أخبار لبنان

إيطاليا تتأهّب لنجدة بيروت.. بواخر عملاقة وتجهيزات طبية ولوجستية

تم النشر في 23 آب 2020 | 00:00

ليست المرة الاولى التي تتأهب فيها إيطاليا، حكومة وشعبا، لنجدة لبنان، بل هي لطالما برهنت ‏في عدة مواقف تمسكها بعلاقات الصداقة التاريخية التي تربط الشعبين اللبناني والايطالي.‏

في هذا الاطار، أعلن مسؤول الأحتياط في البحرية الإيطالية الادميرال نيقولا دي فيلتشه، في ‏حديث لـ"الوكالة الوطنية للاعلام"، أنه "سعيد جدا بدعم إيطاليا الكامل للبنان"، معلنا أنه "شارك ‏في مساعدة لبنان عندما كان بحارا في القوات البحرية الإيطالية بين العامين 1982 و1984".‏

وقال أثناء استعراضه لأهم ما تحتوية سفن التضامن الإيطالي التي تستعد للانطلاق الى لبنان: ‏‏"بلدنا الذي عرف الكوارث الطبيعية يدرك معنى الألم. رغم الصعوبات التي تواجهها إيطاليا، لا ‏يمكننا إلا أن نقف الى جانب لبنان الذي تربطنا به علاقات صداقة تاريخية وموقف الحكومة ‏الإيطالية يعبر عن الصداقة المتينة والأخوية بين الشعبين".‏

أما بالنسبة للبواخر العملاقة التي أرسلتها إيطاليا وستصل بين اليوم ويوم غد إلى مرفأ بيروت، ‏أعلن الادميرال أنها "تحمل مساعدات كبير ومميزة تتناسب مع الوضع الحالي ومع احتياجات ‏لبنان الضرورية".‏

وتحدث عن الباخرة "سان جوستو" "‏San Giusto‏ "، والتي تحمل مستشفى ميدانيا ومستلزمات ‏طبية ومعدات إسعاف متطورة، وعليها طائرات مروحية ستستخدم في المهام اللوجستية وتشكل ‏جسرا بين المناطق المنكوبة وسفن الأغاثة الإيطالية، وعلى متنها فرق لوجستية متخصصة في ‏عمليات الانقاذ وفتح الطرق وإزالة العوائق والبحث عن مواد متفجرة".‏

وعن الباخرة " ‏Etna‏ " التي تحمل مستشفى وعددا من الغرف الجراحية والطبابة، قال: ‏‏"ستساعد السفينة على تخفيف العبء عن المستشفيات وهناك قوارب نقل يمكن استخدامها بين ‏البحر والبر، كما فيها معامل للتصليح والصيانة هدفها مساعدة السكان الذين تهدمت بيوتهم من ‏أجل إصلح الاضرار، تستخدم عادة في المناطق المنكوبة وأثناء تعرض المناطق للزلزال".‏

وأضاف: "تتضاعف حملات التضامن مع لبنان المنكوب ولا تشمل المساعدات الحكومة ‏الإيطالية، فحسب، بل تتأهب البلديات والكنائس والجاليات اللبنانية لنجدة بلد الارز.‏

كذلك، تقوم سفيرة لبنان في روما ميرا ضاهر بدور فعال، حيث تنسق من جهة مع السلطات ‏الإيطالية عمليات الاغاثة وتزودهم بالمعلومات الكافية وأولويات لبنان، ومن جهة أخرى تنسق ‏مع القناصل الفخريين المنتشرين على الأراضي الإيطالية.‏

تحتل المرتبة الأولى في الحملات التضامنية مقاطعة توسكانا المعروفة تاريخيا بدورها التضامني ‏والأممي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. توسكانا التي استضافت الامير فخرالدين وقفت الى ‏جانب لبنان في محطات عديدة.‏

جمعت بلدية فيرنسيه عاصمة توسكانا، بطلب من قنصل لبنان الفخري شربل شبير، مساعدات ‏كبيرة وذات أهمية بالغة سترسل اليوم الى لبنان من ميناء شيفتا فيكيا.‏

