أخبار لبنان

وزير الخارجيّة ينتفض ويستقيل.. وعقدة البديل

تم النشر في 3 آب 2020 | 00:00

المصدر:" النهار " 


‎وسط التخبّط الواسع الذي بات يطبع الواقع الحكومي والذي تفاقم بقوة عقب السقطة الديبلوماسية الموصوفة التي ‏جاءت مع الانتقادات اللاذعة التي وجهها رئيس الوزراء حسان دياب إلى وزير الخارجية الفرنسي جان - إيف ‏لودريان خلال زيارته لبيروت وبعد الزيارة، يبدو ان الحكومة ستواجه في الساعات المقبلة خضّة أولى من داخلها ‏منذ تشكيلها قبل سبعة أشهر، ذلك ان المعلومات التي توافرت لـ"النهار" تشير الى اتجاه جدّي لدى وزير الخارجية ‏والمغتربين ناصيف حتي الى تقديم استقالته اليوم الى رئيس الوزراء بكتاب معلل لم يتمكن أي مصدر معني أو ‏قريب من الوزير حتي من ان يقف على مضمونه. لكن المعلومات المتوافرة لدى "النهار" تشير الى ان تراكمات ‏عدة حيال مسألة العرقلة الحاصلة للإصلاحات التي كان حتي أكثر الوزراء دراية بموقف الأسرة الدولية والدول ‏التي تدعم لبنان في شأنها تشكل أساساً لموقفه الدافع الى الاستقالة، بما يعني ان الوزير صار على اقتناع بأن الواقع ‏الحكومي فقد المبادرة في تنفيذ الالتزامات التي قطعتها الحكومة على نفسها. كما يرجح ان يكون الوجه الثاني ‏للأسباب التي تدفع حتي الى الاستقالة متصلاً بواقع العمل الديبلوماسي والمداخلات السياسية التي شابته بقوة ‏وأثرت على مسار عمل الوزير وأخرجته عن التزاماته المستقلة‎.‎

‎ ‎

وما لم تحصل مفاجآت في اللحظة الأخيرة، فإن الاستقالة ستغدو أمراً واقعاً اليوم يتعين على الحكومة مواجهته اذا ‏فشلت محاولات ثني حتي عنها. فالديبلوماسي المخضرم الذي لم يتنازل يوماً عن مبدأ التقرب من جميع الدول، ‏لطالما نادى بالحياد الايجابي وبعدم إقحام لبنان كطرف في الاصطفافات الاقليمية والدولية، لا بل كان متمسكاً ‏بدعوته الى استحداث دور جديد للبنان في المحافل الدولية كإطفائي للنزاعات في المنطقة، خاب ظنه على نحو ‏عميق عندما أيقن أن عزلة دولية فرضت على لبنان نتيجة انحياز طرف فيه الى محور‎.‎

‎ ‎

ولم تنفع تفسيراته أمام اللجنة الوطنية الفرنسية عن دور "حزب الله" ولا تعامله مع خرق أحد القضاة الأعراف ‏الديبلوماسية بقرار قضائي في حق السفيرة الاميركية دوروثي شيا، لأن هذه التفسيرات، كما أفاد مقربون من ‏حتي، لم تكن صادرة عن قناعات شخصية. وما الزيارات التي قام بها كأول تحرك خارجي بعد فتح المطارات ‏للأردن ومن ثم لايطاليا وضمناً لحاضرة الفاتيكان ومن ثم زيارة نظيره الفرنسي للبنان والكلام الصادر عنه، ‏سوى حافز إضافي لشعور وزير الخارجية بالاحباط‎.‎

‎ ‎

ونفى الرئيس حسان دياب للمتصلين به علمه بالاستقالة، كما نفى ان يكون الوزير حتي فاتحه بها. واذا كانت ‏الاستقالة ستصير واقعاً اليوم، فإن الاجراء الطبيعي ان يحل محله زميله وزير البيئة والتنمية الادارية دميانوس ‏قطار لكونه الوزير الوكيل الى حين تعيين وزير أصيل. وهذا التكليف يضيء على مشكلة جديدة قديمة، ذلك ان ‏دياب اقترح بداية تعيين قطار للخارجية، لكنه جبه برفض اكثر من طرف سياسي، خصوصاً "التيار الوطني ‏الحر" باعتبار الموقع يمكن ان يشكل بوابة عبور الى رئاسة الجمهورية، وهو ما لا يرغب فيه فريق رئيس ‏الجمهورية، ما يحتم تعيين وزير أصيل بدل حتي في وقت قريب، وعدم ترك الخارجية ملعباً لقطار، أو الاصرار ‏على تكليف وزير آخر بذريعة ان قطار يمسك بحقيبتين معاً‎.‎

‎ ‎

من جهة أخرى، لم تستبعد مصادر سياسية متابعة، ألا تقتصر الاستقالة على حتي، بل ان يشكل أول المبادرين، ‏خصوصاً أن أكثر من وزير بدأ يشعر بالضيق. وتناولت المصادر بنوع من الشماتة كتاب التعهد لعدم الاستقالة ‏الذي طالب به الرئيس دياب الوزراء لدى صدور مرسوم تأليف الحكومة‎.‎

‎ ‎

وفي شأن متصل، أبدى بقاعيون أمس استياءهم من الظهور المسلح واقفال الطرق واطلاق النار لدى تشييع "حزب ‏الله" مسؤول القطاع الأوسط في البقاع خضر زعيتر، ونقل الجثمان من جلالا الى بعلبك‎.‎

‎ ‎

وازاء ذلك، استنكرت منسقية زحلة في حزب "القوات اللبنانية"، في بيان، "ما جرى اليوم عند مدخل المدينة من ‏إطلاق نار عشوائي من قبل عناصر ميليشيوية تابعة لحزب مسلح، وقطع للطريق وترهيب للأهالي"، وتساءلت: ‏‏"أين القوى الأمنية والعسكرية من هذه المظاهر ومن هذه الممارسات المرفوضة بكل المعايير التي تعيدنا بالذاكرة ‏الى صفحة اعتقدنا أنها طويت إلى غير رجعة؟‎".‎

‎ ‎

وإستنكر إقليم زحلة الكتائبي ما حصل عند مدخل زحلة من إطلاق نار خلال نقل جثمان أحد مقاتلي "حزب الله"، ‏متسائلين "ما هو الهدف من اطلاق النار عشوائياً في الهواء وترهيب سكان المنطقة؟‎".‎

‎ ‎

وغرد النائب ميشال ضاهر عبر "تويتر": "ان ما جرى على أوتوستراد زحلة من مظاهر مسلحة وإطلاق نار ‏عشوائي لهو أمر مستنكر تماماً ولا يساعد على تعزيز السلم الأهلي، بل يؤدي الى دقّ المسمار الأخير في نعش ‏هذا الوطن. لذا أطالب القوى الأمنية والعسكرية بالتصدي لهذه الممارسات الشاذة حفاظاً على ما تبقى من العيش ‏المشترك‎