يرتبط مفهوم السياحة والسفر بين البلدان بزيارة المعالم الأثرية وأجمل الأماكن السياحية، إلا أن هناك فئة من الناس قد تفضل نوعاً مختلفاً من السياحة، حيث يفضلون زيارة بقع من العالم شهدت أحداثا دموية أو معارك تاريخية أو حتى كوارث طبيعية فيما يعرف بـ "السياحة السوداء" وهي مواقع مرتبطة بالموت والمأساة من الأجساد المحنطة إلى الثريات المصنوعة من العظام.
وابتكر هذا المصطلح الباحثان في مجال السياحة البريطانيان جون لينون ومالكولم فولي في 1996 . ويشير المصطلح في معناه الأوسع إلى زيارة أماكن الدمار والموت.
فمن المقابر المفتوحة في تشيلي إلى الغابة الانتحارية في اليابان ترصد «بوابة أخبار اليوم» أبرز 12 موقع للسياحة السوداء حول العالم.
غابة الانتحار - اليابان
تعرف غابة الانتحار في اليابان باسم "اوكيجاهارا" وتبلغ مساحتها 4 أميال تقع في القاعدة الشمالية الغربية لجبل فوجي في اليابان، كثافة الأشجار فيها تحجب الرياح عنها، مما يجعلها مكاناً هادئاً وخلاباً بشكل استثنائي.
وعلى الرغم من العلامات التحذيرية باللغتين اليابانية والإنجليزية التي تحث الناس على إعادة التفكير فيما سيقدمون عليه، إلا أنها تسجل قرابة الـ 100 حالة انتحار سنوياً وباتت مكاناً شائعا لتنفيذه.
أورادور سور غلان - فرنسا
وهي قرية صغيرة تقع في منطقة ليموزين، شهدت مجزرة مروعة عام 1944 خلال الحرب العالمية الثانية بعد معركة النورماندي، حيث أغلقت كتيبة ألمانية القرية بالكامل بعد أن انتشرت شائعة اختطاف أحد قوات الأمن الخاص الألماني فيها، وعوقب سكان المدينة جماعياً، حيث تم جمعهم في الساحة وسط القرية بحجة فحص أورق الهوية، وتم إعدامهم بالأسلحة الرشاشة، ولم يسلم النساء والأطفال من تلك المجزرة.
بقيت القرية على حالها ولم يتم ترميمها تنفيذا لقرار الرئيس الفرنسي السابق شارل ديغول الذي أمر بتركها مثالاً على همجية الاجتياح الألماني لفرنسا.
بريبيات - أوكرانيا
مدينة أوكرانية تم إخلاؤها عقب حادثة مفاعل تشرنوبيل النووي عام 1986، وتُركت حتى اليوم على حالها، وكأن الحادثة وقعت للتو، لتبدو كمدينة من فيلم يروي أحداث ما بعد نهاية العالم.
إلا أن أحدا لم يتوقع أن الموقع الذي شهد أسوأ حادث نووي في تاريخ البشرية سيتحول إلى معلم يجذب السياح من مختلف دول العالم، حيث أعلنت أوكرانيا أن الزيارات مسموحة وستكون قصيرة ومنظمة بشكل دقيق في منطقة الحظر البالغ مساحتها 30 ميلا حول المفاعل
.
ريدل هاوس - أمريكا
ريدل هاوس هو منزل مخصص للجنازات تم بناءه في عام 1905 في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية ويقال إن المنزل مسكون بشبح موظف انتحر شنقا و بسببه يتم رؤية أشباح مخيفة في الليل.
جراوند زيرو - أمريكا
تعتبر «جراوند زيرو» في نيويورك واحدة من أهم أماكن السياحة السوداء حول العالم باعتبارها المكان الذي كان فيه البرجين الذي تم تدميرهم في 11 سبتمبر 2001 من خلال الهجمات الإرهابية، حيث قُتل 3000 شخص ووقعت خسائر تصل لـ 10 مليارات دولار.
بومبيي - إيطاليا
شهدت مدينة بومبيي في إيطاليا أبشع انفجار بركاني في التاريخ و بسببه مات جميع من يسكن تلك المدينة و أصبحت الآن مجرد مباني مهجورة بالون الرمادي بسبب الحريق الهائل من البركان.
سيدليك أوسوري - التشيك
سيدليك أوسوري هي كنيسة كاثوليكية صغيرة و تعتبر مقبرة لجميع القديسين وتحتوى على 40 آلاف إلى 70 آلاف هياكل عظمية و جماجم، و استطاع هذا المكان أن يجذب آلاف السياح من مختلف العالم كل عام.
اوكبو لاند - كوريا الجنوبية
كانت اوكبو لاند واحدة من أجمل الملاهي للأطفال في كوريا الجنوبية و بسبب حادثتين مميتتين لأطفال تم إغلاق الملاهي للآبد و أصبحت مكان مهجور لليوم.
مقبرة لانوريا - تشيلي
تحتوي مدينة لانوريا على اكبر مقبرة في العالم و هي مدينة مهجورة و مخيفة للغاية و لكن المقبرة تعد واحدة من مناطق الجذب السياحي في تشيلي .
تشونغ إيك - كمبوديا
في إبریل من عام 1975، انطلقت جماعة "الخمیر الحمر" نحو مدينة "تشونغ ايك" محدثین ضجة عالمیة، وكانت تلك الجماعة ترید العودة بكمبودیا إلى "المدینة الزراعیة الفاضلة"، وفي سعیھم إلى ھذا خلَّفوا وراءھم واحدة من أكبر مجازر العصر الحدیث، فقتلوا نحو ملیوني مواطن كمبودي، وتخلصوا من كل المثقفین والمتنورین.. والآن صارت تلك المدينة مزار سیاحي.
أوشفيتز - بولندا
أحد معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية ويقع بالقرب من بلدة أوشفيتز في بولندا.
شهد هذا المعسكر مقتل 1.1 مليون سجين على الأقل، حيث كانت ظروف المعيشة في المعسكر شديدة الصعوبة، ومن لم يمت من المعتقلين بغرف الغاز مات بسبب الجوع أو الأمراض المعدية،أو عمليات الإعدام الفردية أو التجارب الطبية اللاإنسانية على المعتقلين.
بعد الحرب العالمية الثانية بات المعسكر رمزاً لضحايا الهولوكوست، حيث أنشأت بولندا عام 1974 متحفاً في المعسكر، تتكدس في غرفه اليوم آلاف من النظارات والأحذية وعينات من الشعر تعود للضحايا.
بيلشايت – إسبانيا
تعد المدينة اليوم أشبه بمدينة أشباح، مع ماضٍ مروع يشهد على أعنف المعارك.
حيث خاضت القوات الفرنسية فيها عام 1809 معركة ماريا، كما شهدت عام 1937 معركة بين قوات الجمهورية الإسبانية وقوات اللواء فرانكو خلال الحرب الأهلية الإسبانية.
وتعتبر اليوم نصباً تذكارياً للحرب يجذب آلاف السياح سنوياً كما استخدمت كمواقع للتصوير في بعض الأفلام.