أخبار لبنان

حكومة المهمات: باسيل يفشل في إقناع "التكتل" .. ولودريان إلى لبنان قريبًا!‏

تم النشر في 10 أيلول 2020 | 00:00

إذا صحت المعلومات والمعطيات، فإن اجتماعاً سيعقد في الساعات المقبلة بين رئيس الجمهورية ‏العماد ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى اديب لمراجعة مسودة "لحكومة ‏مهمات"، بعد التفاهم على ان تبقى وزارة المال من حصة شيعي محايد، لا يغضب "الثنائي" ‏‏"امل - حزب الله"، وذلك على الرغم من العقوبات التي طالت المعاون السياسي لرئيس المجلس ‏النيابي، رئيس حركة "امل"، النائب علي حسن خليل، اضافة الى الوزير السابق، والقيادي في ‏تيار "المردة" يوسف فنيانوس‎.‎

ومع ان المصادر المطلعة تتحدث عن ان عدد الحكومة يتراوح بين 14 و18، (هذا يعني انها ‏ليست موسعة)، وان الاغلبية من الوزراء ستكون من الاختصاصيين، ومنهم من يعيش في ‏الخارج، والمعلومات تشير الى اخطار بعضهم للاستعداد للمجيء الى لبنان، بحسب "اللواء". ‏واشارت الى ان الزيارة ستركز على توزيع المقاعد على الطوائف، وان الرئيس المكلف منفتح ‏على الحلول السريعة، لما فيه مصلحة تأليف الحكومة‎.‎

وكشفت مصادر نيابية ان النائب جبران باسيل، لم يتمكن من اقناع اعضاء "تكتل لبنان القوي" ‏من المطالبة بحصة محددة في الحكومة، على غرار ما كان يحصل لدى تأليف الحكومة في ‏المراحل السابقة، اذ تصدى لمثل هذه الطروحات كل من النائبين آلان عون وابراهيم كنعان، ‏اللذين رفضا المماطلة، من زاوية الاتفاق الذي حصل مع الجانب الفرنسي، والالتزام بما قيل ‏خلال الاجتماع في الاستشارات النيابية مع الرئيس المكلف، بأن التيار يريد التسهيل، ولا مطالب ‏لديه‎.‎

وسواء تشكلت الحكومة اليوم او غداً، فإن الاليزيه ماضٍ في مهمة انجاز تأليف الحكومة ويستعد ‏وزير خارجيته جاك ايف لودريان الى زيارة لبنان للدفع بالتأليف إذا تراخت الجهود البعيدة، او ‏التحضير لاجتماع باريس اذا تألفت ونالت الثقة في حدود نهاية ايلول الجاري‎.‎

وبصرف النظر عن دخول شياطين التفاصيل على خط التأليف، الذي دخل في سباق مع الزمن، ‏فإن سيفاً اميركياً بات مسلطاً على رقاب السياسيين الممسكين بزمام الامور، لتحقيق اهداف ‏مباشرة وغير مباشرة، تتعلق بـ"حزب الله" وابعاده عن الحكومة، والضغط على الجهات اللبنانية ‏الحليفة، ضمن 8 آذار لضرب اخماس بأسداس على هذا الصعيد. ولم يظهر شيء جديد على ‏الاقل في العلن حول اتصالات تشكيل الحكومة، لكن مصادر مواكبة للاتصالات تقول ان لا ‏اتفاق بعد على توزيع الحقائب السيادية والاساسية والحقائب العامة، ولا على عدد الوزراء بين ‏الرئيسين عون وأديب وان كان الاول يميل الى تشكيلة من 20 وزيراً على اعتبار ان لا حكومة ‏من 14 وزيراً تكفي ولا ثلاثينية موسعة ضرورية في هذا الظرف‎.‎

وترددت معلومات عن اسماء اربع شخصيات لبنانية تعمل في الخارج تولى الجانب الفرنسي ‏الاتصال بها لإسناد الحقائب الاساسية لها، المالية والطاقة والاتصالات والخارجية، وعلمت ‏‏"اللواء" في هذا السياق ان هناك اسماً مطروحاً لتولي حقيبة في الحكومة العتيدة وتحديداً وزارة ‏الصحة هو الدكتور جمال افيوني من الكورة، وهو طبيب نسائي، ويتمتع بصفات وخبرة في ‏المجال الصحي‎.‎

الثنائي الشيعي و"المالية"‏

‏ من جهة أخرى، قالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ"الشرق الاوسط" إن اللقاء الذي عُقد ‏أول من أمس، بين عون وأديب لم ينتهِ إلى تفاهم حول الإطار العام للحكومة. وعزت السبب إلى ‏أن الأول يصر على أن تتشكّل الحكومة من 24 وزيراً أو 20 وزيراً كحلٍّ وسط، فيما يتمسك ‏الثاني بموقفه بأن تتألف من 14 وزيراً بذريعة أنْ لا مبرر لوجود حكومة فضفاضة عددياً ما ‏دامت هناك إمكانية لإلغاء عدد من الوزارات ودمج وزارات بأخرى‎.‎

