الخلاف حول الصحراء الغربية ينذر بتفجر جولة جديدة من الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تسعى للاستقلال
وسط قلق أممي، تحركت قوات مغربية لإبعاد جبهة البوليساريو عن معبر الكركرات الحدودي في الصحراء الغربية، بعد استفزازات عدة من قبل الجبهة الساعية إلى الاستقلال، بما ينذر باشتعال الصراع ثانية في هذا الملف الحساس.
وفيما يلي بعض الحقائق عن المنطقة والنزاع، على ضوء العملية العسكرية التي انطلقت في منطقة الكركرات العازلة في الصحراء.
منطقة الصحراء الغربية تعادل الصحراء الغربية مساحة بريطانيا لكنها قليلة الكثافة السكانية وتنعم باحتياطيات الفوسفات ومناطق الصيد الغنية.
وطالب المغرب باستعادة السيادة على المنطقة عندما كانت تحت الحكم الاستعماري الإسباني. في الوقت نفسه، شكل بعض الصحراويين الذين يعيشون هناك جبهة البوليساريو للضغط من أجل الاستقلال.
وعندما رحلت إسبانيا، ضم المغرب الصحراء وشجع آلاف المغاربة على الاستقرار هناك.
النزاع
في المقابل، شنت جبهة البوليساريو حرباً إلى أن توسطت الأمم المتحدة في وقف إطلاق النار عام 1991. وسيطر المغرب على نحو أربعة أخماس الإقليم.
كما تضمنت الهدنة الوعد بإجراء استفتاء غير أن ذلك لم يحدث بسبب خلافات حول كيفية تنفيذها ومن سيسمح له بالتصويت.
ويتركز التصعيد الجديد في منطقة الكركرات، وهي نقطة عبور بين الصحراء الغربية وموريتانيا، في منطقة منزوعة السلاح تراقبها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وتقوم بدوريات منتظمة فيها. وشهدت منطقة الكركرات في الماضي توترات بين البوليساريو والمغرب خصوصاً مطلع العام 2017.
وفي حين تحتج جبهة بوليساريو على حركة العبور عبر هذه النقطة إلى المغرب وتعتبرها غير قانونية، يعتبر الجانب المغربي المعبر حيوياً للتبادل التجاري مع إفريقيا جنوب الصحراء.
200 سائق شاحنة
وانطلق النزاع الأخير بعدما عمدت البوليساريو إلى إغلاق المعبر في أكتوبر الماضي، وعلق حوالي مئتي سائق شاحنة مغربي هناك، ووجهوا الأسبوع الماضي نداء استغاثة إلى كل من الرباط ونواكشوط، قالوا فيه إنهم عالقون عند الكركرات، بعدما منعتهم البوليساريو من العبور.
فيما أوضح المسؤول في الخارجية المغربية أن 108 أشخاص يعملون في نقل البضائع عالقون في الجانب الموريتاني من الحدود، و78 آخرين في الجانب الآخر، في شاحنات من بلدان مختلفة من المغرب وموريتانيا وفرنسا.
ولعل هذا ما دفع المغرب، الجمعة، إلى إرسال قوات لإعادة فتح الطريق أمام حركة المرور وبناء جدار رملي جديد لمنع عناصر البوليساريو أو أنصاره المدنيين من العودة إلى هناك.
موقفا المغرب والبوليساريو
وقال المغرب إن له حقوقاً في المنطقة تعود إلى قرون، وإنه منذ ضمها، ضخ مبالغ كبيرة من المال لتحسين الظروف المعيشية في الصحراء الغربية، مضيفاً أن أقصى ما يمكن أن تقدمه للصحراء الغربية هو الحكم الذاتي داخل المغرب.
في حين شكلت البوليساريو حكومة في مدينة تندوف الجزائرية عام 1975، وتمكنت من الانضمام للكيان السابق للاتحاد الإفريقي، لكنها لم تحظ باعتراف.
إلى ذلك قالت إنها مستعدة للتفاوض مع المغرب بشأن سبل إجراء استفتاء يطرح خيارات بين الاستقلال والاندماج مع المغرب والحكم الذاتي.
فشل المحادثات
وعلى مدى جولات مديدة، أخفقت محادثات أجرتها الأمم المتحدة بشأن مستقبل الصحراء الغربية بين المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا في التوصل لاتفاق.
وفي تشرين الاول الماضي، حثت الأمم المتحدة الأطراف المعنية على العمل للتوصل إلى "حلول سياسية واقعية وعملية ودائمة بناء على حلول وسط". واعتبرت تلك الصياغة مثيرة للشكوك فيما يتعلق باحتمالات إجراء الاستفتاء.
العربية.نت