أخبار لبنان

كنعان: لتبادر الحكومة الى فكّ الحصار عن نفسها بإنجاز الاصلاح

تم النشر في 27 تموز 2020 | 00:00

كرر رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان التأكيد أن "المجلس النيابي ليس طرفاً ولم ‏ولا يفاوض صندوق النقد بل أخذ المبادرة لتوحيد الرؤى في ضوء الخلاف بالارقام الذي ينعكس ‏سلباً على المفاوضات وطرح المجلس النيابي خيارات ومقاربات مع تحميل المصارف ومصرف ‏لبنان على رساميلهم واصولهم جزءاً من الخسائر وتأكيد امكانية تعافي لبنان".‏

ولفت الى أن "الرقابة البرلمانية التي حصلت في مجلس النواب من قبل لجنة المال والموازنة ‏ومشاركة النواب من مختلف الكتل النيابية هي مصلحة للبنان وفتحت الباب للحلول وحمت ‏المودعين".‏

وأوضح كنعان ان "رئيس الجمهورية لم يتبن خطة بل رعى عملية الانقاذ ورئيس التيار الوطني ‏الحر تحدث عن نقاط ضعف وقوة في الخطة الحكومية وانتقد تحميل لبنان اي خسائر غير ‏متوجبة حالياً والرقابة على الأرقام التي قمنا بها لم تخفض الخسائر انما وضعتها بحجمها ‏الحقيقي وهدفت الى تعزيز موقف لبنان التفاوضي مع صندوق النقد".‏

وقال كنعان "إن لجنة المال والموازنة جهة رقابية عملت في شكل متواصل منذ العام 2010 ‏وليست حزباً سياسياً وتأييد اي طرف سياسي لعملها هو تأييد لعمل رقابي قامت به وليس لدينا ‏اي عقدة نقص بذلك لاننا نقوم بعملنا بمناقبية وحرية تامة، وهناك شبه اجماع من مكونات ‏المجلس النيابي على عمل لجنة المال والموازنة الرقابي على خطة الحكومة من كتل سياسية ‏ومستقلين".‏

واعتبر كنعان ان "الحلول المطروحة في الخطة الحكومية وهمية فرساميل واصول المصارف ‏تبلغ 30 الف مليار ليرة فقط فيما الخسائر تبلغ بحسب الخطة الحكومية 241 الف مليار ما يعني ‏أن اطفاء الخسائر سيكون عمليا" من اموال الودعين اذا جرى اعتماد هذا المنطق".‏

واشار كنعان الى ان "لجنة المال انتقدت التسليف الذي قام به مصرف لبنان والمصارف للدولة ‏على مدى سنوات وطلبت وقف هذه السياسة وتغييرها لأنها تسببت بالضرر لأموال المودعين"، ‏وقال "لا نوافق على سياسة مصرف لبنان والمصارف في التسليفات التي حصلت ولدينا ‏ملاحظات اساسية على السياسات المالية للحكومات المتعاقبة ولكننا لا يمكن ان نرفض فكرة ‏الدولة اذا كانت لدينا ملاحظات عليها ولا وجود مصرف مركزي اذا كانت لدينا ملاحظات على ‏أدائه".‏

واشار كنعان الى انه "عندما انقسم الوفد اللبناني بين اعضائه امام صندوق النقد الدولي كان من ‏واجب المجلس النيابي التدخل لتصويب الأمور وتعزيز موقف لبنان التفاوضي من خلال الدخول ‏موضوعياً على الملف والسعي الى ايجاد الحلول"، وقال " نحن مع المعالجة التدريجية للخسائر ‏وفق مقاربة تعثرية لا معالجتها دفعة واحدة وفق مقاربة افلاسية".‏

اضاف "كما لسنا مع وضع اصول الدولة بادارة المصارف ولكن مع ابقاء ملكيتها للدولة، فلسنا ‏أيضا" مع وضعها بادارة الدولة إنما إيجاد إدارة مستقلة لصندوقها السيادي يعيد انتاج الثقة ‏المفقودة دوليا" ومحليا" ويؤمن العائدات والضمانات المطلوبة للممول من صندوق النقد وغيره ‏من المستثمرين، فالدولة اثبتت أنها مدير فاشل لا نريد ان نسلمها ما تبقى من رقبتنا في ضوء ‏الهدر والفشل الذي شهدناه على مدى سنوات". ‏

واشار الى "ان السياسة المالية والادارة المالية المتعاقبة اوصلت الى الانهيار. لذلك نحن مع ‏صندوق ائتماني يبقى ملك الدولة ولكن بإدارة مستقلة عن الدولة والمصارف لينتج ايرادات تجذب ‏الاستثمارات".‏

وتابع كنعان "فليهدأ الجميع، فأنا في المجلس النيابي غير مسؤول عما تقوله المصارف او عما ‏يقوله اي تكتل نيابي أو الحكومة. بل مسؤول عن لجنة المال والموازنة التي ادافع عنها بكل ‏فخر، في ضوء التجني الذي طال عملاً وطنياً استمر 7 اسابيع، وكان يفترض بالحكومة ان تقوم ‏به، وتتحاور مع الجميع، وقد شكرت لجنة المال ورئيسها في المجلس النيابي على اتاحة الفرصة ‏للتحاور وتصحيح الخطأ".‏

