المساعدات التي يمكن ان تقدمها بريطانيا الى لبنان في ضوء خطة الحكومة للإصلاحات، محور الإتصال الذي أجراه رئيس الحكومة حسان دياب عبر سكايب مع وزير الدولة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط جيمس كليفرلي، في إطار زيارته "الافتراضية" للبنان، في حضور السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينغ والمستشار السياسي سيمون أودونيل، ومستشار رئيس الحكومة السفير جبران صوفان. حيث تم التداول في هذا الشأن.
وللغاية نفسها، إتصل وزير الخارجية ناصيف حتي بالوزير كليفرلي وبحث معه في سلة المساعدات البريطانية للبنان والوضع في المنطقة.
بيان السفارة البريطانية
في هذا الاطار، اعلنت السفارة البريطانية في بيان، ان "الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جايمس كليفرلي قام بزيارة افتراضية إلى لبنان، ناقش فيها الأهداف الاقتصادية والأمنية المشتركة. واطلع الوزير كليفرلي على مدى تأثير جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية على معيشة الشعب اللبناني، والدعم الذي تقدمه المملكة المتحدة UK Aid للأكثر ضعفا.
وشكلت هذه الزيارة فرصة للاطلاع بشكل مباشر على كيفية تطبيق الشراكة الطويلة الأمد للمملكة المتحدة مع لبنان من خلال قطاعات التعليم والأمن والدعم الإنساني، وتوفير فرص اقتصادية بلغت قيمتها 200 مليون دولار أميركي في العام 2019".
وشدد كليفرلي على "الدور الريادي الذي تضطلع به المملكة المتحدة في إيجاد لقاح لفيروس كورونا، على أثر القمة العالمية للقاح التي عقدت في حزيران وجمعت 8.8 مليار دولار أميركي لدعم الجهود العالمية لمكافحة الفيروس. كما فاقت استجابة المملكة المتحدة أكثر من مليوني دولار أميركي للمساعدة على مواجهة فيروس كورونا في لبنان".
وقال متحدثا عن زيارته: "دُهشت كثيرا بشغف اللبنانيين الذين التقيت بهم واندفاعهم. وأنا على ثقة بأن هذا البلد يمكنه أن يتمتع بمستقبل باهر من جديد، لكنه يجب أن يتخذ إجراءات طارئة وحاسمة الآن لتجنب وقوع الكارثة الاقتصادية".
تساعد المملكة المتحدة في التصدي لجائحة فيروس كورونا في لبنان، الأمر الذي سيساعد بدوره على وقف موجات المرض في المستقبل. وقد تسبب هذا الوباء بالفعل في وفاة الكثيرين في جميع أنحاء العالم، ولكن يمكننا معا وقفه. لا أحد في مأمن حتى نكون جميعا في أمان".
واشار البيان الى انه "خلال زيارته الافتراضية التي دامت يوما كاملا، إلتقى الوزير كليفرلي رئيس الوزراء حسان دياب ووزير الخارجية ناصيف حتي ليشدد على فداحة تردي الوضع الاقتصادي وعواقبه في حال لم يحرز أي تقدم. كما شدد على أهمية سياسة النأي بالنفس التي اعتمدها لبنان".
وتابع البيان: "في جلسة عن المشروع البريطاني لأمن الحدود - الذي يساعد في حفظ الأمن على الحدود اللبنانية - استمع من ضباط الجيش اللبناني عن الدور الأساسي الذي يؤديه الدعم البريطاني في معالجة الأمن الإقليمي.
كما استمع كليفرلي من شركاء من برامج متنوعة أطلقتها المملكة المتحدة عن التحديات الإنسانية وتلك المتعلقة بالتعليم في أنحاء لبنان كافة وعن دعم المملكة المتحدة UK Aid للمجتمعات الضعيفة والمضيفة. وانضم إليه أعضاء في "صوت شباب المتوسط" من المجلس الثقافي البريطاني، أتوا من مناطق عدة، حيث شارك كليفرلي في نقاش حيوي معهم حول التعليم والفرص المستقبلية للشباب اللبناني.
وفي طاولة مستديرة عقدها مع خبراء مستقلين، استمع الى التحديات التي تواجه الاقتصاد اللبناني والطريق المؤدية إلى الانتعاش. وتضمنت الجلسة عرض أفلام فيديو لمستفيدين وشركاء شاركونا قصصهم الشخصية عن تأثير الأزمة الاقتصادية عليهم".
