أخبار لبنان

سحب الغطاء عن التأجيل..ورفض"نصيحة"باسيل!

تم النشر في 19 تشرين الأول 2020 | 00:00

  المصدر:"الشرق الأوسط"


لم يتمكن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الذي يخوض آخر ‏معاركه لقطع الطريق على عودة رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري ‏إلى رئاسة الحكومة، من جر حزب "القوات اللبنانية" للتموضع تحت خيمته، ‏على خلفية أن رفض الحزب تسمية الحريري في الاستشارات النيابية سيفقدها ‏الميثاقية، ما يدفع برئيس الجمهورية ميشال عون إلى التذرع بذلك لتبرير احتمال ‏تأجيله للاستشارات للمرة الثانية خلال أسبوع‎.

وعلمت "الشرق الأوسط" من مصادر نيابية بارزة أن حزب "القوات" لم يتردد ‏في اتخاذ قراره بعدم التجاوب مع رغبة باسيل الذي أعلمه بها بالمراسلة لغياب ‏التواصل بينهما منذ فترة طويلة. وكشفت المصادر أن قيادة "القوات" قررت ‏‏"أن تدير ظهرها للنصيحة التي أسداها باسيل، إنما بلسان الرئيس عون الذي ‏عزا التأجيل الأول للاستشارات إلى أن تكتلات نيابية اتصلت به وتمنت عليه ‏تأجيلها لبروز صعوبات تستدعي منه التدخل لإيجاد الحلول لها‎".

وأشارت المصادر إلى أن قيادة "القوات" اعتبرت أنه لا صلة للاستشارات ‏النيابية بالميثاقية، ورأت أنها ليست مادة للتداول فيها لأنها خارج البحث طالما ‏أنها محصورة بتسمية الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدة أن الهدف ‏منها تعداد الأصوات في نهاية الاستشارات للإعلان عن اسم المرشح الذي نال ‏تأييد غالبية النواب‎.

ولفتت إلى أن هذا الموقف "أسهم في إسقاط الذرائع التي استند إليها عون لتبرير ‏تأجيل الاستشارات والتي ستكون حاضرة بامتياز في الاستشارات التي ستجرى ‏الخميس المقبل، ما يفقده التذرع بها لأن التيار الوطني الحر سيجد نفسه وحيداً ‏ولن يتمكن من جر الآخرين إلى ملعبه لاستخدامهم في تعطيل اللعبة البرلمانية ‏وصولاً إلى ابتزاز الحريري والتهويل عليه". وأضافت أن "باسيل لا يعير أي ‏اهتمام للاصطفاف السياسي الذي خلط أوراق إلغاء خطوط التماس السياسية بين ‏قوى 8 آذار وبين ما تبقى من قوى 14 آذار، بعد أن تفرق العشاق ولم يعد ممكناً ‏إعادة الروح إليها‎".

ورأت أن رئيس "القوات" سمير جعجع، وإن كان على خلاف مع الحريري، ‏فإنه في المقابل "أبقى على كوة يمكن التأسيس عليها لعلها تفتح الباب لمعاودة ‏التواصل بينهما". وقالت إن "حزب القوات في اجتماع نواب تكتل الجمهورية ‏القوية انتهى إلى تجديد موقفه بعدم تسمية الحريري لتولي رئاسة الحكومة ‏انسجاماً مع قناعته بتشكيل حكومة من رئيسها إلى وزرائها من مستقلين ‏واختصاصيين من دون أن يسمي المرشح البديل في مواجهة الحريري خلافاً ‏لتسميته في المرات السابقة السفير نواف سلام للرئاسة الثالثة". وأكدت أن ‏‏"مشاركة نواب القوات في الاستشارات من دون تسمية أي مرشح لرئاسة ‏الحكومة يفقد عون ومن خلاله باسيل عدة الشغل لتبرير تأجيله الثاني ‏للاستشارات، وهذا ما يتيح له الإبقاء على خط الرجعة لمعاودة التواصل مع تيار ‏الحريري‎".

واعتبرت أن الاستشارات ستجرى في موعدها "لأن التذرع بفقدانها الميثاقية ‏ليس في محله ولم يسبق أن استخدمت مثل هذه الذريعة لتعطيلها"، وقالت إن ‏‏"باسيل يخوض معركته وحيداً، وهو الآن يتموضع تحت عباءة رئيس ‏الجمهورية‎".

وسألت المصادر: "أين يقف حزب الله من إصرار حليفه باسيل على جر الأمور ‏إلى حافة الهاوية؟ وهل يلاقيه في منتصف الطريق حرصاً منه على استرضاء ‏رئيس الجمهورية الذي لا يزال وتياره يؤمنان له الغطاء السياسي، مع أن ‏أوساطاً مقربة من الثنائي الشيعي تؤكد أن الحزب فوجئ بدعوة عون ‏للاستشارات وبتأجيلها لاحقاً؟‎".

لكنها استطردت أن "حزب الله لا يركض وراء البحث عن مشكلة مع عون ‏وباسيل، ويفضل عدم إقحام نفسه في لعبة تعطيل الاستشارات حرصاً منه على ‏تحالفه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يرفض تأجيلها، وسيكون له الرد ‏المناسب في حال تقرر ترحيلها لأن البلد لا يحتمل التأجيل وبات في حاجة إلى ‏تشكيل حكومة بعيداً عن الابتزاز والتهويل‎".

وحذرت من أن تأجيل الاستشارات "ستترتب عليه تداعيات سياسية سلبية ‏تتجاوز الداخل إلى الخارج لأن باريس لن تقف مكتوفة اليدين حيال من يسعى ‏إلى تعطيل مبادرتها"، مشددة على ضرورة "عدم أخذ البلد رهينة وجره إلى ‏حافة الهاوية لأن الظروف تبدلت ولن يكون في مقدور عون تكرار تعطيل ‏الانتخابات الرئاسية لأكثر من عامين ونصف ولم يفرج عنها إلا بعد انتخابه ‏رئيساً للجمهورية‎".

وسألت المصادر: "هل يتحمل عون الدخول في مواجهة محلية وداخلية على ‏خلفية ترحيله للاستشارات؟ وماذا سيقول للمجتمع الدولي الذي يبدي استعداده ‏لمساعدة لبنان بشروط الالتزام بالمبادرة الفرنسية فعلاً لا قولاً؟". وأضافت أن ‏‏"باسيل لن يتمكن من تأجيلها بعد أن فقد القدرة على تطييف عملية التكليف، ‏إضافة لافتقاده الشريك المسيحي‎".

ونبهت إلى أن "تأجيل الاستشارات سيرفع منسوب الاحتقان في الشارع السني، ‏فيما المطلوب استيعابه لئلا يدخل لبنان في أزمة حكم، وبالتالي فإن الجميع في ‏مأزق أمام المجتمع الدولي في حال تقرر تعطيلها وهذا ما يدفع عون إلى ‏مراجعة حساباته وصولاً إلى سحب التأجيل من التداول لتسهيل عملية التكليف ‏ومن ثم التأليف الذي سيتوقف على رد فعل عون وتياره السياسي في حال أن ‏رياح تشكيل الحكومة تسير بما لا تشتهيه سفنهما‎".

وقالت مصادر سياسية إنه "لم يعد أمام الرئيس عون من خيار سوى الالتزام ‏بموعد الاستشارات النيابية الملزمة الخميس المقبل، وإلا ستذهب البلاد نحو ‏أزمة حكم تتلازم هذه المرة مع تجديد الحصار المحلي والدولي على العهد ‏القوي‎