولة الرئيس. فعلاقاته العربية والدولية تدل عليه وتدينه‎.‎

وأنت يا شيخ سعد... لا يكفينا نفيك لتنتفي عنك صفة الخائن‎.‎

نريد منك أفعالاً لا أقوالاً‎.‎

امسك هاتفك واتصل بالرئيس ترامب‎.‎

ناشده باسم الصداقة أن يسمح للدولار باجتياح أسواق لبنان‎.‎

ولأنك تعرف مكانتك في قلبه... فاطلب وتدلّل‎.‎

طالبه برفع اسم حزب الله من قوائم الإرهاب‎.‎

طالبه بإجبار إسرائيل على الإنسحاب من شبعا ومزارعها‎.‎

طالبه باستثناء لبنان من قانون قيصر‎.‎

إن فعلت فَعلْ... فافعلها وأثبت لحسان دياب أنك لست خائناً‎.‎

ولأن التهمة كبيرة فأنت مطالب بالمزيد‎.‎

بادر بالذهاب إلى الملك سلمان وولي عهده. وهما مثل ترامب لن يرفضا لك طلباً‎.‎

اطلب وتمنى. وستجدهما يغدقان على لبنان الودائع والهبات‎.‎

وكي لا تضع نفسك في موضع الشبهة، استدع سفير العراق إلى بيت الوسط. وأخبره أن حبل ‏الود بينك وبين بغداد سينقطع إذا لم يأكل العراقيون ما نزرع... ويلبسوا ما نصنع‎.‎

لا بد من نهاية لهذه المسرحية الهزلية، التي تؤديها الحكومة الديابية، ولا بد للجمهور أن يغادر ‏القاعة إلى الشارع. وهناك لا يصح إلا الصحيح‎.‎

والصحيح أن المحرض على الحكومة منها وفيها... تماماً كدود الخل‎.‎

والمستغرب، أن يستثني العهد وحكومته، الكورونا من إلقاء مسؤوليتها على الحريرية وماضي ‏السنين الثلاثين‎.‎

لتكن جدياً ذات مرة يا دولة الرئيس‎.‎

انظر حولك، وستعرف من نادى بالموت لآل سعود، فكان بذلك المحرض الحقيقي على منع مدّ ‏اليد الخليجية لانتشال لبنان‎.‎

وإذا نظرت إلى ما بعد سوريا، وصولاً إلى العراق واليمن، ستعلم، إذا كنت فعلاً من أهل العلم، ‏من نأى بنفسه عن النأي بالنفس... ومن حوّل لبنان من مقر للتوفيق بين العرب، إلى مصدر ‏للاختلاف والتفرقة‎.‎

بحكومتك يا دولة الرئيس اكتملت أعراض الشلل النصفي، الذي أصاب علاقاتنا الدولية‎.‎

وأخيراً نذكر لك ما ذكره التاريخ عن سقوط غرناطه، عندما أعطي الحكم فيها لملك لم يحافظ ‏عليها كالرجال‎.‎

هكذا ضاعت الأندلس... وعلى ما يبدو أن التاريخ يكرر نفسه في لبنان‎.‎

‎ ‎

‎ ‎

وليد الحسيني