وقال شبير ل "الوطنية": "فور حدوث الكارثة في 4 آب، اتصلت بالحكومة المحلية (‏Regione‏) ‏والتقيت رئيسها أنريكو روسي الذي أوكل نائبة رئيس المقاطعة مونيكا بيرني التنسيق مع ‏القنصلية لتقديم كل المساعدات اللازمة".‏

وأضاف: "قررت مدينة فيرنسيه (‏Florance‏ ) إعادة تأهيل سرية إطفاء بيروت، مقدمة ‏سيارات إطفاء وسيارات نقل وتجهيزات حديثة وملابس واقية لبلدية بيروت لتعويض الخسائر ‏المادية".‏

وعن حجم المساعدات ونوعيتها، قال شبير: "إن المساعدات التي ترسلها بلدية فيرنسيه وسرية ‏إطفاء المدينة تشمل 10 سيارات إطفاء حديثة و 20 بيك أب ومعدات لأطفاء الحريق وملابس ‏كاملة واقية لرجال الأطفاء. كما تبرعت مجموعة سوبرماركات كوندCONAD‏ بمساعدات ‏غذائية كبيرة".‏

وكان عقد في 20 آب اجتماع تم فيه تنسيق المساعدات المقدمة إلى لبنان ترأسته نائبة وزير ‏الخارجية الإيطالي إيمانويلا ديل ري، التي أعلنت إقلاع طائرة تابعة للقوات الجوية من مدينة ‏بيزا إلى بيروت، في 19 الحالي، وعلى متنها حوالى 2.4 طنا من المستلزمات الصحية قدمتها ‏هيئة التعاون الإيطالي للتنمية التابعة لوزارة الخارجية من أجل التعامل مع الطوارئ الصحية في ‏لبنان والانتشار المتزايد لفيروس كورونا المستجد.‏

وأشارت ديل ري إلى أن "المساعدات التي تم إرسالها أمس هي جزء من الاستجابة الإنسانية ‏الأوسع التي تنفذها إيطاليا في أعقاب التفجيرات التي دمرت مرفأ بيروت".‏

كما لفتت إلى أنه "سيتم تقويم المبادرات التي نفذتها والتي خطط لها من قبل المؤسسات الحكومية ‏والمجتمع المدني اللذين يشكلان معا النظام الإيطالي"، معلنة الحاجة إلى "وضع منهجية عمل ‏لتعزيز استجابة منسقة من قبل اللنظام الإيطالي لهذه الحالة الطارئة وتسهيل نشاط السفارة في ‏بيروت في تبادل التحليل والمعلومات".‏

وأعلنت نيتها "إطلاق رحلة جوية إنسانية أخرى من قاعدة الأمم المتحدة التي تقع في مدينة ‏برينديزي.‏

بدوره، أكد رئيس "التجمع النيابي لحركة النجوم الخمسة" بينو كابراس في حديث ل "الوطنية"، ‏أن "إيطاليا بغض النظر عن ظروفها الصعبة لا يمكنها إلا أن تقف بجانب الشعب اللبناني ‏الصديق ضحية الكارثة الكبيرة".‏

وقال: "نقوم بتعزيز وتنسيق المساعدات الإيطالية للبنان وتشجيع الاستمرارية بين الاستجابة ‏للطوارئ ومرحلة ما بعد الطوارئ، مع الأخذ في الاعتبار ما تقوم به إيطاليا كنظام"، مشيرا الى ‏أن "الآثار الاجتماعية والاقتصادية لانفجارات بيروت لا تقتصر على العاصفة فقط، بل تظهر ‏أيضا في مناطق أخرى من البلاد".‏

إشارة الى أنه في 12 آب، غادرت طائرة تابعة للقوات الجوية الايطالية، مطار بيزا متوجهة الى ‏لبنان حاملة مساعدات بينها معدات طبية ومعدات للتعقيم سلمتها سفيرة إيطاليا في بيروت نيكوليتا ‏بومباردياري للسلطات اللبنانية.‏