عرب وعالم

مطالب للدول الـ3 بمفاوضات سد النهضة.. وهذه فرص نجاحها

تم النشر في 24 آب 2020 | 00:00

تنتهي يوم الجمعة القادم الجولة الحالية من مفاوضات سد النهضة والتي تنعقد بناء على مخرجات ‏القمة الإفريقية المصغرة التي انعقدت في 21 يوليو/تموز الماضي والاجتماع السداسي لوزراء ‏الخارجية والري في الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) الذي عقد 16 أغسطس/آب ‏الجاري‎.‎

وخلال الاجتماع الذي عُقد الجمعة الماضية تم إعداد مسودة أولية جمعت كل مقترحات الدول ‏الـ3 في مستند واحد يحدد نقاط الخلاف والتوافق. وتم التوافق على الخطوات المستقبلية حيث تم ‏الاتفاق على أن تنتهي اللجنة الفنية القانونية من عملها يوم الجمعة القادم‎.‎

وكشف محمد السباعي، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية المصرية، أن المفاوضات ستستكمل ‏اليوم الاثنين، بعد تجميع مقترحات الدول الثلاث واختيار عضو فني وقانوني ممثل لكل دولة، ‏مشيراً إلى أنه من المقرر إعداد تقرير لعرضه على رئيس جنوب إفريقيا بوصفه الرئيس الحالي ‏للاتحاد الإفريقي‎.‎

ماذا تريد الدول الثلاث من مفاوضات سد النهضة؟ وما هي مطالب كل دولة على حدة؟ وهل بعد ‏هذه المطالب يمكن أن يتم التوصل لاتفاق؟

محمد نصر علام، وزير الري المصري الأسبق، أجاب على هذه الأسئلة، قائلاً في حديث مع ‏‏"العربية.نت" إن مطالب الدول الثلاث في المفاوضات تؤكد تعمق الخلافات وصعوبة الوصول ‏لتوافق بين جميع الأطراف‎.‎

وأوضح علام أن مطالب مصر هي في الحفاظ على حصتها المائية وعدم تأثير السد على نصيبها ‏من المياه، وكذلك الحفاظ على معدلات المياه اللازمة لتشغيل السد العالي، والتنسيق عند إقامة أي ‏مشروعات مستقبلية على النيل الأزرق، وعدم اتخاذ قرارات أحادية في كل ما يخص نهر النيل‎.‎

أما مطالب السودان فهي حماية منشأتها من كل ما يعرضها للغرق والانهيار، وأيضاً الحفاظ على ‏حصتها المائية والحصول على ما يلزمها من طاقة كهربائية، وتنظيم تصرفات النيل الأزرق مع ‏الحفاظ على علاقات متوازنة مع مصر وإثيوبيا‎.‎

وبحسب علام، مطالب إثيوبيا "ربما لا تتعارض مع مطالب السودان كثيراً، لكنها تصطدم ‏بمطالب مصر‎".‎

وقال إن مطالب إثيوبيا "تتركز كلها في فرض السيطرة الإثيوبية على مياه النيل الأزرق، وإنشاء ‏ما تحتاجه أديس أبابا من السدود دون مراعاة لمصالح مصر والسودان، وإعادة تقاسم مياه النيل ‏بعيداً عن أي اتفاقيات سابقة"، مضيفاً أن "كل هذه المطالب تتعارض وتتصادم مع مطالب ‏مصر‎".‎

وردا على سؤال "ما هي النتائج المتوقعة إذا أصر كل طرف على مطالبه؟" أجاب الوزير ‏المصري السابق: "المفاوضات الجارية هي محاولة من جانب إثيوبيا لتضييع الوقت وهي تسعى ‏لإظهار حسن نيتها في مقابل تعنت مصر، فيما تحاول مصر كشف خداع إثيوبيا وتعنتها وعدم ‏قبولها بالتفاوض ولجوئها لاتخاذ قرارات أحادية في ما يخص النهر تمهيداً لكشفها أمام الاتحاد ‏الإفريقي ومن بعده مجلس الأمن، وهو أمر متوقع‎".‎

وأشار علام إلى أن "مصر لن تقبل سوى باتفاق ملزم يتضمن قواعد للملء والتشغيل، وعدم ‏تقاسم مياه النيل وفق حصص. وقد نجحت في الوصول لتوافق في ذلك مع السودان، فيما كان ‏موقف إثيوبيا واضحاً وهو أنها لا تقبل اتفاقية ملزمة لملء وتشغيل سد النهضة‎".‎

وتابع: "قدمت إثيوبيا صورة أمام الاتحاد الإفريقي والعالم بأنها ترحب بالتفاوض، لكن الحقيقة ‏أنها لن تتنازل عن خططها لإقامة السد وتشغيله دون تنسيق مع دولتي المصب"، خاتماً حديثه ‏بالقول: "الكرة ستنتقل لملعب مجلس الأمن‎"‎‏. ‏




العربية.نت ‏