وكشفت المصادر أن لقاء الرئيسين الذي استبق القرار الذي أصدرته وزارة الخزانة الأميركية ‏بفرض عقوبات على الوزيرين السابقين النائب علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، على خلفيات ‏التفافهما على العقوبات المفروضة على "حزب الله"، انتهى إلى التوافق على مبدأ المداورة في ‏الحقائب بين الطوائف بما فيها تلك السيادية، لكنه يصطدم بإصرار الثنائي الشيعي على التمسُّك ‏بوزارة المالية لأنه يتيح للشيعة الاحتفاظ بالتوقيع الثالث على المراسيم والقرارات المالية إلى ‏جانب رئيس الجمهورية والحكومة والوزراء المختصين‎.‎

ولفتت لـ"الشرق الأوسط" إلى أن الرئيسين يعدّان تمسُّك الثنائي الشيعي بوزارة المالية من شأنه أن ‏يعيق تطبيق مبدأ المداورة، مع أن مصادر شيعية تقول إنه لا مشكلة في تطبيقها شرط عدم المس ‏بطائفة الوزير الذي يُفترض أن يشغل وزارة المالية‎.‎

ورأت أن عدم الاتفاق على الإطار العام يعود إلى أن مصادر رئاسية تؤيد حق رئيس الجمهورية ‏في تعيين عدد قليل من الوزراء لأنه من غير الجائز أن يكون وحيداً في مواجهة حكومة من ‏اختصاصيين مستقلين، خصوصاً في حال انعقاد جلسات مجلس الوزراء برئاسة الرئيس أديب ‏وبغياب عون أو من يمثله من الوزراء لتفادي إقحام الحكومة في مشكلة إذا قوبلت القرارات التي ‏تصدر عنها بتحفُّظ رئيس الجمهورية‎.‎

وأكدت أن التباين بين الرئيسين من شأنه أن يعيق ولادة الحكومة الجديدة المتوقّعة في مهلة ‏أقصاها الأحد المقبل، أي قبل يومين من المهلة التي حددها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ‏لولادتها والتي يتبنّاها على بياض الرئيس أديب، إضافةً إلى إصرار الثنائي الشيعي حتى إشعار ‏آخر على النأي بوزارة المالية عن المداورة في توزيع الحقائب‎.‎

مشاورات غير علنية

في السياق، أكدت مصادر معنية بحركة التأليف الحكومي لصحيفة "الجمهورية" "إنّ الايام القليلة ‏الماضية شهدت مشاورات غير علنية بين الرئيس المكلّف وبعض الاطراف التي سمّته لتشكيل ‏الحكومة، من دون أن تشمل التيار الوطني الحر بعد، وهو أمر قد يحصل في حركة المشاورات ‏التي ستسبق اللقاء بين الرئيسين ميشال عون ومصطفى اديب، الّا اذا كان المستجد المتعلق ‏بالعقوبات الاميركية الجديدة، سيفرض جدول عمل مختلفاً على المشهد الداخلي. حيث كان من ‏المرتقب عقدُ لقاء بين أديب والثنائي الشيعي، من دون أن تستبعد حصول لقاء بين الرئيس ‏المكلّف والرئيس بري. وكذلك لقاء مع تيار المردة، ومع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد ‏جنبلاط او من يمثله، مع الاشارة هنا الى انّ الرئيس بري يرغب في ان يكون جنبلاط شريكاً في ‏الحكومة، وقد عبّر عن ذلك خلال لقائه قبل يومين مع النائب وائل ابو فاعور‎".‎

إلاّ أنّ المصادر عينها، تستبعد في الوقت ذاته، التواصل مع قوى المعارضة، التي حسمت موقفها ‏سلفاً بعدم تسمية اديب لرئاسة الحكومة، والتي أخرجت نفسها من هذه الحكومة بإعلانها عن عدم ‏مشاركتها فيها كـ "القوات اللبنانية‎".‎

‏"التيار الوطني"‏

‏ إلى ذلك، قلّلت مصادر "التيار الوطني الحر" لجريدة "الأنباء" الإلكترونيّة، من احتمال تأثير ‏العقوبات على مسار تشكيل الحكومة "التي قد تتشكل مطلع الأسبوع المقبل". وسألت المصادر ‏عن "أهداف هذه العقوبات في هذا الوقت، إلا إذا كان الهدف منها تعطيل مسار إنقاذ البلد". ‏وأكدت ارتياحها لأجواء الاتصالات بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. ولفتت الى ان ‏الاتصالات بين عون والمسؤولين الفرنسيين "لم تنقطع، وكلها تصب في حلحلة العقد من امام ‏التشكيلة الحكومية‎".‎




المركزية ‏