في تقرير أعدّته بيل ترو في صحيفة “إندبندنت” البريطانية حذرت من أنّ لبنان يواجه خطر “كارثة الفقر” الشتاء المقبل، بعدما بات رفع الدعم مسألة وقت، إثر فقدان “المصرف المركزي” قدرته على تمويل الدواء والمحروقات والقمح، مع بلوغ احتياطي العملات الأجنبية مرحلة حرجة.
واضافت أنّ العائلات في مختلف أنحاء لبنان تستعد لشتاء موحش، سيتضور فيه الكثيرون جوعاً وسيكافحون من أجل الشعور بالدفء، مشيرةً إلى أنّ أكثر من نصف اللبنانيين باتوا يعيشون تحت خط الفقر، وهي نسبة آخذة بالارتفاع.
ولفتت ترو إلى أنّ أزمة جديدة تلوح بالأفق، فمن المتوقع أنّ تتضاعف أسعار الغذاء والدواء والكهرباء وفاتورة الإنترنت والمحروقات 4 أو 5 مرات، إذا ما رُفع الدعم. وكتبت ترو محذرةً من أنّ هذه الخطوة ستؤدي إلى تهافت الناس على الدولار، وبالتالي انخفاض قيمة الليرة أكثر مقابل العملة الخضراء التي سيرتفع سعرها. وفي حين لم تستبعد ترو حصول تضخم مفرط، أي ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، نبّهت من أنّ الفئة الفقيرة ستكون الأكثر تأثراً.
في هذا السياق، أوضحت ترو أنّ احتياطي “المركزي” ينضب بسرعة خطيرة، مذكرةً بتصريح الحاكم رياض سلامة بأنّ الدعم سيتوقف عند بلوغ الاحتياطي الإلزامي 17.5 مليار دولار. وكتبت ترو تقول: “إذا واصل لبنان ما يقوم به بالوتيرة نفسها، عندها قد يصل إلى هذه المرحلة قبل انتهاء السنة”.
من جهته، لفت الخبير في العملات الصعبة عمر تامو إلى أنّ كلفة فاتورة الكهرباء- وفقاً لحساباته- سترتفع لتصبح 425 ألف ليرة (نحو 280 دولاراً وفقاً لسعر الصرف الرسمي) بالنسبة إلى أصحاب الدخل المتدني، أي أكثر من نصف راتب الحد الأدنى للأجور. وأوضح تامو أنّ المسألة نفسها تنطبق على فواتير الإنترنت والاتصالات تقريباً، مشيراً إلى أنّ سعر ربطة الخبز سيزيد عن 7 دولارات، في حين ستُباع علبة البنادول بـ13 دولاراً تقريباً. وقال تامو إنّ رفع الدعم سيطال الدجاج واللحم والزيت المستورد، إلى جانب المعدات والخدمات الطبية، فسيعادل ثمن صورة بالرنين المغناطيسي “MRI” 3 أضعاف راتب الحد الأدنى للأجور.
وبحسب تامو فإنّ هذه الحسابات أُعدّت استناداً إلى سعر صرف يعادل 8500 ليرة للدولار، متوقعاً أن يسجل سعر صرف الدولار ارتفاعاً مع ارتفاع الطلب عليه. وبناء عليه، رجح تامو أن يرتفع سعر الدولار إلى 17500 ليرة، قائلاً: “الخلاصة هي أنّ العائلات ستكون عاجزة عن الاستمرار في فصل الشتاء. فسيكون الطقس بارداً وسيحتاجون إلى المازوت والكهرباء، إلاّ أنّ الأسعار سترتفع 4 أو 5 أضعاف، وهذا إذا استطاعوا إيجاد مازوت أو كانت الكهرباء مؤمنة”.
وأضاف تامو: “تحتاج مؤسسة كهرباء لبنان إلى مليار دولار لاستيراد الفيول. من أين سيأتون بالمال؟”، خالصاً إلى القول: “في كل يوم يمضي نخسر المزيد من احتياطي العملات الصعبة؛ وهذه خسائر يصعب استردادها. نحتاج إلى إصلاحات الآن وليس غداً، بل الآن. ماذا ينتظرون؟”.