كشف مدير شؤون الأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني عن وفاة اثنين من اللاجئين الفلسطينيين في انفجار مرفأ بيروت. وعبر كوردوني في سياق آخر عن قلقه من الزيادة الكبيرة في أعداد حالات كوفيد-19 بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، معلناً تسجيل 9 اصابات جديدة بالفيروس في مخيم عين الحلوة .
وقال كوردوني في رسالة توجه بها الى مجتمع لاجئي فلسطين في لبنان " أكتب إليكم بعد الإنفجار المروِع الذي هزَ بيروت في 4 آب/أغسطس لأعبِر عن عميق حزني لمقتل أكثر من 170 شخصًا، من بينهم لاجئان فلسطينيان اثنان، وجرح حوالي 6000 آخرين. تعازي القلبية لعائلات اللاجئين الفلسطينيين كما لكل أسر الضحايا، وتمنياتي بالشفاء العاجل لجميع المصابين، بمن فيهم اثنان من موظفي الأونروا وأقاربهم.انها بالفعل كارثة حقيقية خلَفت وراءها مناطق سكنية وتجارية كثيفة مدمَرة بالكامل أو متضررة بشدة".
وحيا كوردوني مبادرات التضامن من قبل العديد من الجماعات والأفراد الفلسطينيين واشاد بجهود الإستجابة الفورية التي بذلتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في نقل المصابين وعلاجهم، وفي إطلاق حملات للتبرع بالدم يوم الإنفجار. وتوجه بالشكر لفرق الدفاع المدني الفلسطيني التي شاركت بشجاعة في عمليات البحث والإنقاذ ورفع الأنقاض. ونوه بالجهود الجبّارة للجمعيات الشبابية والنسائية والمنظمات غير الحكومية والمتطوعين الآخرين من المجتمع الفلسطيني الذين لم يترددوا في تقديم الدعم في هذه الأوقات العصيبة لأشقائهم اللبنانيين وغيرهم من المتضررين من الإنفجار". وقال" إن الأونروا بدورها شاركت في تقديم الدعم لجهود الإغاثة الأوسع في أعقاب الإنفجار، وذلك من خلال وضع مستودعاتنا في الخدمة لتخزين الأدوية والإمدادات الأخرى من قبل وكالات الأمم المتحدة الأخرى".
وذكّر كوردوني مجتمع المانحين الدولي بأن لاجئي فلسطين في لبنان بحاجة ماسة إلى مزيد من الدعم كالمساعدة النقدية، داعياً لإدراجهم بالكامل في الخطط الشاملة لدعم لبنان من أجل تخطي أزماته المتعددة التي تفاقمت الآن بسبب هذا الحدث المأساوي . وقال" أولويتنا الأخرى هي الإستمرار في حشد التمويل للحفاظ على خدماتنا الأساسية في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية للمخيمات والخدمات الإجتماعية، هذه الخدمات هي شريان الحياة للاجئي فلسطين وعامل رئيسي مساهم في الإستقرار في لبنان".
وفيما يتعلق بتزايد اعداد المصابين بفيروس كورونا بين اللاجئين الفلسطينيين قال كوردوني " ان قلقنا المباشر هو من الزيادة الكبيرة في أعداد حالات كوفيد-19 بين لاجئي فلسطين. بتاريخ 18 آب ، كان هناك 157 حالة اصابة بكورونا منها 9 حالات في المستشفى. واليوم سجلت 9 حالات اضافية في مخيم عين الحلوة. للأسف، سجلنا ثماني حالات وفاة مرتبطة بكوفيد-19 بين لاجئي فلسطين حتى الآن".
واضاف "تستجيب الأونروا للأزمة من خلال المراقبة المستمرة ومساعدة الحالات الفردية، وتغطية تكاليف الفحوصات والإستشفاء، وإتاحة مركز سبلين للعزل الطبي الذي كان يستضيف حتى تاريخ 18 آب 10 أشخاص. ولدينا أيضًا مراكز أخرى في مدرسة السمّوع في مخيم عين الحلوة وفي مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم البص، في حال لزم الأمر. وبالتعاون مع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني ووزارة الصحة العامة والسلطات اللبنانية الأخرى ذات الصلة، نحن نعمل على تجهيز مراكز عزل أخرى واتخاذ إجراءات أخرى لمواجهة الوباء، بما في ذلك تجهيز مستشفى الهمشري ليصبح قادرا على اجراء فحوصات كورونا معترف بها رسميا وتدريب موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على نقل حالات كوفيد-19 لدعم جهود الصليب الأحمر اللبناني. بالإضافة إلى ذلك، سوف نطبِق أساليب عمل صارمة في مراكزنا الصحية، لضمان تقديم الخدمات الأساسية مع تقليل مخاطر انتشار العدوى" .
وأكد كوردوني أننا " لن نتمكن من احتواء الوباء والقضاء عليه من دون اتخاذ أقصى درجات الحذر والحيطة والتحلّي بحس المسؤولية الجماعية واتخاذ جميع الإحتياطات من قبل كل شخص من بين اللاجئين ومنها الحد من تنقل الناس الا للضرورة، وإحترام التباعد الجسدي وغسل اليدين ووضع الكمامات".
وختم كوردوني بطمأنة مجتمع لاجئي فلسطين بأن الأونروا تكثِف جهودها لجمع التبرعات للتمكن من مواجهة الأزمات المتتالية جراء الأزمة الإقتصادية وأزمة كوفيد-19 ومن بعدها الإنفجار. وقال" نحن ملتزمون بمواصلة عملياتنا الحيوية في لبنان وسنبقى إلى جانب مجتمع لاجئي فلسطين والشعب اللبناني. يداً بيد يمكننا التغلب على هذه المحن ".
رأفت نعيم