أخبار لبنان

روكز: فريق عون فشل وأنصحه بتغييره

تم النشر في 3 تشرين الأول 2020 | 00:00

يحذّر النائب العميد شامل روكز من توترات أمنية محتملة وعمليات إرهابية بمختلف أشكالها من ‏التفجيرات الى الاغتيالات، وفق معطيات ومعلومات حسّية. وإذ يعتبر أنّ التغيير في أي انتخابات ‏نيابية، في ظلّ قانون مفصّل على قياس السلطة، من الصعب تحقيقه، يدعو الى عقد مؤتمر ‏وطني، يطرح فيه كلّ طرف لبناني رؤيته لنظام جديد من دون أي تخوين. وينصح رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون بتغيير فريق عمله الذي فشل في مهمته‎.‎

بعد انفصاله عن السلطة بخروجه من تكتل «لبنان القوي» النيابي، يستمرّ روكز في السير عكس ‏التيار السياسي العام، وليس فقط عكس «التيار الوطني الحر»، علماً أنّ ارتباطه بالسلطة كان ‏محصوراً بترشحه الى الانتخابات النيابية عام 2018 على لائحة «التيار» في كسروان، وهو ‏يعتبر نفسه أنّه «ما زال جديداً في الجو السياسي‎».‎

‎ ‎وفي إطار رؤيته للحلول الآنية للأزمات المتفاقمة في لبنان، في ظلّ الوضع والنظام القائمين، ‏يقول روكز لـ»الجمهورية»، إنّ «الحديث عن رفع الدعم عن المواد الأساسية قريباً ينذر بكارثة ‏معيشية»، معتبراً أنّ «هذا الأمر ضمن الوضع المالي ـ الإقتصادي بكامله، يتطلّب حلاً سياسياً ‏سريعاً وتعاطياً إيجابياً مع المجتمع الدولي. فالوضع لا يتحمّل التكابر بحجة الوطنية أو ‏الاستقلالية، وكأنّ المجتمع الدولي يريد أن ينتدبنا‎».‎

وفي حين قٌرأ في كلام الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة، ‏إغلاقاً لباب التفاوض مع صندوق النقد الدولي، يرى روكز أن «لا إمكانية لإغلاق باب ‏المفاوضات هذا»، ويسأل: «أي خيارات أخرى أمامنا؟ ماذا نأكل في لبنان؟ عشب؟». ‏

ويشدّد على «ضرورة إيجاد طريقة لفتح باب التفاوض والحصول على مساعدات من كلّ من ‏صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والمجتمع الدولي من أوروبا الى الولايات المتحدة الأميركية ‏والصين وروسيا.. لكي يساعدنا الخارج ونتعامل مع الدول كلّها بكرامتنا، فهي من تطرح ‏المساعدة فهل نرفضها؟». وفي هذا الإطار، يعتبر أنّ كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ‏بعد عرقلة مبادرته والاتهامات التي وجّهها الى السياسيين، «هو حقيقة وواقع وهو موجود في ‏ضمير كل لبناني إذا كان يقوله أم لا، فهكذا ينظر اللبنانيون الى السياسيين‎».‎

موقف روكز من الحكومة الذي أكّده خلال استشارات التأليف التي أجراها الرئيس المكلّف ‏المعتذر مصطفى أديب، ليس جديداً. وهو كان دعا أديب الى «تأليف حكومة مستقلة عن ‏اللوردات الموجودة في البلد، ومتواضعة شكلاً ومضموناً»، الأمر الذي عرقلته الجهات السياسية. ‏وعن تقييمه لأداء رئيس «التيار» النائب جبران باسيل في عملية التأليف الأخيرة، يقول روكز: ‏‏«للأسف إنّ عملية التأليف كانت تدور حول الثنائي الشيعي والرباعي السنّي‎».‎

التواصل بين روكز وباسيل ما زال مقطوعاً، فيما هو مستمرّ بينه وبين عون من خلال لقاءات ‏في القصر الجمهوري، حيث «يتساير الرئيس وصهره العميد‎».‎

وعن الانتقاد الذي يلقاه عون من اللبنانيين، خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يقول ‏روكز: «الناس مقهورون ويعانون وينتقدون الجميع، ومن هم في محيط الرئيس عون لم يكونوا ‏بمقدار المرحلة الصعبة في ظروف متداخلة ومتشابكة، ولقد فشلوا في عملهم». ويعتبر أنّ ‏‏«فريق عمل عون كان يُفترض أن يخلق حوارات ومساحات في الداخل والخارج ومع جميع ‏القوى السياسية، وأن يحضّر انطلاقات مشاريع في كلّ الشؤون، لكن الأمور وصلت الى أن ‏تتحوّل مسؤولية الرئيس الشخصية، فهو مسؤول في خياراته، وأحدٌ لم يفرض عليه من هُم حوله، ‏وهذه سياسته وفريقه». وعن إمكانية تعويم ما تبقّى من عهد عون، ينصح روكز رئيس ‏الجمهورية بـ»تغيير فريق العمل، فالمهم أن يؤسّس للسنوات المقبلة، وهي ليست مسألة عهد بل ‏بلد‎».‎

