في شرق صيدا وساحل جزين ، مشهدان تقاسما اليوم الأول لبدء تطبيق قرار وزارة الداخلية عزل البلدات الـ111 لإعتبارها موبوءة بفيروس كورونا : بلدات وقرى شهدت منذ ساعات الصباح ما يشبه حظر تجول في شوارعها خلا بعض الحركة لعمال الديلفري وهم يلبون طلبات السكان المحجورين تأمين المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية الى منازلهم ، فيما سيرت شرطة البلديات دوريات اقامت وحواجز لها داخل هذه البلدات للتحقق من التزام المواطنين بالقرار . اما المشهد الآخر فتمثل في حركة سير شبه طبيعية على طول الطرقات الرئيسية التي تخترق هذه البلدات او تمر بجانبها حيث لا اجراءات او تدابير او باستثناء تلك المتخذة عند مداخل البلدات المعزولة .
ولعل المفارقة الأبرز تمثلت في شارع عبرا الرئيسي الذي جمع بين مشهدي الاقفال والفتح في آن كون جانب من الطريق تابع لعبرا المشمولة بقرار الاقفال ، والجانب الأخر تابع لحارة صيدا غير المشمولة به ! فأقفلت محال ومؤسسات من هنا وفتحت أخرى من هناك ولا يفصل بين الجانبي سوى بضعة امتار !.
وفي جولة على بلدات وقرى شرق صيدا وساحل جزين التي شملها قرار الاقفال ، " البرامية ، الهلالية ، عبرا ، مجدليون ، كفرجرة ، القرية ، عين الدلب ، المية ومية "، بدت الأجواء هادئة عموماً ، شوارع داخلية خالية ، التزام شبه كلي بالاقفال وحظر التجوال ، فيما غابت قداديس الأحد عن كنائس هذه البلدات ، فيما شرطة البلديات تنتشر وتسير دوريات وتقيم نقاطا ثابتة للتأكد من تنفيذ قرار الاقفال ، ورصد اي خرق له .
وتفقد رؤساء بلديات هذه البلدات الاجراءات والتدابير المتخذة وكان لبعضهم تعليقات على القرار ، كان ابرزها ما أعلنه رئيس بلدية عين الدلب داني جبور من ان معظم الاصابات بكورونا التي على اساسها تم اعتبار البلدة موبوءة يقطنون في مناطق تابعة عقارياً لمناطق محاذية وليس لعين الدلب ، وان عين الدلب فيها فقط حالتان محجورتان من اصل الفي نسمة ( عدد سكانها) لكننا كبلدية مجبرون ان ننفذ قرار وزارة الداخلية .
من جهته قال رئيس بلدية البرامية جورج سعد " على الرغم من تسجيلنا ملاحظة ان حجم الاصابات في البلدة لا يستدعي اقفالها بحيث سجلت قبل صدور القرار حالتين فقط الا اننا لن نتوانى عن تطبيق اي امر من شأنه ان يساعد ولو واحد بالمئة في الحد من تفشي هذا الفيروس ونحن ندعو اهلنا في البلدة الى الالتزام والتعاون من اجل حماية بلدتنا والحفاظ على السلامة العامة للجميع" ..
واشار رئيس بلدية مجدليون بطرس صليبا الى ان البلدة ملتزمة بالاقفال وفقا لقرار وزارة الداخلية وهناك اقفال وتم الغاء قداس الأحد ومنعت التجمعات بكافة اشكالها وتسير شرطة البلدية دوريات لها في شوارع البلدة بين الحين والاخر وكما تعلمون فإن امكانياتنا محدودة لذا المطلوب ايضا ان يكون هناك التزام من قبل المواطنين انفسهم والتعاون معنا من اجل وضع حد لانتشار هذا الفيروس بالمسؤولية والوعي .
من جهتها بلدية عبرا وجهت عبر مكبرات الصوت من خلال سيارة تابعة لها جابت شوارعها نداء الى اهالي عبرا مواطنين ومقيمين بضرورة الالتزام بالاقفال وحظر التجوال الا للضرورة القصوى والتزام منازلهم وارتداء الكمامة عند اضطرارهم للخروج.
رأفت نعيم