من وافد قادم من بروكسل إلى مجموعة مخالطين في بلدة قرنايل، انتقلت عدوى كورونا بسرعة بين أهالي البلدة، وما كنا نتخوّف منه بات أمراً واقعاً فرض استنفاراً وحالة تأهب في البلدة. ومن حالة واحدة إلى 9 حالات مثبتة حتى الساعة، ارتفع عدّاد كورونا ومعه ارتفع هاجس الخوف من انتشاره داخل الأحياء، خصوصاً أن المصابين الذين صدرت نتيجتهم بالأمس كانوا قد خالطوا بدورهم أفراد عائلتهم.
بدأت القصة عندما وصل وافد من الخارج إلى البلدة من دون علم البلدية، ولكن المسؤولية لا تقع على بلدية أو وزارة بقدر ما تقع على وعي الناس واستهتارهم بهذا الفيروس الموجود في لبنان منذ 4 أشهر. تعيش بلدة قرنايل منذ 4 أيام حالة ترقب بعد تسجيل إصابتين مؤكدتين قبل أن تتلقى بالأمس الخبر الأصعب بتسجيل 9 حالات إيجابية من أصل 27 فحصاً للمخالطين الذين احتكوا بالوافد.
في التفاصيل، أكد رئيس بلدية قرنايل مروان الأعور لـ"النهار" أن "بعد معرفتنا بما جرى مع الوافد حاولنا التحرك سريعاً من خلال إغلاق البلدة لمدة 3 أيام إلى حين صدور النتائج، كما اتخذنا مبادرة شخصية بإجراء الفحوصات بالتعاون مع فريق من الصليب الأحمر لكسب الوقت وعدم انتظار فريق الوزارة الذي لن يصل قبل 3 أيام. وبعد التأكد من إصابة 9 أشخاص من الذين خاطلوا الوافد من أصل 27، قررنا تمديد فترة الإغلاق للتأكد من سلامة السكان وإجراء فحوصات على نطاق أوسع، خصوصاً أن المصابين يعيشون مع أهاليهم وأقاربهم، وبالتالي خطر انتقال العدوى إليهم كبير. وعليه، ستبقى البلدة مقفلة لخمسة أيام إلى حين صدور النتائج الجديدة".
أضاف "بالأمس، اتصلت بنا وزارة الصحة لتبلغنا بوجود إصابة جديدة وبأنها ستتوجه اليوم من خلال فريق الوزارة إلى البلدة لإجراء حوالى 100 فحص للمخاطلين ومعرفة مدى انتشار الفيروس وتقييم الوضع الوبائي".
ويشير الأعور إلى أن "الوضع ليس مطمئناً، ويزداد سوءاً، لا سيما أنه في أحد الأحياء يعبئ حوالى 30 إلى 35 شخصاً من البلدة و20 سورياً المياه من حنفية خاصة بهم، ومن بينهم مصاب. لذلك متخوفون من وضع الحيّ وحتى البلدة، لأن وراء كل مصاب هناك عائلة وأقارب تمّ الاحتكاك بهم. نرجو أن تمرّ هذه المرحلة على خير وأن نتخطى هذه الأزمة بوعي ومسؤولية وتعاون الجميع".
النهار