استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في الديمان، النائب في البرلمان الفرنسي عضو لجنة الدفاع البرلمانية غواندال رويار، وقد عرض معه لأجواء المبادرة الفرنسية ولوسائل الدعم الفرنسية للبنان على الصعد كافة.
وقال رويار بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء صاحب الغبطة البطريرك الراعي في خلال زيارتي الرسمية الى لبنان، وكانت مناسبة اكدت له فيها من جديد دعم فرنسا ودعمي الشخصي للمبادرة التي اطلقها والتي دعا فيها الى حياد لبنان الناشط، لانه في نظرنا هذا هو الطريق الوحيد الذي يقود الى لبنان السلام والإزدهار، وحفظ كرامة الشعب اللبناني الذي يمر بأزمة سياسية اقتصادية صعبة. كذلك عرضنا لحاجة لبنان اليوم الى حكومة طوارئ، ونحن نعلم قدرة غبطته على المساعدة في مسألة الحوار، وذلك في اطار نشاطه. اما السبب الثالث للزيارة، فهو يتعلق بدور فرنسا الإنساني في لبنان ان لناحية اعادة اعمار بيروت والمرفأ او لناحية دعمها للمدارس الخاصة والمسيحية والجامعات، لتمكين الاطفال والشباب اللبناني من البقاء في ارضه على الرغم من الحزن واليأس الذي يتملكه نظرا للأوضاع القاسية التي يمر بها لبنان. ولكن علينا على الرغم من كل هذا ان نزرع الأمل في النفوس، ونحن نتمنى ان يؤدي تعاوننا مع البطريرك الراعي الى زرع هذا الامل والفرح الحقيقي".
وفي رده على سؤال حول مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، قال: "لقد كان الرئيس ماكرون واضحا جدا، ومبادرة فرنسا مطروحة على الطاولة دائما. نحن نعتمد على المسؤولين اللبنانيين لكي يتفقوا في النهاية ويؤلفوا حكومة جديدة، وان تتوقف الخلافات السياسية القديمة وان يتحمل كل مسؤوليته، وان نرى طريق الأمل من خلال تأليف حكومة جديدة تجد حلولا للمشاكل، وسيما ان ورقة الطريق موجودة، لذلك نحن نواصل الحوار والضغط".
وكان الراعي التقى أمس السفير البابوي المطران جوزف سبيتاري، وكان عرض لعدد من القضايا الكنسية والوطنية ولدور الكرسي الرسولي عبر دبلوماسيته في دعم لبنان وتعزيز استقراره.
كما استقبل الراعي وفدا من من رؤساء بلديات ومخاتير منطقة عكار، ضم رئيس اتحاد بلديات الجومة روني الحج، والرؤساء عمر مسعود- عندقت، سهيل سعد- دير جينين، انطون شحود- سفينة الدريب، جورج يوسف- منجد، غسان تامر سيسوق، بول سعود- الشقدف والمختار ابراهيم الركوة.
وأكد البطريرك "دور البلديات في دعم صمود الاهالي في قراهم وبلداتهم في ظل الحرمان المزمن التي تعيشه عكار". ودعا الى "التعاون مع الكنيسة والعمل من اجل المصلحة العامة خصوصا في هذه الظروف الصعبة".
وبعد اللقاء، تحدث مسعود، فقال: "وضعنا البطريرك بأجواء أوضاع عكار الامنية والاقتصادية وبخاصة في البلدات المارونية، وأطلعناه على حاجاتنا وطلبنا منه مساعدة ابناء عكار من الدولة ومؤسساتها والمؤسسات الخيرية للصمود في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها البلد". وتمنى "ان يزور صاحب الغبطة منطقة عكار".
بدوره، قال رئيس الاتحاد: "تمنينا على غبطته مساعدتنا على تحقيق التوازن لجهة التعيينات في الفئة الاولى والثانية في وظائف الدولة، ولا سيما ان ابناء عكار محرومون منها، وطلبنا من غبطته الاهتمام اكثر بمسيحيي الاطراف كي يتجذروا بارضهم ومنطقتهم ويتكاتفوا في كنف بطريركيتهم الحريصة دائما عليهم وعلى كل اللبنانيين".