أخبار لبنان

"ترقب وانتظار".. لكي يُبنى على الأمر مقتضاه!

تم النشر في 7 أيلول 2020 | 00:00



المصدر: نداء الوطن


نهاية أسبوع وبداية آخر، وعقارب الساعة الفرنسية تواصل تقدّمها باتجاه لحظة انقضاء مهلة ‏السماح الممنوحة لتأليف "حكومة مهمة" اختصاصية مستقلة خلال 15 يوماً من تاريخ انعقاد ‏اجتماع قصر الصنوبر الأخير. ومع انتصاف هذه المهلة، بدأ عملياً العد العكسي للوصول إلى ‏لحظة "الامتحان" حين سيُكرم من أوفى بالتعهدات ويُهان من أخلّ بها، وعليه فإنّ الأسبوع ‏الجاري سيكون الفيصل بين إطلاق الوعود والالتزام بها على طاولة الملف الحكومي تمهيداً ‏لاتضاح معالم المرحلة اللبنانية المقبلة ومآلاتها حكومياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومالياً ‏ودولياً‎".

حكومياً، لا جديد في المعطيات والمعلومات خارج دائرة الشك والتشكيك بوجود نوايا رئاسية ‏وسياسية مبيتة تهدف إلى تدجين الرئيس المكلف مصطفى أديب وحرف مسار التأليف عن ‏سكة التخصّص والاستقلالية إلى سكة المحاصصة والتبعية، غير أنّ الجهود المبذولة في سبيل ‏تحقيق هذه الغاية لا تزال تصطدم بأداء يحكمه "الغموض" من جانب أديب، وهو ما "فاقم من ‏إرباك قوى 8 آذار ومن ريبتها إزاء تضاؤل إمكانية إخضاعه وتقييده بشروط مقنّعة، بما ‏سيؤدي حكماً إما إلى رضوخ هذه القوى لشروطه أو إلى التصدي لجهوده وظهورها علناً ‏بموقع المعرقل لمبادرة ماكرون"، وفق ما لاحظت مصادر مواكبة لعملية التأليف من خلال ‏حصيلة الاتصالات التي جرت خلال الساعات الماضية، مؤكدةً لـ"نداء الوطن" أنّ الرئيس ‏المكلف لم يحسم موقفه بعد من أي طرح أو مطلب ولا زال منكباً على ترجمة تصوره ‏للحكومة التي ينوي تأليفها "وفق ما يرتئيه من مقتضيات المرحلة لا حسبما تقتضيه مصلحة ‏الأفرقاء السياسيين‎".

وإذ ستتكثف الاتصالات والمشاورات مطلع الأسبوع لرسم الخطوط العريضة الأولية لشكل ‏الحكومة وتركيبتها، تعتبر المصادر أنّ مسار ملف التأليف سيتضح أكثر من خلال الاجتماع ‏المرتقب خلال الأيام المقبلة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وأوضحت أنّ الأخير ‏‏"سيكون واضحاً في هذا الاجتماع لناحية التأكيد على الثوابت والأهداف التي ارتكزت عليها ‏عملية تكليفه بموجب المبادرة الفرنسية"، مشيرةً إلى أنّ أديب يبدو حاسماً في عزمه على ‏‏"إسقاط المواصفات التي يضعها بنفسه على الحقائب والأسماء بغية أن تكون حكومة مصغّرة ‏ذات مهمة إصلاحية بحتة، كما جاء في جوهر مبادرة الرئيس الفرنسي وفي صلب الأهداف ‏التي كُلّف على أساسها‎".

وتوازياً، يسود الترقب والانتظار على الضفة الفرنسية لرصد مفاعيل التزام الأفرقاء اللبنانيين ‏بالوعود المقطوعة أمام ماكرون، وبينما آثرت مصادر ديبلوماسية عدم الخوض في أي استباق ‏للنتائج المتوخاة على صعيد عملية التأليف، اكتفت بالقول لـ"نداء الوطن": "باريس تريد أن ‏ترى ترجمة عملية على أرض الواقع لكل ما تم الاتفاق عليه في بيروت، سواءً لناحية البُعد ‏الإصلاحي أو المعيار المستقل للتشكيلة الوزارية المرتقبة، وهي الآن تنتظر التزاماً بالتعهدات ‏السياسية وبالمهل الزمنية لكي يُبنى على الأمر مقتضاه‎".