مقالة رأي لكليفرلي
الى ذلك، وزعت سفارة بريطانيا في لبنان نص مقالة رأي بقلم الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جايمس كليفرلي، جاء فيها: "نظرا إلى سمعة الضيافة اللبنانية المعروفة، أشعر بالخيبة لأني لم أتمكن من زيارة البلد شخصيا منذ تعييني وزيرا لشؤون الشرق الأوسط في المملكة المتحدة في وقت سابق من هذا العام. ففي أشهر قليلة حول فيروس كورونا العالم، وها نحن نعتاد بحذر على "الوضع الطبيعي الجديد". لكنني مسرور لأنني تمكنت من استخدام التكنولوجيا للقيام بهذه "الزيارة الافتراضية" إلى لبنان - لكن تناول الطاووق والتبولة على الغداء بينما أحاور بالفيديو الزملاء في بيروت كان طعمه أطيب مع البحر الأبيض المتوسط في خلفية الصورة.
وقد ساعدتني زيارتي على تعميق فهمي للتحديات الهائلة التي يواجهها الشعب اللبناني في هذه الاوقات. أثناء الحوارات التي تناولت الموضوع الاقتصادي، لمست مباشرة مدى تأثير الأزمة على ان هذه الأزمة في حياة المواطنين العاديين. كما اطلعت من العاملين في كل من القطاع الإنساني والتعليمي والأمني على الآثار الملموسة للأزمة.
تبقى المملكة المتحدة شريكة للبنان وصديقة للشعب اللبناني. ففي العام الماضي، قدمنا الدعم لـ 200 شركة لبنانية صغيرة ومتوسطة الحجم، وساعدنا في التحاق 488 ألف طالب بالقطاع التعليمي، وقدمنا 39 مليون دولار مباشرة للمجتمعات اللبنانية -وأكثر بكثير من ذلك. كما أن العلاقات بين الشعبين، من تجارة ثنائية إلى طلاب لبنانيين يدرسون في المملكة المتحدة، ما زالت كلها تنمو عبر السنين.
نحن الشركاء الأكثر فخرا بالجيش اللبناني كونه المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان، فقد دربنا 11 ألف جندي، وساعدنا على ضبط أمن الحدود السورية للمرة الأولى. فشراكتنا الهامة ساعدت على دعم الجيش اللبناني في إخراج داعش من لبنان. كما أننا نعمل مع قوى الأمن الداخلي على تحسين قدراتها لا سيما في ضبط الأمن المجتمعي في بيروت.
ثم طرأت جائحة كوفيد 19. أمنت الاستجابة السريعة للمملكة المتحدة أكثر من مليوني دولار لمكافحة جائحة كوفيد هنا في لبنان. وعلينا أن نتابع العمل معا لمواجهة هذا المرض الرهيب.
بالتأكيد، الأزمة اللبنانية التي تواجه لبنان هي غير مسبوقة بحجمها. لكن المملكة المتحدة تبقى ملتزمة في دعمها الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وسوف تعمل على حماية المواطنين الأكثر ضعفا.
إن حجم الأزمة كبير جدا وليس فيه إلا حل واحد: لبنان بحاجة إلى تغيير حقيقي. وفي ظل غياب الإصلاحات، إن الأزمة سوف تسوء لا محالة. نحن جاهزون لدعم لبنان على هذه الطريق، لكن في النهاية لا بد من وجود حل لبناني تدعمه إرادة سياسية صادقة. وكما قال زميلي الفرنسي الوزير لودريان الأسبوع الماضي، "نحن جاهزون للمساعدة، لكن ساعدونا أولا كي نتمكن من مساعدتكم". وحده لبنان باستطاعته أن يوفر الكهرباء 24 على 24، ويعيد إحياء القطاع الخاص، ويعيد بناء الثقة في الاقتصاد.
في ضوء ذلك، خضت نقاشا صادقا حول الوضع مع رئيس الوزراء حسان دياب ووزير الخارجية ناصيف حتي. لا بد من التصرف بسرعة لمنع لبنان من الانزلاق أكثر في الهاوية، والتقاعص سوف يزيد من الأعباء على كاهل الفئات الأكثر ضعفا. كما ناقشنا موضوع النأي بلبنان عن النزاعات الإقليمية التي تزعزع الاستقرار.
لفتني الشغف والاندفاع اللذين لمستهما لدى اللبنانيين. وأنا على ثقة بأن هذا البلد سوف يحظى على المدى الطويل بمستقبل باهر من جديد. كما يقال إن الليل يكون في أحلك اوقاته قبل الفجر، وستكون الدرب طويلة وشاقة نحو الانتعاش والتعافي. من أجل شعب لبنان، لا بد من إيجاد هذه الدرب قريبا جدا".
المركزية