أمّا عن اعتباره «مهادناً» مع «حزب الله»، يقول روكز: «لست محايداً بل إنّ دعمي كلّه هو ‏للجيش اللبناني»، موضحاً أنّ «حدود العلاقة مع «حزب الله» هي تفاهم مار مخايل 2006، ‏انطلاقاً من أنّ المجموعات اللبنانية السياسية يمكنها أن تتفاهم بعضها مع بعض»، مشيراً الى أنّه ‏‏«مع إقرار استراتيجية دفاعية، وأن يكون قرار الحرب والسلم للدولة، وأن يتولّى الجيش اللبناني ‏المواجهة الأساس. لكن إذا حصل خرق للأراضي اللبنانية فكل لبناني من واجباته أن يكون ‏مقاوماً في هذه اللحظة». ويؤكّد أنّه «ليس مؤيّداً لـ»حزب الله» في السياسة بنحوٍ مطلق»، ‏مذكّراً بموقفه على سبيل المثال، من رفض حصر وزارة المال بالطائفة الشيعية واعتباره «أنّ ‏تخصيص الوزارات أمر مخالف للدستور‎».‎

أمّا عن التعاطي السياسي في ملف التأليف والجلسة التشريعية الأخيرة ومع الأزمات المستفحلة، ‏يرى روكز أنّ «هناك انعداماً في المسؤولية وترفاً في التعاطي السياسي بطريقة وسخة جداً، مع ‏شعب يعاني ويتألم ويدفع الثمن». ويقول، إنّ «ظروف الشعب وطبابته وتعليمه ومعيشته ‏ووضعه الإقتصادي والاجتماعي في جهة، والطبقة السياسية في جهة ثانية، وكأننا في حالة ‏عادية». وإذ يشير الى اعتداد البعض بتقديم وإقرار إقتراحات قوانين وتشريع صرف أموال، ‏يسأل :»من أين سيأتون بالأموال؟». أمّا قانون «الإثراء غير المشروع» الذي اعتبره باسيل ‏‏«إنجازاً للتيار»، يقول روكز: «إنّه مهم جداً لكن كيف سينفذونه؟ ومع من سيحققون؟»، مشيراً ‏الى أنّه «يجري التداول بأسماء في الاعلام، ما يُعتبر إخباراً، فمن استدعى القضاء ومع من ‏حقّق؟‎».‎

ويستغرب روكز «كيف أنّ الشعب اللبناني بكامله ليس موجوداً في الشارع على رغم الأوضاع ‏المأسوية وكلّ ما يفعلونه به». ويؤكّد أنّ «المبادرات السياسية والتشريعية كلّها هي لإرضاء ‏الناس إعلامياً لكن لا جدوى منها». ويأسف «لأنّ السياسيين وطريقة العمل أدّوا الى تيئيس ‏الناس ودفعهم الى الهجرة، بدلاً من أن يثوروا لتغيير مستقبلهم‎».‎

أمّا عن الحلّ المستدام، فيرى روكز أنّه «يجب عقد مؤتمر وطني يطرح فيه كلّ طرف أي نظام ‏يريده بعيداً من التخوين، فهناك معاناة شعب ويجب أن يعبّر عن نفسه، ويجب إيجاد أطر لنظام ‏سياسي جديد تريح الجميع، ولا يجب أن يكون هناك أي طرح مُحرّم، وأن لا يُخوّن من يطرح ‏اللامركزية الإدارية الموسعة أو حتى الفدرالية‎».‎

أمّا عن رؤيته للنظام الجديد، فيوضح روكز، أنّه «مع اللامركزية الإدارية الموسعة الى أقصى ‏حدود، التي لا تنجح إلّا إذا كانت الدولة المركزية قوية، فيجب ترك فسحة للناس للتعبير عن ‏أنفسهم ولإدارة مناطقهم، وأن تكون هناك خصوصية لكل منطقة، سياحياً وتجارياً‎..».‎

وعن تجربته مع «الثوار» وتكوين تجمع سياسي جديد، يقول روكز، إنّ «الأساس هو الفكر ‏السياسي وهو يتطلب عملاً، خصوصاً أننا في مرحلة تغيير. نعمل على تجمّع ولكن من دون ‏تسرّع في القرارات وبالاتفاق مع الذين سنتعامل معهم، فهناك أفكار مختلفة وتناقضات في ‏الثورة». ويغمز من قناة «المعارضين الجدد»، ويقول: «لكلّ مجموعة سياسية تاريخ طويل، ‏ولا يمكن القياديون فيها القول الآن إنّهم «أوادم»، الجميع يعرفهم ويعرف تاريخهم». ويرى أنّ ‏‏«قانون الانتخاب مفصّل على قياس الأحزاب السياسية، ويجب أن يحصل ضغط شعبي لتغيير ‏القانون، لتكون هناك فرصة ديموقراطية للتعبير وإيصال قيادات جديدة الى مجلس النواب‎».‎

وفي ظلّ كلّ هذه الأوضاع، وبعد العمليات الإرهابية الأخيرة التي أدّت الى استشهاد عسكريين، ‏فضلاً عن التشنجات السياسية، يحذّر روكز من الوضع الأمني، انطلاقاً من تتابع العمليات في ‏الشمال، فضلاً عن معلومات عن احتمال استخدام أجهزة مخابرات، المخيمات الفلسطينية لتوتير ‏الساحة الداخلية‎.‎

من هذا المنطلق والى أسباب عدة، يرفض روكز «إقرار قانون العفو العام، وإخراج إرهابيين من ‏السجون قد يعودون الى تنفيذ العمليات الإرهابية». ويعتبر «أنّ ملف السجون يجب أن يُقارب ‏من ناحية انسانية وليس من زاوية العفو العام بمنطق طائفي وانتخابي شعبوي‎».‎

‎«‎لحلّ سياسي سريع وتعاطٍ إيجابي مع المجتمع الدولي، فالوضع لا يتحمّل التكابر بحجة ‏الوطنية‎»‎‏. ‏



الجمهورية – راكيل عتيق ‏