وسأل "حتى ولو كان للبعض موقف رفضي من مؤسسة معيّنة، فمصرف لبنان مصرف من؟ ‏رياض سلامة او هو مصرف اللبنانيين ؟ فالمطلوب المحافظة على هذه المؤسسة لا هدمها ‏خصوصاً ان حكاما عديدين مروا عليه قبل رياض سلامة وسيمرّ عليه كثيرون من بعده. ويجب ‏التمييز بين السياسات والأشخاص والمؤسسات. فالدولة مرّ عليها رؤساء جمهوريات وسيأتي ‏رؤساء، فهل يجوز هدم الدولة وتدميرها بمجرد أن "رأس الرئيس لا يعجبنا"، كما يحصل في ‏العديد من الأحيان، وكما تؤشر اليه بعض المواقف الصادرة ضد الرئيس اليوم؟ الوعي مطلوب، ‏لأن البعض يأخذ اللبنانيين الى مكان مهدم للدولة والاقتصاد اللبناني برمته، بشعارات لا اعرف ‏كيف تركب".‏

واعتبر كنعان انه " يا ليت المجتمع الدولي وقف في وجه الفساد في لبنان منذ 20 عاماً قبل ‏الأنهيار وقال للإدارة المالية لن نمول الاّ بعد الاصلاح كما يفعل اليوم بعد الأنهيار. هذا الأصلاح ‏الذي نادينا به وعملنا من اجله في لجنة المال والموازنة منذ العام 2010"، وذكّر بأن "من فجّر ‏قنبلة عدم وجود حسابات مالية مدققة وصحيحة في الدولة اللبنانية هي لجنة المال والموازنة في ‏العام 2010 وراعي هذا الإصلاح وهذه الرقابة وهذا التدقيق هو العماد ميشال عون يوم كان ‏رئيساً لتكتل التغيير والإصلاح واكبر دليل على ان ما من تسوية حصلت هو صدور تقرير ديوان ‏المحاسبة عن العام 1997 ".‏

وذكّر كنعان بما قاله العماد ميشال عون في مقدمته لكتاب "الإبراء المستحيل" وما حرفيته " في ‏عصرنا الحديث أصبح الرقم الضرورة المطلقة في كل نشاط ، أكان ذلك في الحياة الخاصة أو ‏في القطاع العام. فلو أستثنينا الوجدانيات لتبين لنا أن الحسابات المكونة من أرقام وأعداد هي ‏المعلم الذي يوجه قرارتنا وأعمالنا فينظمها ويبعدنا عن إرتكاب الأغلاط الجسيمة فيقينا شرّ ‏مشاكل معقدة نعجز عن إصلاحها في اغلب الأحيان". ‏

واشار كنعان الى أن "لبنان من دون حسابات مالية صحيحة منذ التسعينات وهذا ليس بصدفة انما ‏نتيجة للفساد والعقم السياسي الذي ساد ولا يزال"، وهو ما دفع العماد عون للمتابعة في المقدمة ‏عينها في كتاب "الابراء المستحيل" قائلا " ... ويجب أن يطال التغيير في وزارة المالية إدارتيها ‏السياسية والمالية العاجزتين عن حسن إدارة المال العام والمقصرتين عن التزام أحكام الدستور ‏والقانون التي ترعى الأنفاق العام، وإعداد الحسابات المالية السليمة".‏

وشرح كنعان أنه ومنذ تولى لجنة المال والموازنة في العام 2009 "بدأت بالداء وليس بنتائجه أي ‏بالرقم "المضروب" في الدولة اللبنانية لتحديد مكامن الخلل واصلاحهم كما تحديد المسؤؤليات ‏بهدف المحاسبة".‏

اضاف "عندما احيل مشروع موازنة 2010 من حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى الى ‏المجلس النيابي والذي شارك في اعداده وزير المالية ريا الحسن والوزير شربل نحاس عن ‏تكتلنا، تضمن الكثير من مخالفات الموازنات السابقة والأهم، تغطية لتجاوزات الاستدانة من دون ‏سقف وضياع الهبات والقروض في حسابات خاصة في مصرف لبنان بالأضافة الى عشرات ‏قوانين البرامج التي كانت تتضمن هدرا ماليا كبيرا كونها أتت من دون أي تفصيل وبألاف ‏المليارات، ما يمنع مراقبتها. وقمنا في حينه بالعمل على مدى خمسة أشهر لتصحيحها وارساء ‏نهج جديد في إعداد الحسابات المالية".‏

وتابع كنعان "في حينه أيضا" أحيلت الموازنة من دون قطع حساب ولكن بعد مطالبتنا به بموجب ‏المادة 87 من الدستور والتي كانت مغيبة منذ التسعينات ومنسية، أعدت وزارة المالية قطع ‏حساب من ورقة واحدة لأربع سنوات وصلتنا وقمنا برفضها بعد الاطلاع عليها وبدأت مسيرة ‏رفض التسويات في حينه والاعداد لاعادة تكوين الحسابات المالية منذ العام 1993".‏

واذ اعتبر ان "الأولوية لإنقاذ لبنان " اعتبر ان ذلك "لا يتعارض مع محاسبة اي مسؤول عن ‏هدر المال العام في لبنان "، وقال "أنا مع التدقيق بكل الحسابات والذهاب الى اقصى الحدود ‏بالمحاسبة لذلك سبق وتقدمت باسم الرئيس عون في العام 2013 باقتراح انشاء المحكمة الخاصة ‏بالجرائم المالية كوسيلة قضائية محصنة ومستقلة لمحاسبة حقيقية لا اعلامية".‏

وعن وجود حصار خارجي على لبنان قال كنعان " في الواقع إن اللبنانيين يفرضون الحصار ‏على انفسهم بعدم التواصل مع بعضهم والوقت لمد الجسور وكسر الحواجز والخروج بحلول ‏تحمي اللبنانيين وتنقذهم لذلك فلتبادر الحكومة الى فك الحصار عن نفسها وتنجز ومن واجبنا ‏الوقوف الى جانبها ولكن عليها الوقوف مع نفسها اولا".‏



المركزية