عرب وعالم

قراقي: ملك المغرب يسعى لجعل أزمة كوفيد 19 رافعة للتحول الاقتصادي والاجتماعي

تم النشر في 10 تشرين الأول 2020 | 00:00

قال أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط، عبد ‏العزيز قراقي، إن خطاب الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية ‏الخامسة من الولاية العاشرة، "لم يبق متوقفا عند طبيعة الأزمة التي تسببت فيها جائحة ‏كوفيد19، ولكنه سعى إلى تقديم مقاربة تجعل من الأزمة رافعة للتحول على المستوىين ‏الاقتصادي والاجتماعي".‏

واعتبر قراقي في تصريح لوكالة "المغرب العربي" للأنباء، أن "الخطاب الملكي ربط بين ‏المجالين الاقتصادي والاجتماعي، مما يوحي بأن أي تحول على المستوى الاقتصادي لا بد وأن ‏يصاحبه أيضا التغيير على المستوى الاجتماعي"، مسجلا أن "جائحة كوفيد19 وتبعات الحجر ‏الصحي، أرهقت القطاع الاقتصادي وزادت من هشاشة الوضع الاجتماعي".‏

وأوضح الأستاذ الجامعي أن الخطاب الملكي أكد أيضا على المراهنة على آلية الاستثمار، التي ‏تبقى الأفضل في مجال إنتاج الثروة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المقاربة الجديدة للاستثمار ‏تعتمد على صندوق محمد السادس للاستثمار.‏

أضاف قراقي أنه سيتم أولا البحث عن الفعالية عبر توحيد النفقات الاستثمارية، بينما ستكون ‏القطاعات المستفيدة منها متعددة وتخضع لمنطق الأولوية، مبرزا أن هذا الصندوق سيخضع ‏لقواعد الحكامة الجيدة والتدبير العقلاني.‏

ومضى قائلا إنه "مما لا شك فيه أن هذا الصندوق وحجم النفقات المرصودة له، سيعيد بشكل ‏أكثر قوة وفعالية الاستثمار العمومي، كرافعة أساسية تقود عودة الدولة إلى تحريك الاقتصاد ‏المغربي".‏

وشدد على أن "المقاربة التي ستُعتمد لن تبقى حكرا على قطاع بعينه بل ستقدم نموذجا لتنمية ‏العالم القروي، من خلال رؤية شمولية تروم توظيف الأراضي الفلاحية الجماعية عبر تحويلها ‏إلى أداة للاستثمار...، وهو الأمر الذي من شأنه أن يحد من الاقتصاد غير المهيكل".‏

أما على المستوى الاجتماعي، فقد أبرز قراقي أن "الخطاب الملكي كرس ما سبق أن ورد في ‏خطاب العرش وخطاب ذكرى ثورة الملك والشعب، حيث سيتم إحداث تحول حقيقي على مستوى ‏منظومة التغطية الاجتماعية، إذ من المفروض أن تتسع دائرتها لتتجاوز المنظومة إجبارية ‏التغطية الصحية، التي ستعمم في أفق سنة 2022، والتعويضات العائلية، لتصبح أكثر عصرنة ‏من خلال اعتماد نظام الانخراط في نظام التقاعد والتعويض عن فقدان الشغل".‏

وخلص قراقي إلى القول إن "الخطاب الملكي أعطى أهمية بالغة للحكامة، وللعنصر البشري إذ ‏بقدر ما يتم إعمال البرامج والاستراتيجيات بقدر ما يرجى تطوير العقليات، واستقطاب كفاءات ‏ذات مستوى رفيع لتنخرط في التدبير العمومي".‏